هى مصر القوية، التى لا تخشى أحدا إلا الله، وحامية العروبة، وقلب العروبة النابض على مر العصور والأزمان.
للأسف الشديد الموقف العربى فى اجتماعات المنامة لم يرتفع إلى مستوى طموحات الشارع العربى على الأقل فيما يخص اتخاذ موقف يتسق مع الموقف المصرى فى التضامن ضد إسرائيل فى المحكمة الدولية فى دعوى «الابادة الجماعية»، ومع ذلك لم تضغط مصر على أحد، ولم تناور، وتركت الباب لكل من يرغب طواعية فى الانضمام إلى الدعوى دون مزايدات أو ضغوط.
كان من المتوقع أن يكون هناك قرار من القمة العربية لاتخاذ موقف مماثل للموقف المصري، والانضمام إلى دعوى جنوب إفريقيا فى محكمة العدل بشأن جرائم الإبادة الجماعية لتكون رسالة غضب عربية موحدة تجاه الجرائم الإسرائيلية، لكن للأسف خرجت قرارات القمة العربية دون التطرق إلى موقف موحد وجماعى فى هذا الشأن.
ولأن مصر القوية والشامخة لا تتراجع، فقد أكد مصدر رفيع المستوى لـ«القاهرة الاخبارية» أمس الأول، أن مصر عازمة على اتخاذ الإجراءات اللازمة لإدانة الممارسات الإسرائيلية أمام محكمة العدل الدولية، نافيا ما نشرته وسائل إعلام عبرية بشأن تراجع مصر عن الانضمام لجنوب إفريقيا فى دعواها المرفوعة ضد إسرائيل.
الموقف المصرى قوى وواضح منذ اندلاع الأزمة، ولم تصمت مصر لحظة واحدة، ولاتزال تبذل قصارى جهدها لوقف نزيف الدم فى غزة، وتقديم كل أوجه المساعدات الانسانية للشعب الفلسطينى هناك، كما أن مصر لم تغلق معبر رفح دقيقة واحدة منذ اندلاع الحرب، ولاتزال الشاحنات المحملة بالمساعدات الانسانية تقف فى طوابير طويلة وممتدة أمام المعبر فى انتظار فتحه من الجانب الفلسطيني، الذى تم إحتلاله من جانب القوات الإسرائيلية، ورفض القوات الإسرائيلية المحتلة السماح بمرور الشاحنات.
أرادت مصر أن ترسل رسالة غضب قوية إلى الجانب الإسرائيلى إزاء الأوضاع المأساوية فى قطاع غزة، وأن مصر لن تقف مكتوفة الأيدى أمام العدوان الإسرائيلى الوحشى على الفلسطينيين.
مصر هى التى صنعت السلام مع الإسرائيليين، لكنه السلام القائم على العدل، والحق، والمساواة، وإنهاء الاحتلال من كل شبر من الأراضى العربية، وبدخول مصر فى السلام نجحت الدبلوماسية المصرية فى «تعرية» الوجه القبيح للعدوان الإسرائيلى بعد أن كانت إسرائيل تشيع كذبا أنها تريد السلام، ومصر هى التى ترفض السلام.
مصر نجحت فى كسب المعركة فى حرب السادس من أكتوبر ، وخاضت مفاوضات السلام من موقف المنتصر القوي، وهى الآن تبذل كل جهودها من أجل إحلال السلام فى المنطقة، وانتهاء العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة، وانضمامها إلى دعوى الابادة الجماعية ضد إسرائيل رسالة غضب ونفاد صبر على العدوان الإسرائيلى المستمر ضد الحقوق الشرعية للشعب الفلسطينى.
التعليقات