تزايدت حوادث المركبات على المستوى العربي بشكل خاص، والعالمي بشكل عام، لتسجل أعلى معدلات للوفاة في الدول النامية، حيث أصبحت ظاهرة انفجار الإطارات على رأس الأسباب التي تودي بحياة ملايين من الأشخاص.
كثرة المشكلات الناجمة عن الإطارات تجعلنا نفكر في اتخاذ الاحتياطات الآمنة التي قد تقلل من الحوادث على الطرق، حيث يلقى نحو 1.25 مليون شخصًا سنوياً حتفهم نتيجة لحوادث المرور وفقا لتقرير منظمة الصحة العالمية الذي صدر عام 2017.
ولعدم دراية قائد السيارة بمدى أهمية الصيانة الدورية والاهتمام بالإطارات الخاصة، أصبحت تمثل الإصابات الناجمة عن حوادث المرور السبب الأول لوفاة الأشخاص البالغين من العمر من 15 إلى 29 سنة، كما تشهد البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل %90 من الوفيات الناجمة عن حوادث المرور في العالم، على الرغم من أنها لا تحظى إلا بنحو 45% من المركبات الموجودة في العالم، كما أن نصف الأشخاص تقريباً الذين يتوفون على طرق العالم يكونون من مستخدمي الطرق السريعة.
ولتجنب حوادث السير لابد من وضع عدة نقاط في الحسبان، يأتي في مقدمتها عامل السرعة، حيث أن انفجار إطارات السيارات مرتبط إلى حد كبير بالسرعة الزائدة التي تنطلق بها السيارة عادة في الطرق الخارجية، إذ تكمن الصعوبة في هذه الحالة في عدم القدرة على التحكم في المركبة كلما زادت سرعة السيارة وإحصائيات الحوادث أثبتت هذا بشكل مطلق.
وهناك أسباب مباشرة خاصة بإطار السيارة قد يؤدي عدم الانتباه إليها إلى الوقوع في الحوادث، ومنها زيادة الحمل عن الحد اللازم للإطار، وانخفاض أو ارتفاع ضغط النفخ عن ضغط الإطارات الموصى به، وعدم الالتزام بالسرعات المقررة، وارتفاع درجة حرارة المحيط، وتعرض الإطار للعديد من الصدامات، والتخزين فى أماكن رطبة أو مناخ مرتفع الحرارة، والوقوف والسير المفاجئ، وعدم معايرة ضغط الهواء خاصة قبل السفر لمسافات طويلة، وعدم مناوبة الإطارات بالسيارة بشكل دائم، والتحريك المفاجئ للسيارة المتوقفة منذ وقت زمني كبير.
وأكدت الدراسات العلمية أنه توجد علاقة مباشرة بين الزيادة في متوسط السرعة واحتمالات وقوع الحوادث ومدى العواقب المترتبة عليها سواءً بسواء، ومثال على ذلك، أن زيادة قدرها 1 كم/ ساعة في متوسط سرعة المركبة تؤدي إلى زيادة بنسبة 3% في معدل وقوع الحوادث التي تنجم عنها إصابات وزيادة بنسبة 4-5% في معدل وقوع الحوادث المميتة.
ومن مسببات الحوادث أيضا القيادة تحت تأثير الكحول أو المخدرات، ففي حال القيادة تحت تأثير الكحول، تبدأ احتمالات وقوع الحوادث في مستوى متدني من تركيز الكحول في الدم وتزيد زيادة كبيرة إذا زاد تركيز الكحول في دم السائق على 0.04 غ/ دل.
وفي حال القيادة تحت تأثير المخدرات، تزداد احتمالات وقوع الحوادث بدرجات مختلفة وفقاً للمادة المخدرة، ومثال على ذلك، أن احتمالات وقوع حوادث مميتة بين مستخدمي الأمفيتامينات تزيد 5 أضعاف تقريباً مقارنة بغيرهم.
أيضا عدم استخدام الخوذات الواقية الخاصة بالدراجات النارية وأحزمة الأمان ووسائل تقييد الأطفال، حيث يؤدي استعمال الخوذ الواقية بالطريقة الصحيحة عند ركوب الدراجات النارية، إلى الحد من مخاطر الوفاة بنسبة 40% تقريباً، ومن مخاطر التعرض للإصابات الخطيرة بنسبة تزيد على 70%.
ويؤدي استخدام حزام الأمان إلى الحد من مخاطر وفاة ركاب المقاعد الأمامية بنسبة 40-50% ومن مخاطر وفاة ركاب المقاعد الخلفية بنسبة تتراوح بين 25 و75%.
ومن الأشياء التي تسبب الحوادث مباشرة عدم الانتباه أثناء القيادة، فالسائقون الذين يستخدمون الهواتف المحمولة، يتعرضون أكثر من غيرهم بأربعة أضعاف تقريباً لمخاطر حوادث المرور، واستخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة يبطئ ردود الأفعال، خاصة رد الفعل في استخدام المكابح، وكذلك رد الفعل إزاء إشارات المرور، ويعوق القدرة على احترام الحارة المرورية الصحيحة والحفاظ على المسافة الآمنة بين السيارات.
أيضا الهواتف التي يمكن استخدامها دون حملها باليد ليست أفضل من الهواتف المحمولة باليد من حيث معدل الأمان، وتؤدي كتابة الرسائل النصية إلى زيادة مخاطر وقوع الحوادث زيادة كبيرة.
التعليقات