‏مَنْ العقبة فى طريق السلام؟!

‏مَنْ العقبة فى طريق السلام؟!

عبدالمحسن سلامة

أخيرًا بات المجتمع الأمريكى يؤمن بأن بنيامين نيتانياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، هو العقبة فى طريق السلام، وأنه السبب الرئيسى للأزمة الحالية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأنه خطر على السلام فى المنطقة، وعلى إسرائيل نفسها.

هذا الأمر تأكد بعد أن ألقى تشاك شومر، زعيم الأغلبية الديمقراطية فى مجلس الشيوخ الأمريكى، خطابا فى المجلس يوم الخميس الماضى انتقد فيه إسرائيل لفشلها فى معالجة الأزمة الإنسانية فى غزة، داعيا إلى تغيير الحكومة الإسرائيلية من خلال إجراء انتخابات جديدة، وموجها انتقادات قوية إلى نيتانياهو، واصفا إياه بأنه عقبة فى طريق السلام.

المثير حقا أن تشاك شومر هو سيناتور يهودى، وزعيم الأغلبية الديمقراطية فى مجلس الشيوخ، وكان من أبرز المدافعين عن إسرائيل، وتغيير لهجته جاء نتيجة التغيير الكبير داخل المجتمع الأمريكى الرافض للممارسات النازية الإسرائيلية داخل غزة، وأيضا نتيجة رفض نيتانياهو كل رسائل السلام، ومبدأ حل الدولتين.

الكلام نفسه عبر عنه مرارا وتكرارا السيناتور بيرنى ساندرز الذى ينتقد نيتانياهو بشكل دائم، ومستمر، ويؤكد أنه لم يعد يناسب المرحلة فى إسرائيل برفضه مبدأ حل الدولتين، مطالبا الإدارة الأمريكية بالتدخل لوقف الممارسات الإسرائيلية.

الرئيس بايدن أراد أن يفلت من تلك الموجة الهائلة الرافضة للسياسات الإسرائيلية الحالية فقال، تعليقا على خطاب تشاك شومر فى مجلس الشيوخ، «لقد ألقى خطابا جيدا»، مضيفا «لقد عبر عن مخاوف جدية يشاركه فيها عدد كبير من الأمريكيين».

المشكلة كلها تكمن الآن فى بايدن، وإدارته، فهو يعرف أن عددا كبيرا من الأمريكيين يرفضون سياسة نيتانياهو، لكنه لايزال يكتفى بالكلام، فى حين أن كل أفعاله تقف مع نيتانياهو، ويساعده بالمال، والسلاح، والاستخبارات.. وكل أنواع الدعم فى حربه «القذرة» على غزة التى بلغ عدد الشهداء فيها أكثر من ٣١ ألفا، أكثر من ٧٥٪ منهم نساء وأطفال، فى حين بلغ عدد المصابين أكثر من ٧٠ ألفا، هذا غير حجم الدمار الهائل الذى لحق بكل منشآت غزة، ومبانيها، ومدارسها، ومستشفياتها، بحيث أصبحت غير صالحة للحياة.

كان يجب على بايدن ألا يكتفى بالإشادة بخطاب زعيم الأغلبية الديمقراطية فى مجلس الشيوخ، وأن تكون هناك إجراءات، وقرارات حاسمة ضد نيتانياهو وحكومته مثل وقف الإمداد بالأسلحة، ووقف الدعم المالى للحكومة الإسرائيلية، ورفع اليد عنها فى مجلس الأمن، واستصدار قرار عاجل يستند الى «البند السابع» لتذوق إسرائيل العذاب الذى يعيشه الشعب الفلسطينى على يد العصابات الصهيونية منذ أكثر من ١٠٠ عام وحتى الآن.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات