أتمنى أن يأتى اليوم الذى يحاكم فيه قادة إسرائيل الحاليون والسابقون بتهمة ارتكاب جرائم الإبادة بحق الشعب الفلسطينى، منذ أكثر من ١٠٠ عام حتى الآن، وأن ينال كل منهم عقابه المستحق، بعد أن شاركوا فى أسوأ جرائم للإبادة الجماعية التى لم تحدث فى التاريخ الإنسانى المعاصر.
صدع العدو الإسرائيلى رءوس العالم بقصص الإبادة الجماعية ضد اليهود، على يد الزعيم النازى هتلر، وتداولوا أحاديث كثيرة فى هذا الإطار، ورغم ذلك فكل الأحرار فى العالم يرفضون الإبادة ضد اليهود وغير اليهود، والإنسان الطبيعى لا يمكن أن يقبل لغيره ما يرفضه لنفسه.
تلك هى المعادلة الطبيعية التى تدعو للتشكيك فى كل أحاديث إسرائيل عن المذابح والإبادة، لأنهم لو كانوا صادقين وأسوياء، لرفضوا على الفور أى مساس بأى إنسان على الأرض، لأنهم ذاقوا مرارة ذلك، وعايشوه، وبالتالى لابد أن يرفضوه لغيرهم، ويكونوا أول من يتصدى لتلك الجرائم البشعة.
الواقع غير ذلك، لأن إسرائيل هى الدولة الوحيدة فى العالم الآن التى تمارس إبادة جماعية، ضد شعب أعزل آخر؛ تقتل النساء، والأطفال بلا هوادة، وتمارس كل أنواع التعذيب والتنكيل بالفلسطينيين الأبرياء فى كل مكان داخل إسرائيل، وفى الضفة الغربية، وفى قطاع غزة، بلا هوادة وبلا تمييز.
قتلت إسرائيل وأصابت أكثر من ١٠٠ ألف فلسطينى الآن، ولاتزال تمارس عدوانها الغاشم، وتستخدم فى ذلك كل أنواع الحصار والتجويع والتدمير، بدعم كامل من الولايات المتحدة الأمريكية التى ترفع زورا وبهتانا وكذبا راية حقوق الإنسان والاهتمام بحياة الإنسان.
الآن مصر قررت مواجهة العدوان الإسرائيلى فى محكمة العدل الدولية، حيث من المقرر أن تعقد المحكمة جلسات استماع لمدة أسبوع، بعد أن طلبت الجمعية العامة للأمم المتحدة من المحكمة إصدار «رأى استشارى» بشأن العواقب القانونية الناشئة عن سياسات وممارسات إسرائيل فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، بما فى ذلك القدس الشرقية.
مصر سوف تقدم مرافعة شفهية اليوم الأربعاء أمام المحكمة، لتأكيد عدم شرعية الاحتلال الإسرائيلى، والرفض المصرى لسياسات إسرائيل بهدم المنازل، وطرد وترحيل وتهجير السكان الفلسطينيين، وتأكيد مسئولية إسرائيل عن جميع تلك الأفعال غير المشروعة دوليا، بما يحتم ضرورة الانسحاب الإسرائيلى الفورى من الأراضى الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وضرورة تحمل إسرائيل التعويضات اللازمة والمناسبة عن الأضرار الجسيمة التى لحقت بالشعب الفلسطينى طوال ٧٦ عاما من الصراع.
صحيح أن رأى المحكمة «رأى استشارى»، لكنه سوف يكون إضافة مهمة لسجل محاكمة قادة إسرائيل وفضح ممارساتهم فى الإبادة والتهجير والقتل والتدمير.
التعليقات