له 3 كتب ويواجه المؤبد.. من هو مروان البرغوثي الذي تصر «حماس» على الإفراج عنه؟

بعدما كشف إعلام إسرائيلي عن تفاصيل الصفقة المقبلة بين حركة حماس وكيان الاحتلال، تصدر اسم مروان البرغوثي مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث، حيث برز اسمه ضمن قائمة 3 شخصيات خطيرة أصرت حماس على الإفراج عنهم في الصفقة.

مروان البرغوثي القيادي في حركة فتح والمحكوم عليه بـ5 أحكام مؤبدة، و40 عاما، ضمن 3 أسرى شملوا: أحمد سعدات، العقل المدبر وراء اغتيال رحبعام زئيفي، الوزير الإسرائيلي، عام 2001، وعبدالله البرغوثي، أحد قادة حركة حماس.

إعلام إسرائيلي: حماس تصر على الإفراج عن 3 بينهم مروان البرغوثي | الشرق برس

من هو مروان البرغوثي؟

مروان البرغوثي، الشخصية البارزة في الحركة الفلسطينية، ورمز للصمود والنضال من أجل حقوق الشعب الفلسطيني. وُلد في 6 يونيو 1958 في قرية كوبر بالضفة الغربية، وتأثرت حياته ونشأته بالواقع الصعب الذي عاشه الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي.

في سن الخامسة عشرة، انخرط البرغوثي في حركة فتح، وسرعان ما أظهر مهاراته القيادية والنضالية. وفي سن الثامنة عشرة، اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث قضى فترة في السجون، مكنته من التعرف على اللغة العبرية وفهم أفضل لطبيعة الصراع.

من بينهم مروان البرغوثي.. هل تتضمن الصفقة الثانية بين حماس وإسرائيل الإفراج  عن أبرز قادة الحركة؟

عند إطلاق سراحه، انتقل البرغوثي إلى الضفة الغربية، حيث شارك في قيادة مجلس الطلبة في جامعة بيرزيت. درس التاريخ والعلوم السياسية وحصل على شهادة الماجستير في العلاقات الدولية. كانت فترة دراسته تمثل فترة هامة تسهم في تشكيل رؤيته السياسية وفهمه لقضية شعبه.

أصبح البرغوثي شخصية بارزة خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية (الأقصى)، حيث تصاعدت أعمال الصمود والنضال ضد الاحتلال. وفي عام 2002، ألقت قوات الاحتلال القبض عليه بتهم تتعلق بالقتل والشروع فيه.

ترأس البرغوثي كذلك، أول صداقة برلمانية فرنسية - فلسطينية وقد عمل على تعزيز العلاقات الفرنسية الفلسطينية من خلال العديد من النشاطات والزيارات المتبادلة.

وقد حرص البرغوثي في إطار عمله في المجلس على ممارسة دور النائب الملتزم بقضايا الجمهور، حيث كان له دور في المجلس وفي لجانه المختلفة، كما أنه كان عضوا في لجنة التحقيق في الفساد والتي انبثقت عن المجلس التشريعي عام 97 كما أنه عمل في التجمعات السكنية المختلفة من خلال عقد الاجتماعات والندوات في القرى والمخيمات ومع المجالس البلدية والهيئات المختلفة والجمعيات المختلفة، كذلك ساعد عشرات التجمعات في مشاريع البنية التحتية حيث أولى اهتماما خاصا لهذه المشاريع لا سيما المدارس بما في ذلك مدارس الإناث، ومن خلال عمله في المجلس شارك في عدد كبير من المؤتمرات البرلمانية والندوات الدولية والنشاطات السياسية المختلفة في العديد من دول العالم.

مروان البرغوثي | سكاي نيوز عربية

محاولات اغتيال مروان البرغوثي

تعرض البرغوثي إلى أكثر من محاولة اغتيال ونجا منها وفي إحداها أطلقت عليه وعلى مساعديه صواريخ موجهة، كما تم إرسال سيارة ملغومة له خصيصاً. وعند اختطافه قال شارون «أنه يتأسف لإلقاء القبض عليه حياً وكان يفضل إن يكون رمادًا في جره»، أما شاؤول موفاز، وزير دفاع إسرائيل، فقد علق على اختطاف البرغوثي بالقول «إن اعتقال البرغوثي هو هدية عيد الاستقلال التي يقدمها الجيش للشعب الإسرائيلي وأن اعتقاله ضربة قاتلة للانتفاضة». الياكيم روبنشتاين المستشار القانوني للحكومة قال «إن البرغوثي مهندس إرهابي من الدرجة الأولى وقد راجعت ملفاته طوال ثلاثين عاما ووجدت أنه من النوع الذي لا يتراجع ولذلك يتوجب إن يحاكم بلا رحمة وإن يبقى في السجن حتى موته».

وبتاريخ 20/5/2004 عقدت المحكمة المركزية في تل أبيب جلستها لإدانة مروان البرغوثي، حيث كان القرار بإدانته بخمسة تهم بالمسؤولية العامة لكونه أمين سر حركة فتح في الضفة، وبكون كتائب شهداء الأقصى تابعة لفتح فأن أي عمل عسكري قامت به يتحمل البرغوثي مسؤوليته. وقد طالب الادعاء العام بإنزال أقصى العقوبة بحق البرغوثي وطالب بحكمة بخمسة مؤبدات وأربعون عامًا.

عُقدت الجلسة الأخيرة لمحاكمة مروان البرغوثي في السادس من 2004، في المحكمة المركزية بتل أبيب وأصدرت حكمها عليه بالسجن خمسة مؤبدات وأربعون عاما وهي العقوبة القصوى التي طالب بها الادعاء العام. ورد البرغوثي في جلسة المحكمة مخاطبا القضاة «إنكم في إصداركم هذا الحكم غير القانوني ترتكبون جريمة حرب تماما مثل طياري الجيش الإسرائيلي الذين يلقون القنابل على المواطنين الفلسطينيين تماشيا مع قرارات الاحتلال». وأضاف البرغوثي «إذا كان ثمن حرية شعبي فقدان حريتي، فأنا مستعد لدفع هذا الثمن».

سنوات اعتقال مروان البرغوثي

خلال سنوات اعتقاله الماضية، ساهم في نجاح «اتفاق القاهرة» بين الفصائل الفلسطينية، والذي قاد إلى مشاركة معظم الفصائل في انتخابات المجالس البلدية وانتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني الثانية 1/2006، والاتفاق على تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وترتيب البيت الداخلي الفلسطيني. كما كان بشكل دائم يدعو إلى إصلاح حركة فتح وديموقراطيتها ونبذ سياسة الإقصاء والتغييب دافعًا باتجاه عقد المؤتمر السادس لحركة فتح لانتخاب قيادة جديدة للحركة وإبعاد رموز الفساد، هذا المؤتمر الذي لا زال يلقى معارضة ومماطلة من اللجنة المركزية للحركة.

ترأس مروان البرغوثي القائمة الموحدة لحركة فتح في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الثانية، في التاسع من أيار 2006 وقع البرغوثي نيابة عن حركة فتح وثيقة الوفاق الوطني الصادرة عن القادة الأسرى في سجون الاحتلال، وقد تبنت منظمة التحرير الفلسطينية هذه الوثيقة باعتبارها أساسا لمؤتمر الوفاق الوطني، كما قرر الرئيس عباس طرح هذه الوثيقة للاستفتاء الشعبي في حال فشلت الفصائل الوطنية والإسلامية على الاتفاق على برنامج سياسي موحد خلال فترة انعقاد المؤتمر. وقعت كافة فصائل المقاومة الفلسطينية على الوثيقة باستثناء حركة الجهاد الإسلامي التي تحفظت على بعض البنود.

نشط البرغوثي في الانتفاضة الثانية (انتفاضة الأقصى) كما فعل في الانتفاضة الأولى وزادت من شعبية الرجل في الأوساط الفلسطينية، آخر منصب كان يشغله البرغوثي هو الأمين العام لحركة فتح في الضفة الغربية، وقامت إسرائيل بمحاولة لتصفيته جسديا ولكن المحاولة لم تكن ناجحة، وفي 15 أبريل 2002، ألقت السلطات الإسرائيلية القبض عليه في منزله، بعد اعتقال ابن عمه وقدمته لمحكمة التي بدورها أدانته بتهم القتل والشروع بالقتل وحُكم عليه بالسجن المؤبد 5 مرات.

حاصل على درجة البكالوريوس في التاريخ والعلوم السياسية ودرجة الماجستير في العلاقات الدولية وعمل حتى اعتقاله محاضرا في جامعة القدس في أبو ديس، متزوج من المحامية الفلسطينية فدوى البرغوثي والتي تعمل منذ سنوات طويلة في المجال الاجتماعي وفي مجال المنظمات النسائية، ألا أنها برزت كوجه سياسي وإعلامي بعد اختطاف زوجها من قبل الإسرائيليين حيث تمكنت من الدفاع عن زوجها وحمل رسالته في كافة الدول وفي وسائل الإعلام المختلفة، ولهذا الغرض فقد تجولت في أكثر من 20 بلدا متحدثة عن الانتفاضة والمقاومة ممثلة بذلك صوت زوجها.

لماذا يريد مروان البرغوثي الترشح لرئاسة السلطة؟

عائلة مروان البرغوثي

وللبرغوثي ولزوجته أربعة أبناء بنت وثلاثة أولاد قسام الابن الأكبر، ربى، شرف، وعرب، وقد أنهوا كلهم دراستهم الجامعية ويقوم شرف بدراسة الماجستير في بريطانيا.

تكرر اعتقال ابنه الأكبر قسام أكثر من مرة في الآونة الأخيرة، المرة الأولى عندما قرر مروان ترشحه للرئاسة ومرة أخرى عندما رفضت حماس الإفراج عن الجندي الإسرائيلي المأسور لديها في حالة استمرار رفض إسرائيل الإفراج عن مروان. وما يزال مروان البرغوثي يقبع بزنازين العزل حتى اليوم ولم يذكر سبب عدم وجود اسمه في قائمة التبادل بين حماس وإسرائيل وقد أنهى عامه الثامن عشر منذ تاريخ اعتقاله.

في العام 2010 حصل البرغوثي على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من معهد البحوث والدراسات التابع لجامعة الدول العربية وحملت رسالة الدكتوراه عنوان «الأداء التشريعي والسياسي للمجلس التشريعي الفلسطيني ومساهمته في العملية الديمقراطية في فلسطين من 1996 إلى 2006»، وقد كتب البرغوثي رسالته في سجن هداريم واقتضى إيصالها إلى خارج السجن سرّا نحو عام كامل عبر محامية.

من مؤلفاته:

كتاب «الوعد»

كتاب «مقاومة الاعتقال»

كتاب «ألف يوم في زنزانة العزل الانفرادي»، تقديم زاهي وهبي، وصدر عن الدار العربية للعلوم ناشرون عام 2011.

التعليقات