فى تصريحات صادمة أدلى بها الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسيوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أمس - بشأن الأوضاع فى غزة - أكد أن ٧٠٪ من الضحايا أبناء غزة من الأطفال، والنساء، مشيرا إلى أن الحل العسكرى سوف يكون خيارا مريرا يؤدى إلى مزيد من الفوضى، والمأساة، خاصة بعد أن تحولت غزة إلى «مقبرة للأطفال».
للأسف الشديد يتلذذ الجيش النازى الإسرائيلى بقتل الأطفال، ومحاصرتهم، وإبادتهم، حيث قام أمس الأول بمحاصرة مستشفى كمال عدوان، شمال غزة، وبه ١٢ رضيعا من دون ماء، أو غذاء، ولم يكتفِ بتلك الجريمة النكراء، فقد اقتحم المستشفى بعد استهدافه بعدة هجمات، والأبشع أنه قام بعد ذلك بتجريف المستشفى بالجرافات طبقا لما نقلته وكالات الأنباء، وشاشات التليفزيونات.
جرافات النازيين الجدد أطاحت بالمبانى، والمعدات، والأسِرّة، والأطفال، والأمهات، والآباء الذين لم يتمكنوا من الخروج، لتختلط دماء الأطفال، والنساء بالمعدات فى مشاهد لا يمكن لأحد أن يتخيلها فى أسوأ «الكوابيس»، أو الخيال السينمائى.
الأطفال ليسوا وحدهم المستهدفين فى الحرب على غزة، لكَّن الصحفيين أيضا ينالون القدر نفسه من الاضطهاد، والقتل بدم بارد على أيدى العصابات الصهيونية البغيضة المرتدية الزى العسكرى الإسرائيلى، وهى أحقر من أن تكون مجرد عصابات قطع طرق.
أحدث ضحايا الصحفيين، ولن يكون آخرهم، مادامت هذه الحرب القذرة مستمرة، هو سامر أبودقة، المصور الصحفى بقناة الجزيرة، والذى تم استهدافه وزميله وائل الدحدوح، رغم أنهما كانا فى «مهمة مُنسَّقة» مصاحبة لسيارات إسعاف تحمل مصابين.
معنى «مهمة مُنسَّقة» أى أن هناك تنسيقا بين الصليب والهلال الأحمر من جانب، وقوات الاحتلال من جانب آخر لمنع اســتهداف هـذه المهمـة، ومـع ذلك - ومع سبق الإصرار والترصد - تم استهداف الزميلين الصحفيين، وترْك الزميل سامر أبودقة ينزف لمدة ٦ ساعات كاملة من دون التدخل لإنقاذه حتى لفظ أنفاسه.
جرائم إبادة جماعية ترتكبها العصابات الصهيونية برعاية أمريكية كاملة، وتحت سمع، وبصر الرئيس الأمريكى جو بايدن، ووزير خارجيته اليهودى المتعصب أنتونى بلينكن اللذين يقفان حجر عثرة لمنع وقف الحرب، والاكتفاء بعبارات مبهمة، وكاذبة حول حماية المدنيين، والمساعدات الإنسانية.
فى حرب غزة سقطت ورقة التوت عن كل الأكاذيب الأمريكية، والغربية حول حقوق الإنسان، والحق فى الحياة، وذلك لمصلحة حق إسرائيل فى العدوان، والاحتلال، والقتل، والتخريب، والإبادة الجماعية.
التعليقات