وعد بايدن وأكاذيبه

وعد بايدن وأكاذيبه

عبدالمحسن سلامة

يظل بايدن هو الرئيس الأكثر «كذبا» بين الرؤساء الأمريكيين، فهو يفعل الشىء ونقيضه فى آن واحد دون خجل ودون احترام عقل الشعوب وإرادتهم.

هو من قام بتشجيع ودعم حكومة إسرائيل فى عدوانها على غزة، وقام بإمدادها بكل ما يلزم للقضاء على المقاومة الفلسطينية، سواء أكان ذلك من خلال الدعم المادى غير المشروط أو الدعم العسكرى غير المحدود المتمثل فى تطوير القبة الحديدية، وإمداد العدو الإسرائيلى بأحدث الطائرات المقاتلة، والقاذفات، وتحريك الأسطول الأمريكى، وحاملات الطائرات لإمداد الجيش الإسرائيلى بكل ما يحتاج اليه للقضاء على الفلسطينيين الأبرياء فى قطاع غزه وتشريدهم.

حكومه نتانياهو استخدمت كل هذا الدعم فى إبادة سكان غزة من الأطفال، والنساء، والشيوخ، والمرضى، ودمرت المستشفيات، والمدارس، وحاصرت القطاع بشكل كامل ومنعت عنه الغذاء، والدواء، والوقود، والماء وسط دعم أمريكى لا نهائى ولا محدود وتأكيد بايدن المستمر دعمه ومساندته لحكومة الحرب الاسرائيلية فى تحقيق أهدافها بتدمير قطاع غزة.

يفعل بايدن كل هذا ثم يخرج الاول أمس الثلاثاء ليعلن تأييده حل الدولتين، وتحذيره لرئيس الوزراء الاسرائيلى نتناياهو من فقدان الدعم العالمى بسبب القصف العشوائى لقطاع غزة، وإرتفاع أعداد الضحايا من المدنيين، بل يطالب رئيس الوزراء الاسرائيلى بتغيير حكومته الرافضة لحل الدولتين قائلا: أن هذه الحكومة هى الحكومة الأكثر يمينية فى تاريخ إسرائيل مشيرا إلى أن تركيبتها الحالية تجعل الأمور صعبة أمام إيجاد حل طويل الأمد للصراع الاسرائيلى - الفلسطينى.

أى كذب وتناقض هذا، ويخرج من من؟

الراعى الرئيسى للعدوان الإسرائيلى والذى بيده وحده القدرة على إيقاف الحرب اليوم قبل الغد.

لم تحركه دماء الأطفال، ولا النساء، ولا العجائز، ولا حجم التدمير الهائل وغير المسبوق فى التاريخ الانسانى، ثم يأمر مندوبه الدائم فى مجلس الأمن باستخدام حق النقض «الفيتو» لإسقاط مشروع القرار الخاص بوقف العدوان على غزة.

بعد كل ذلك يخرج لينتقد حكومة نيتانياهو، ويعترف بأنها الأكثر تطرفا فى تاريخ إسرائيل، وأنها فقدت التاييد العالمى.

واضح أن هناك أزمة عميقه يعاني بايدن وإدارته جعلته يخلط المواقف ويقول الشىء وعكسه.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات