رسالة لمن يهمه الأمر

رسالة لمن يهمه الأمر

عبدالمحسن سلامة

صحيح أن معرض الصناعات العسكرية (إيديكس) هو المعرض السنوى الثالث المتخصص الذى يُقام على أرض مصر، لكنه هذا العام جاء فى ظروف مختلفة، بعد أن اشتعلت نيران الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة، وأطلق العدو الصهيونى العنان لخياله المريض للاستيلاء على أراضى الفلسطينيين بالقوة، وتهجير سكان غزة كمرحلة أولى تمهيدًا للاستيلاء عليها، وإقامة المستوطنات اليهودية فيها، فى إطار «أحلام إسرائيل الكبرى الممتدة من النيل إلى الفرات».

تُقيم مصر المعرض بهدف تشجيع التعاون، والشراكة بينها وبين دول العالم المختلفة فى مجال الصناعات الدفاعية، والعسكرية التى برعت فيها مصر أخيرا، وأصبحت من الدول المنتجة للكثير من المعدات، والصناعات العسكرية البحرية، والبرية، والجوية.. وغيرها من المجالات العسكرية المختلفة، وأتصور أن معرض هذا العام جاء فى توقيته الصحيح ليكون «رسالة لمن يهمه الأمر»، ولكل المعتدين الذين يحاولون فرض إرادة القوة، والاعتداء على حقوق الآخرين، وتنفيذ مخططات التهويد، والقتل، والعدوان.

فى بداية افتتاح المعرض كشف الفريق أشرف عطوة، قائد القوات البحرية، عن تدشين الفرقاطة المصرية «الجبار»، طراز «ميكو»، والتى تم تصنيعها 100% مصريا فى ترسانة القوات البحرية المصرية التى أسسها محمد على، كما استعرض ما تقوم به الترسانة حاليا من صناعة 3 فرقاطات جدد من طراز «جو ويند» بالتعاون مع الجانب الفرنسى .

خلال الفترة الأخيرة نجحت الصناعات العسكرية العديدة فى تحقيق قفزة نوعية هائلة فى هذا المجال، وحققت فيه تطورا هائلا، سواء فيما يتعلق بالغواصات، والفرقاطات، وكذلك أيضا فيما يتعلق بالذخائر الجوية، والسيارات المقاومة للشغب (قادر واحد)، ومعدات الدفاع الجوى، والمُسيّرات، أو غيرها من الأسلحة، والمعدات الضرورية لكل أفرع القوات المسلحة.

فى الاتجاه ذاته، جاءت كلمة الفريق أول محمد زكى، وزير الدفاع، مشيرا إلى أن الأحداث العالمية، وما تواجهه القضية الفلسطينية من تحديات، وتصعيد عسكرى غير محسوب، ومحاولة فرض أمر واقع بهدف تصفية القضية- أمر مرفوض، مؤكدا أن امتلاك القوة الرشيدة هو الضمانة الأساسية للأمن، والسلام، وأنه لابد للسلام من قوة تحميه، لأن عالمنا اليوم ليس فيه مكان للضعفاء.

كلمات قوية خرجت مصحوبة بترجمة عملية فى معرض «إيديكس» بأرض المعارض فى المنارة، والمُقام خلال الفترة من 4 الى 7 ديسمبر، ليكون تأكيدا عمليا على حجم التطور الهائل فى الصناعات العسكرية المصرية، وقدرتها على تأمين احتياجات الجيش المصرى الضرورية، وكذلك مد يد التعاون، والصداقة لكل الدول الصديقة، والشقيقة لدعم أواصر التعاون فى تلك المجالات، وبما يسهم فى ترسيخ قواعد السلم والأمن فى منطقة الشرق الأوسط، وإفريقيا، وردع كل من يفكر فى الاعتداء على أمن وسلامة مصر، والمصريين.

التعليقات