زيارة إلى جهنم..!

زيارة إلى جهنم..!

عبدالمحسن سلامة

أكثر الزعماء شجاعة حتى الآن رئيسا وزراء إسبانيا وبلجيكا، بعد أن ذهبا إلى رفح واستشعرا حجم الدمار، والكارثة الموجودة فى غزة، وعبّرا عن شعورهما برفض المذابح الإسرائيلية، وانعكس ذلك على القرار الشجاع الذى اتخذته بلدية برشلونة حينما قررت قطع كل علاقاتها المؤسساتية مع إسرائيل، ثم بدأت إسرائيل أفعالها الإرهابية المعتادة من التهديد، والوعيد، وحشد كل قوى الصهيونية العالمية لإرهاب كل من يحاول أن ينطق بشهادة الحق، والعدل.

كنت أتمنى أن يذهب رئيسا وزراء إسبانيا وبلجيكا إلى غزة ليريا حجم الجحيم هناك، ويدعوا قادة، وزعماء العالم الذين يتدثرون بعباءة «العالم الحر» للذهاب هم أيضا لزيارة جحيم الأرض فى غزة، ويشاهدوا حجم الدمار، والوحشية، والإجرام، والدموية هناك.

أنهار من الدماء، وجثث متحللة فى الطرقات، وأحياء كاملة تم هدمها، وتسويتها بالأرض لتتحول إلى مقابر لساكنيها.

جرائم إبادة جماعية، وجرائم حرب متكاملة ارتكبها جيش نظامى لدولة إرهابية بحماية، ورعاية أمريكية، فى معركة غير متكافئة ضد شعب أعزل ليس لديه جيش، ولا يمتلك دبابات، ولا طائرات، وليس هناك سوى مجموعات مسلحة للمقاومة مثلهم فى ذلك مثل أى شعب محتل لا يرضى بالاحتلال.

كنت، ومازلت، أتمنى أن يأتى الرئيس الأمريكى جو بايدن لزيارة غزة، كما زار من قبل «الجلاد» فى إسرائيل، فى بادرة قد تساوى بين الضحية والجلاد على الأقل، لا كما يحدث الآن حينما يقوم بحماية الجلاد، ودعمه، ومساندته، وتوفير كل سبل تدمير غزة، وشعبها.

لا تكتفى إسرائيل بما ارتكبته من جرائم همجية، وغير مسبوقة، وإنما بدأت فى تنفيذ مخططها الشيطانى بفصل شمال غزة عن جنوبها، وعدم السماح بعودة الأهالى إلى ديارهم فى شمال غزة، وهو ما يوضح بجلاء عقلية إسرائيل العدوانية، ومنهجها العسكرى الغاشم القائم على التوسع، والاحتلال، وعدم الرغبة فى السلام.

أتمنى أن يعى قادة العالم حجم المأساة التى تعيشها غزة، وأن ينتصروا للقانون الدولى الإنسانى، وأن تدفع إسرائيل ثمن عدوانها قبل أن تعاوده من جديد بعد «الهدنة» مادامت تشعر بأنها فى «مأمن» من العقاب.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات