أثبتت التجارب المتكررة، منذ قيام دولة إسرائيل حتى الآن، أن أمريكا هى العدو الأول للعالم العربى، وأنها من يساند العدوان الإسرائيلى، ويمده بالسلاح، والمال، والعتاد لكى يظل أكثر تفوقا من محيطه العربى، كما أنها تحميه من الملاحقات الدولية، وتجهض كل قرارات مجلس الأمن باستخدام « الفيتو» فى إسقاط كل مشروعات القرارات التى تطالب بالعدالة، ووقف العدوان الإسرائيلى، أو تلك القرارات التى تطالب بإنسحاب إسرائيل من الأراضى الفلسطينية طبقا لقرارات الشرعية الدولية.

لقد صدر عن اجتماع القمة العربية- الإسلامية الاستثنائية بالرياض العديد من القرارات المهمة، لكنه أغفل القرار الأهم وهو ما يتعلق بمستقبل العلاقات العربية- الأمريكية، وتصنيف أمريكا عدوًّا رئيسيًّا للعرب حتى تفوق واشنطن من غفلتها، وتستشعر أن مصالحها مع العرب مهددة، وتبدأ فى مراجعة مواقفها، وسياساتها فى المستقبل.

أمريكا هى العدو الأخطر من إسرائيل، لأن إسرائيل، كما يقولون، «مقدور عليها»، لكن المشكلة فى الراعى الرسمى للسفاح الإسرائيلى الذى يساندها بكل قوة، وبلا سقف.

لو أن الحرب متكافئة بين غزة وإسرائيل، أى من دون حصار، أو تجويع، ومن دون مساندة أمريكية لانتصرت غزة على الفور، وتجرعت إسرائيل كل أشكال الذل، والهوان، كما حدث فى 7 أكتوبر لكن المشكلة دائما ليست فى إسرائيل، وإنما أمريكا.

كنت أتمنى أن تستشعر القمة العربية- الإسلامية ذلك، وأن تطالب بمراجعة العلاقات المستقبلية مع أمريكا ليعلم الرأى العام الأمريكى مدى الإحساس بالظلم من الجانب العربى.

صحيح أن هناك تغييراً هائلاً فى المواقف الشعبية بأمريكا والدول الأوروبية الآن تجاه ما يحدث فى غزة، مما أسفر عن تغيير طفيف فى لغة الخطاب الرسمى فى تلك الدول، لكن لاتزال المسافات متباعدة بين المواقف الرسمية والشعبية، ومن هنا فقد كان من المهم وجود بند خاص للتنديد بالمواقف الأمريكية العدائية الحالية، وبحث مستقبل العلاقات العربية والإسلامية من جانب، والعلاقات الأمريكية من جانب آخر، فى إطار من الوضوح، والصراحة، والمصالح المشتركة.

نقلا عن جريدة الأهرام