كيف وصل تضخم الديون الأمريكية إلى 20 تريليون دولار

دائماً ما تُشكل الديون الآمريكية أزمة لصناع القرار في الولايات المتحدة، بسبب ارتفاعها المستمر مع تدخل عوامل عديدة في زيادتها بين التخفيض الضريبي أو زيادة الإنفاق العسكري.

وبحلول الأسبوع الماضي صعد الدين العام بالولايات المتحدة لمستوى 20.16 تريليون دولار للمرة الأولى على الإطلاق، ما يشكل ضغطاً جديداً على الموازنة العامة الأمريكية.

ومنذ عهد الرئيس الأمريكي "ريجان" عندما تجاوزت الديون تريليون دولار لأول مرة دخلت قصة الديون الأمريكية في تطورات مختلفة.

"رونالد ريغان" الرئيس الأمريكي الذي تولى حكم الولايات المتحدة من 1982 وحتى 1989، ويعد أول رئيس أمريكي أضاف ديون على مدار حكمه بقيمة تجاوزت التريليون دولار.

وبلغ مجموع الديون الأمريكية التي أضافها "ريجان" إلى الولايات المتحدة 1.86 تربيليون دولار، حيث كان إجمالي الديون الأمريكية عند توليه الحكم 994 مليار دولار.

وكان لخطة "ريجان" الاقتصادية وهي التطلع نحو تخفيض الضرائب والإنفاق الحكومي أحد أبرز أسباب ارتفاع الدين الأمريكي في عهده.

وبالفعل انخفض معدل الضرائب التي يدفعها المواطن الأمريكي في العام الآخير لعهد "ريجان"، وبلغ متوسط أعلى معدل ضريبة 28% للفرد أو ما يعادل 18.55 ألف دولار.

كما خفض "ريجان" معدل ضرائب الشركات من 46% إلى 40%.

من هو أكثر رئيس أمريكي رفع الديون؟

على الرغم أن الدين الأمريكية ارتفع إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق في بداية عهد "ترامب"، لكن لايزال الوقت مبكراً للحكم عليه بأنه أكبر رئيس أضاف ارتفاع بالديون الأمريكية.

ويعد "باراك أوباما" هو أكثر رئيس أمريكي نمت الديون في عهده وذلك بمقدار 8.2 تريليون دولار، بزيادة قدرها 46%.

وتعد خطة التحفيز الاقتصادي التي أضافها "أوباما" هي السبب وراء ارتفاع قيمة المديونية الأمريكية في عهده.

وخلال عامين رفع "أوباما" ديون بلاده بمقدار 858 مليار دولار بسبب التخفيضات الأمريكية في الضرائب.

وكان "أوباما" يستهدف خفض الضرائب، وتوسيع نطاق إعانات البطالة، وتمويل مشاريع الأشغال العامة.

كما أن إنفاق "اوباما" على الدفاع ساهم في زيادة الديون، وذلك من خلال إنفاق مبلغ يتراوح بين 700 مليار و 800 مليار دولار سنويا.

"بوش" وأزمة نفقات التسليح

يعد الرئيس الأمريكي "جورج بوش" الابن هو ثاني أكبر رئيس أمريكي أضاف ديون على عاتق الولايات المتحدة بمقدار 4.9 تريليون دولار وذلك على الرغم من أنها كانت رابع أكبر نسبة من حيث مستوى الزيادة بنحو 101%.

وتعد كلمة السر في زياة الديون في عهد "بوش" هي الحرب الإرهاب، وهي الحملة التي أطلقها الرئيس الأمريكي في أعقاب هجمات 11 سبتمبر، ما كلفته أموالاً طائلة.

وحملًت الحرب على الإرهاب الإنفاق العسكري بمبالغ تراوحت بين 600 مليار و800 مليار دولار في العام، فضلاً عن حرب العراق والتي كلفته 807.5 مليار دولار.

كما أن سياسة "بوش" في مكافحة الركود الاقتصادي في 2001، وخطته لخفض الضرائب، ساهم في خفض الإيردادت وزيادة الديون.

وكان للأزمة المالية العالمية في 2008 عامل إضافي في تحميل سنوات عهد "جورج بوش" بمزيد من الديون، حيث تقدم بحزمة إنقاذ للبنوك بقيمة 700 مليار.

توقعات تطور الدين الأمريكي

وفي توقعات صادرة عن البيت الأبيض، ستستمر الديون في الارتفاع حتى تصل إلى مستوى 24.67 تريليون دولار بحلول 2027.

وعلى مستوى العام الجاري أشارت التوقعات إلى وصول الدين العام الأمريكي إلى 20.35 تريليون دولار، و21.09 تريليون دولار في 2018، و21.09 تريليون دولار في 2019.

وأوضحت البيانات أن إجمالي الدين من الناتج الإجمالي المحلي سترتفع بمقدار 0.1% في 2017 إلى 106.2%، ثم تبدأ في التراجع في العام القادم عند 105.4%، و104.3% في 2019.

التعليقات