أردوغان يناقض نفسه: المعارضة تعهدت بتسليم تركيا للغرب

أنها المؤامرة التي يحيكها الأعداء ضده هذا هو العنوان وشعار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو يخوض معركته الشرسة والفاصلة للبقاء على سدة السلطة وهو القابع فيها منذ أكثر من 21 عاما.. والعبارات ذاتها تكرر في كل مناسبة: المتآمرون في الخارج وتحديدا بالقارة العجوز والضفة الأخرى من الأطلسي يتعاونون مع أقرانهم في الداخل وهؤلاء (خصومه) بدورهم يمدون أيديهم للتنظيمات الإرهابية (منظمة حزب العمال الكرسناني وامتدادها حزب الشعوب الديمقراطية). 

لكنه ــ وهذا وفق ما ذهب إليه مراقبون ومحللون ــ دون أن يدري يقوم بإسقاط أخطائه على معارضيه والمفارقة أنه هو من اعطي شرعية لتيارات وكيانات وصفتها محاكم بلاده بالدموية لارتكابها جرائم وحشية في حق الابرياء من الشعب التركي.

الزعيم الذي أعاد الإسلام للأناضول 

وليس مصادفة أن يحابي أردوغان "الميديا المتأسلمة" التي نالت دعم حكومته على مدار العقدين الماضين فيغدق عليها بتصريحاته ومقولاته ولما لا فهي جهارا نهار لا تكف عن صب لعناتها على مناوئيه بنعتهم بأشد النعوت قسوة يحرضون ضد الدين ويدعون للانحلال وبهذا ينفذون أجندة الأعداء ثم يتجرأون على انتقاد أردوغان الزعيم الذي أعاد الإسلام لتركيا.

وأردوغان الذي غرس هذا النهج طيلة سنوات حكمه، يعنلها صراحة دون مورابة أن "الطاولة السباعية" تعهدت بتسليم تركيا للغرب ، في اشارة إلي تحالف الامة المعارض الذي يضم ستة احزاب لكنه أضاف اليه حزب الشعوب الديمقراطية الكردي وللتدليل على صحة كلامه، ها هي وسائل اعلام غربية، لم يعد يشغلها شاغل إلا الانتخابات ببلاده، لكنها مُصرة علي تلميع صورة منافسه كمال كيلتشدار أوغلو الموالي لهم ، ألم يصرح هذا الاخير للـ بي بي سي بأنهم سيعطون الأولوية للعلاقات مع الغرب". وكأن هذا المسعى غريب عنه وعن أهدافه بيد أنه أدخل نفسه في تناقض عجيب ، فالانضمام إلي الاتحاد الأوروبي سيظل هدفا استراتيجيا لحكومته هكذا نص برنامجه الانتخابي. 

تحررنا من أغلال صندوق النقد الدولي 

وتعليقا على تقرير إيكونوميست البريطانية والذي قالت فيه "أردوغان يجب أن يرحل" قال "الساعون من أجل رحيله هم المنظمات الإرهابية والمرابون والإمبرياليون" أما لماذا يفعلون ذلك فالإجابة ببساطة هي بأنه يرعي مصالح شعبه ويقوم بتضييق الخناق على التنظيمات الإرهابية التي هي أدوات بيد القوى المعادية لوريثة الامبراطورية العثمانية لكنهم سيرون قريبا جدا كيف أن تركيا ستدك أوكار إرهابيي تنظيم "بي كا كا" (منظمة حزب العمال الكردستاني) فوق رؤوسهم في جبل قنديل شمالي العراق "وهناك أمر آخر يجعلهم يزيدون في عدائهم لبلادنا وهو" لأننا نزعنا الأغلال التي قيدوا بها بلادنا عبر صندوق النقد الدولي". 

ولأنه حتما هو الفائز لا جدال في ذلك فــ "نحن متقدمون والساحات تبين تفوقنا" ، فقد وصف الانتخابات العامة والرئاسية المزمع إجراؤها في تركيا يوم 14 مايو الجاري بأنها "نقطة تحول تاريخية في مئوية الجمهورية حيث سنحقق قفزات جديدة" وبطبيعة الحال فهو لا يأب بتلك الآلاعيب التي يمارسها حزب الشعب الجمهوري عبر وسائل التواصل الاجتماعي لقد أدرك أنه سيهزم لا محالة في صناديق الاقتراع " إنهم يلوثون هذه الوسائل مثلما يلوثون السياسة " لكننا لسنا حزب الروبوتات الذي ينتج الأكاذيب مثلهم" لقد أسسوا شبكة مكونة من 40 مليون حساب على وسائل التواصل الاجتماعي بأسماء وصور مزيفة إنهم يحاولون إرباك الأمة بهذه الأعمال ".

ومرة أخرى يقع المحظور متجاهلا ما تفعله آلالاف المنصات التي يمولها حزبه ورغم ذلك لم تفلح في الرد عن صرخات السوشيال ميديا التي فضحت إهمال إدارته في حرائق الغابات قبل عام ثم الزلازل المدمرة التي ضربت مدن جنوب شرق الأناضول في فبراير الماضي.

التعليقات