ذكرت وسائل إعلام في إسطنبول اليوم الثلاثاء، أنه تم القاء القبض على عشرات الأشخاص للاشتباه بصلتهم بمنظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية والمعروفة في كل الأناضول بالـ"بي كا كا"، وتأتي هذه الاعتقالات قبل أقل من ثلاثة أسابيع من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المصيريتين بالنسبة لحزب العدالة والتنمية الحاكم والذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان.
وقالت مصادر أمنية، إن الشرطة التركية اعتقلت، 110 أشخاص في عملية استهدفت أشخاصا علي خلفية صلات مع المنظمات الانفصالية الارهابية وأضافت إن العملية امتدت إلى أكثر من 21 مدينة بعموم البلاد غير أنها تركزت على مدينة ديار بكر ذات الأغلبية الكردية في الجنوب الشرقي.
وونقل مراقبون عن نائب مؤيد للأكراد قوله إن سياسيين ومحامين وصحفيين وفنانين كانوا من بين المعتقلين في المداهمات التي جاءت قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 14 مايو.
وتسائل لماذا يتم استهداف حزب العمال الكردستاني الآن وبهذه الكثافة؟ وبحسب مصادر شرطة فالحملات التي استهدفت أشخاصا يشتبه في صلتهم بحزب العمال الكردستاني هي عملية "مضادة للإرهاب" ورغم أن حزب العمال الكردستاني وهو جماعة مسلحة ناضلت منذ فترة طويلة من أجل الحكم الذاتي للأكراد في تركيا والمصنف ليس فقط من قبل تركيا ، ولكن أيضًا من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلا أن محكمة العدل الأوروبية قضت مرتين بأن المنظمة قد حصلت على تصنيفها هذا من الاتحاد الأوروبي دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة.
وتلقي الحكومة التركية باللوم على حزب العمال الكردستاني في مقتل ما يقرب من 40 ألف شخص منذ أن شنت الجماعة كفاحا مسلحا مستهل ثمانينات القرن الماضي من أجل إقامة وطن كردي في جنوب شرق البلاد ومع ذلك ، فقد اتُهم الجانبان بارتكاب فظائع منذ إندلاع المواجهات المسلحة وحرب العصابات من قبل المتمردين.
استغلال الاعتقالات؟
وزعم النائب المؤيد للأكراد "طيب تيميل" من حزب الشعوب الديمقراطية الكردي أن العملية كانت مدفوعة بمخاوف من هزيمة الرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه العدالة والتنمية في الانتخابات المقبلة وكتب على تويتر: "عشية الانتخابات ، خوفا من فقدان السلطة ، لجأوا إلى عمليات الاعتقال مرة أخرى".
وقالت منظمة "مراسلون بلا حدود" في بيان على موقعها على الإنترنت: "مع اقتراب انتخابات 2023 ، كثف" الرئيس رجب طيب أردوغان هجماته المفرطة على الصحفيين في محاولة لصرف الانتباه عن التدهور الاقتصادي والديمقراطي في البلاد وفي نفس الوقت تدعيم نفوذه السياسي" .
تشويه المعارضة
على صعيد آخر في سياق سياسة إثارة الفتن في صفوف خصوم العدالة والتنمية، أبرزت الميديا التابعة لأردوغان أستغاثة "محرم إنجه"، رئيس حزب الوطن والمرشح الرئاسي للانتخابات المقبلة وفيها اشتكي من الهجمات التي يشنها عليه صحفيين ومنصات على وسائل التواصل الاجتماعي الممولة من حزب الشعب الجمهوري مطالبا إلي وقفها فورا . وأضاف قائلا " دخل المتصيدون والصحفيون المزعومون الذين يتغذون من حزب الشعب الجمهوري في سباق مع ( فيتو ) وهي أختصار لجماعة جولين الإرهابية وحسابات حزب العمال الكردستاني لتشويه سمعتنا" لذلك اتصلت بتحالف الأمة للمرة الأخيرة فأن لم تتوقفوا عن الافتراءات الحقيرة ، فسوف تواجهون ما لا يحمد عقباه ".
يذكر أن " محرم انجه " بدأ مسيرته السياسية بالشعب الجمهوري وانتخب نائبًا له عن مدينة يالوفا خلال انتخابات عام 2002 ، وتحدى مرتين قيادة كلتيشدار أوغلو عامي 2014 و 2018 ، لكنه فشل في حصد ما يكفي من الأصوات لهزيمته ومع ذلك ، رشحه كلتيشدار أوغلو ، الذي خسر حزبه مرارًا جميع الانتخابات ضد حزب العدالة والتنمية الحاكم (حزب العدالة والتنمية) خلال عقدين ، كمنافس ضد الرئيس رجب طيب أردوغان في انتخابات 2018 الرئاسية. ثم أنشق ليؤسس حزبه الجديد " وطن " في عام 2021. وتتهمه المعارضة بتفتيت الأصوات ضد أردوغان من خلال ترشيحه للرئاسة وعدم دعم مرشحها .
التعليقات