عاود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، استخدام سلاح الدين في الحملة الانتخابية التي صارت تزداد ضراوة واحتداما وسط سيل من الاتهامات التي تستهدف خصومه وفي كهرمان ماراش المنكوبة نتيجة زلزال فبراير الماضي، حيث رفع القرآن الكريم في مواجهة منافسه كمال كيلتش دار أوغلو بعد أن أفصح الاخير عن هويته العلوية متهما اياه بارتكاب انتهاكات طائفية وأنه لا يعرف السجدة واتباعه أولئك الذين لا يعرفون ما هي سجادة الصلاة ويجهولون ما يخرج من أفواههم، كل هذا لإفساد أجواء ما قبل الانتخابات.

ومضى أردوغان مستطردا: "سنعود بسجادة الصلاة ونصلي لله شكرا يوم 15 مايو" - في إشارة إلي الفوز المنتظر والاحتفال به في اليوم التالي للانتخابات مباشرة-.

لا نمو ولا تطور دون ضمان الاستقلال الغذائي

في المقابل دعا كمال كيلتش دار أوغلو أنصاره إلى الهدوء والتركيز فقط على تطوير هذا البلد، ثم متحدثا عن ما اسماه "ثورة الطعام" التي وعد بها وكيف سيحققها من خلال احداث نقلة نوعية في الزراعة والثروة الحيوانية التي وصفها بأنها كبيرة جدًا عارضا في الوقت نفسه خططه التي سيقدمها للمزارع والمناطق الاقتصادية الخاصة بالزراعة وتربية الحيوانات التي ستكون مطروحة للمستثمرين، فتركيا لديها واحدة من أعظم ثرواتها وهي أراضيها الخصبة والتي أهملتها الإدارة السيئة (حكومة العدالة والتنمية التي يقودها أردوغان) باعتمادها على الدول الأجنبية مستوردة منها القمح والذرة.

وأضاف: "هذا النظام الذي يقيد سيادتنا يتغير الآن، تركيا لديها أراضيها الخاصة بالزراعة وتربية الحيوانات، وستكون مكتفية ذاتيا وستصبح عملاق تصدير في وقت قصير جدا فلا نمو ولا تطور دون ضمان الاستقلال الغذائي."

وتابع: "أقولها بوضوح هنا ستكون تركيا الدولة الأسرع صعودًا في العالم بهذين المجالين، سيكون هناك انتقال إلى الإنتاج المخطط وسنحمي أراضينا ونضمن زراعتها باساليب مبتكرة وسنحمي المؤسسات الزراعية العامة، التي هي إرث أتاتورك (مصطفي كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة) سنزيد من توافر الحيوانات لدينا بنسبة 20 في المائة كل عاموسنستخدم هذه المناطق في إنتاج وتربية البذور والماشية، وسنقدم البذور وحيوانات التربية المنتجة للمزارعين مجانًا". 

وأضاف أوغلو: "كذلك سيتم تشكيل فرق مكونة من طبيب بيطري ومهندس زراعي وفني زراعي في كل قرية من قريتنا ، سيتم تقديم دعم مجاني للمزارعين في جميع الجوانب مثل علاج الأمراض والتحصين وتحليل التربة وصحة النبات سننتج 3 ملايين و 750 ألف رأس من الماشية و 7 ملايين ونصف الماشية الصغيرة في 5 سنوات وتوزيعها على المزارعين مجانًا سنحقق قفزة كبيرة إلى الأمام في تربية الحيوانات."

وقال لن يتلف أي منتج ألبان ولا منتج لحوم "سننشئ مناطق اقتصادية خاصة بالزرعة في مدن مثل أفيون وكونيا وسط البلاد وأرضروم بشرق الأناضول، بالإضافة إلى ذلك ، سننشئ موانئ متخصصة بالثروة الحيوانية والمنتجات الزراعية في مدينتي: أوردو وهطاي (المطلتين على المتوسط جنوبا)، ستكون تركيا أكبر مصدر للأغذية والماشية في المنطقة، سنعمل مع المزارع  وسيتم إنشاء الأنظمة البيئية من خلال إنتاج الأعلاف والأسمدة والطاقة في الموقع سنجعل الطعام أرخص وعند الضرورة، سندعم الأنشطة الزراعية لن يعاني منتج الحليب ولا منتج اللحوم، سنعمل على خفض أسعار المواد الغذائية وضمان أمننا الغذائي بسرعة  ستورن كيف سنحد  من الاعتماد على الاستيراد ونقلل من مدخلات المنتجين للأسمدة والأعلاف  في نظامنا ، سيحصل المزارع على نقوده بمجرد أن يعطي بضاعته ومحاصيله. أثناء الإنتاج، سيرى الدولة بجانبه وهو ما سينعكس في النهاية علي المواطن وتحسين حياته المعيشية."

إسطنبول وأنقرة تتطهران من السرقات والمحسوبيات

علي الصعيد نفسه احتفل تحالف الأمة الذي يقوده "كيلتش دار أوغلو" بالانجازات التي تحققت في بلديتي إسطنبول وأنقرة، والتي يتولي رئاستها أكرم إمام أوغلو ومنصور يا واش وكلاهما من قيادات حزب الشعب الجمهوري.

وفي كلمات قوية قالت ميرال أكشنار زعيمة حزب الخير القومي والعضو بالتحالف والتي توصف بالمرأة الحديدية لقد تم منع السرقات والمحسوبيات في  البلديات التي تقودها المعارضة وخصوصا في إسطنبول وأنقرة وها هي الأموال التي سرقت تعود إلي أصحابها مواطني البلديتين.

وأشارت إلى اتهام المعارضة بدعم المنظمات الارهابية وأن كيلتش دار أوغلو  يتلقى تعليماته من (جبال) قنديل معقل منظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية شمال العراق راحت أكشنار تذكر أردوغان بأنه هو من أعطي الضوء الاخضر لظهور عثمان أوجلان (شقيق عبد الله أوجلان زعيم المنظمة والذي يقضي عقوبة السجن مدي الحياة) على شبكة تي آر تي الحكومية رغم أنه اسمه علي قوائم المطلوب اعتقالها هذا أولا، وثانيا.

وبخصوص إلغاء هيئة الأوقاف الدينية المعروفة باسم ديانت قالت أكشنار: نحن متدينون ومؤمنون وديانت هي من أسسها أتاتورك والذي يدعم الارهاب وهو هذا الذي يقف بجانب الهدي بار امتداد حزب الله الارهابي".