قال الدكتور محمود عنبر، أستاذ الاقتصاد، إنّ بريطانيا تشهد الأداء الأسوأ بين اقتصاديات الدول المتقدمة، وفقًا للتقارير الدولية، إذ أنّ متوسط معدل التضخم لا يتجاوز الـ10.1%، لكن ارتفاع الأسعار بالنسبة للمواطنين فيما يتعلق بالسلع الزراعية أو الغذائية تجاوز 16.7%، وهذا سبب تزايد معدلات الفقر، لافتا إلى أنّ 2.1 مليون أسرة دخلوا تحت خط الفقر.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية لفضائية «إكسترا نيوز»، أنّ كل هذه التداعيات سببها الأزمات العالمية المتتالية سواء جائحة كورونا التي حولت العالم إلى اقتصاديات شبه مغلقة، فضلا عن الأزمة الروسية الأوكرانية التي استخدمت فيه الطاقة والغذاء كأحد وسائل أدوات الصراع.
وتابع أنّ استخدام سلاح الطاقة كأحد أدوات الصراع كان من شأنه رفع كل أسعار السلع، كونه مدخل إنتاجي في كل الصناعات، وبالتالي سيكون تأثيره الأكبر على السلع الزراعية والغذائية، لافتًا إلى أنّ الأزمات العالمية المتتالية كالأزمة الروسية الأوكرانية، كانت كاشفة لحقيقة اقتصاديات العالم، ولم تكن هي السبب الحقيقي للأزمة المالية التي يشهدها العالم الآن، ولكنها زادت من تعقيدها أسرع من وتيرة هذه الأزمة.
وأشار إلى أنّ العالم كان مُعرضا لأزمة مالية وفقًا للاعتبارات الاقتصادية وللمؤاشرات الدولية، موضحًا أنّ معدل الدين في الاقتصاد البريطاني يقترب من 100% من إجمالي الناتج المحلي، وهذا مؤشر في غاية الخطورة لأن الدين لا يُقاس برقم مطلق وإنما يُقاس بنسبة من الناتج المحلي الإجمالي.
التعليقات