تشكل العلاقات التاريخية، التي تجمع بين دولة الإمارات وجمهورية أفغانستان، نموذجا متميزا من التعاون البناء، الذي تمتد جذوره إلى عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتعزز بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث تولي دولة الإمارات أهمية خاصة لتوطيد هذه العلاقات، والارتقاء بها من خلال تقديم كافة أنواع الدعم لأفغانستان لخدمة خططها وأهدافها التنموية.
وتنفيذا لتلك التوجيهات وعلى مدار أربع عقود، عمل صندوق أبوظبي للتنمية، وبمتابعة حثيثة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، رئيس مجلس إدارة الصندوق كشريك أساسي للحكومة الأفغانية في دفع عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية، لتحقيق التنمية المستدامة في أفغانستان.
وفي هذا الإطار ساهم الصندوق منذ عام 1977 في تنفيذ العديد من المشاريع التنموية في أفغانستان من خلال تقديم القروض وإدارة المنح المقدمة من حكومة أبوظبي، والتي تهدف لتطوير ودعم القطاعات الأساسية، لتعزيز مقومات التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تعود بالنفع على المجتمع الأفغاني.
وقام الصندوق على مدار السنوات الماضية بتمويل وإدارة 18 مشروعاً تنموياً بلغت تكلفتها الإجمالية 1.2 مليار درهم، خصصت لمشاريع تخدم القطاعات الأكثر تأثيراً في تسريع العملية التنموية في أفغانستان، أهمها الزراعة والإسكان والطاقة والنقل والصناعة ومشاريع التنمية الاجتماعية والصحية.
وأكد محمد سيف السويدي، مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية بمناسبة احتفال أفغانستان بعيد استقلالها، أن دولة الإمارات ترتبط بأفغانستان بعلاقات وطيدة ومتميزة على مر العقود الماضية، مشيرا إلى أن الصندوق يحرص دائماً على تطويرها وتعزيزها من خلال دعم المشاريع التنموية، التي تمثل أولويةً للحكومة الأفغانية، وخاصة المشاريع المتعلقة بتطوير قطاع البنية التحتية.
وقال السويدي، ان دولة الإمارات تسعى جاهدة لتعزيز الجهود التنموية التي تقدمها لمساعدة المجتمع الأفغاني من خلال المساهمة في تطوير مشاريع البنية التحية التي تنعكس على تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.
وساهم الصندوق في تطوير مشاريع البنية التحتية في أفغانستان، خاصة في قطاعي النقل والمواصلات، حيث عمل الصندوق على إقامة مشاريع، لتوسعة وإعادة تأهيل بعض الطرق الرئيسية والجسور في كابول لضمان سهولة التنقل المدني وتقليل الاختناقات المرورية داخل العاصمة، ويتضمن المشروع بناء وتوسعة ثلاثة طرق رئيسية في كابول بطول 17 كم وعرض 40 إلى 60 مترا، كما يشمل المشروع إنشاء مصارف لمياه الأمطار وممرات للمشاة، وبلغت التكلفة الإجمالية للمشروع في مرحلتيه الأولى والثانية ما يقارب 136 مليون درهم.
وقام الصندوق بإدارة منحة حكومة أبوظبي المقدمة لتطوير مطار مزار شريف في عام 2009 حيث أدار الصندوق منحة بقيمة 55 مليون درهم، وتضمن المشروع إنشاء مدرج جديد للطائرات لخدمة الرحلات الدولية، قادر على تحمل الطائرات الكبيرة من نوع إيرباص 300 وبوينج 747، وتأهيل المدرج القديم وممرات خروج لربط المدرجين عند الأطراف، وإعادة تأهيل مواقف الطائرات، إضافة إلى مبنى جديد للمسافرين وتأهيل المبنى القديم وتوفير الأجهزة الملاحية لبرج المراقبة.
وجاء تمويل مشروع الوحدات السكنية بمنطقة القصبة في كابول، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة بدعم برنامج إعمار أفغانستان، حيث خصصت حكومة أبوظبي منحة بقيمة 250 مليون دولار أي ما يعادل 918 مليون درهم لحكومة أفغانستان، وذلك للمشاركة في الجهود الدولية الرامية إلى دعم برامج التنمية في أفغانستان.
ويهدف المشروع - الذي يأتي ضمن باقة من المشاريع التنموية لجمهورية أفغانستان - إلى توفير عدد من الوحدات السكنية لسد احتياجات عاصمة الجمهورية الأفغانية كابول من النقص في عدد الوحدات السكنية المطلوبة، بالإضافة لتخفيف الضغط على المدن والمناطق الحضرية، حيث شمل المشروع البالغ قيمته 708 ملايين درهم، تشييد 3330 وحدة سكنية في العاصمة كابول على مساحة إجمالية قدرها 53.8 هكتار.
وساهم صندوق أبوظبي للتنمية في تمويل إنشاء مصنع سكر بغلان بقيمة 17 مليون درهم، وهو من المشاريع المهمة التي عملت خلال السنوات الماضية على دعم الاقتصاد المحلي في أفغانستان وتنشيط القطاع الزراعي من خلال زيادة إنتاج السكر بغرض التصدير، إضافة إلى مساهمة المشروع في توظيف عدد كبير من الأيدي العاملة وتنمية وتنشيط زراعة محصول السكر في البلاد.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية لمصنع سكر بغلان نحو 27 ألف طن سنوياً، وقد شمل المشروع بناء المصنع بالإضافة إلى تزويده بكافة الأجهزة والمعدات اللازمة.
ويهدف مشروع تطوير جامعة الشيخ زايد في ولاية خوست إلى دعم القطاع التعليمي في أفغانستان، وذلك من خلال بناء كليات متخصصة مثل الطب، والهندسة، والشريعة، والفنون، والآداب والعلوم التربوية وغيرها من التخصصات المتنوعة، كما تم تجهيز الكليات بأحدث الوسائل التعليمية المتقدمة.
ويتضمن المشروع كذلك إعداد مناهج تعليمية مهنية مبتكرة، لدعم الكليات المهنية، إضافة إلى تدريب الطلاب وتطوير مهاراتهم وإعدادهم لسوق العمل، وقد تم تمويل المشروع بمنحة مقدمة من حكومة أبوظبي بقيمة تقارب 27 مليون درهم.
التعليقات