خلال الأسابيع القليلة الماضية شاهدنا لقاء جمع وفد سعودي وايراني في العراق تزامنا مع “لقاء فيينا” الذي جمع أوروبا ومن خلفها الولايات المتحدة والصين وروسيا وايران للوصول الى اتفاق نووي جديد يلزم ايران ويرضي السعودية التي فرضت مزيد من الشروط.

يبدو واضحا الأن ان هناك تفاهمات تمت بين الوفد السعودي والايراني في العراق من خلال اجتماع مهد له رئيس الوزراء العراقي السيد مصطفى الكاظمي اثناء زيارته للسعودية بحسب ما أعلنته جريدة “فاينانشيال” وبرغبة من الجانب الايراني الذي أراد ان يصل الى اتفاق مع السعودية اولا قبل التوقيع على الاتفاقية النووية الجديدة التي يجري بحثها الان في فيينا، وما تقوم به الدول الكبرى الان من محاولة الضغط على طهران للتوقيع على بنود تحجم نشاطها النووي بالاضافه الى ضغط الرياض من جهة اخرى على الولايات المتحدة واوروبا بضرورة وضع بنود جديدة في الاتفاق النووي ينص على ادراج الصواريخ الباليستية وكذلك تحجيم دعم الارهاب والجماعات المتطرفة داخل دول النفوذ الايراني وعلى راسهم اليمن بوقف دعم وتمويل الحوثي كأكبر ميليشيا تابعة لطهران تستهدف الاراضي السعودية من حين لأخر.

ويبدو ان اسرائيل عجزت من جهتها على افشال المساعي الامريكية لانشاء اتفاقية نووية جديدة مع ايرن،فاضطرت تل ابيب الى اسهداف مفاعل “نطنز” النووي والذي يعد من اهم المفاعلات النووية في ايران ويحوي على أكثر من 1000 جهاز طرد مركزي حديث تم اتلاف 600 منه خلال عملية كشفت ان هذا الاستهداف تم من خلال عناصر موالية لاسرائيل تعمل داخل المفاعل النووي الايراني ،ذلك لان فكرة الهجمات الالكترونية على مفاعل نطنز شبه مستحيلة نظرا لعدم اتصال المفاعل بأي شبكة انترنت كنوع من الحماية.

ويبدو ان طهران التي تسعى دائما للحفاظ على هيبتها العسكرية رأت انه لابد من الرد بقسوة على الاستهداف الاسرائيلي وقامت طهران أمس بقصف بالقرب من مفاعل نووي اسرائيلي مهم وخطير ،برز ذلك في تصريحات جيش الاحتلال الاسرائيلي الذي اعلن في ساعه مبكرة اليوم الخميس سقوط صاروخ وصفه بالطائش بالقرب من مفاعل ديمونا جنوب اسرائيل.

بعدها قام المتحدث باسم جيش الاحتلال افيخاي ادرعي بالتصريح بان “الصاروخ من نوع ارض جو طراز اس ايه 5,ولكنه نفى ان يكون الصاروخ اطلق من سوريا لاستهداف اسرائيل ,موضحا في ذات الوقت ان الصاروخ أطلقته الدفاعات الجوية السورية رد الهجوم ليتجاوز الصاروخ هدفه وينزلق في جنوب اسرائيل حسب قوله”.

المقاطع المصورة المنتشرة عن الصاروخ تظهر انفجارا ضخما هز المنطقة المحيطة ويضيء سماء جنوب اسرائيل.

ويبدو ان جيش الاحتلال شعر بالاحراج من المقاطع المنتشرة فخرج ليؤكد ان انظمة الدفاع الجوي لديهم حاولت اعتراض الصاروخ وان هناك تحقيقا جاريا.

حتى وان كان الصاروخ سوريا اذا افترضنا كذب الرواية الاسرائيلية فهو تهديد صريح من ايران المتواجدة في سوريا بقوة ,بأن لديها قدرة على رد الهجوم على مفاعل نطنز لتل ابيب.

واذا صحت الرواية الاسرائيلية فتلك كارثة تهدد تل ابيب لان طهران قد تبدأ في تشكيل تهديد صريح للصناعة النووية الاسرائيلية.