"أبوظبى للزراعة" تطور خوارزمية ذكاء اصطناعي الأولى في الشرق الأوسط

طورت هيئة أبوظبى للزراعة والسلامة الغذائية "خوارزمية ذكية" هي الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط لاستئصال مرض طاعون المجترات الصغيرة الذي يصيب الضأن والماعز وتعزيز مناعة الثروة الحيوانية وتنميتها من خلال ربط بيانات التحصين ضد طاعون المجترات الصغيرة مع بيانات المنظومة الرقمية لتعريف وتسجيل الثروة الحيوانية في الإمارة واستخدامها كقاعدة لتحديد درجة الخطورة التي قد تتعرض لها الحيوانات.

ونجحت الهيئة في إجراء اختبار مبدئي لهذه الخوارزمية الذكية خلال عملية التحصين التي تمت في الربع الأخير من العام الماضي حيث حققت نتائج مذهلة منها خفض نفوق الحيوانات المتأثرة بمرض طاعون المجترات الصغيرة بحيث تقدر قيمة هذا الخفض 8 ملايين درهم وزيادة عدد الثروة الحيوانية التي تم تسجيلها وترقيمها بنسبة 72% مقارنة بحملة التحصين السابقة نتيجة لزيادة عدد العزب المستهدفة بالتحصين حيث تم زيارة عزب لم تتم زيارتها من قبل إضافة إلى زيادة إنتاجية الأطباء البيطريين بنسبة 9% مقارنة بالحملة السابقة.

وتساعد خوارزمية الذكاء الاصطناعي على تصنيف واختيار العزب أو المزارع وفقا لعوامل وبائية ومتغيرات إحصائية محددة تعطي الأولوية لاستهداف عزب معينة بالتحصين ضد المرض دون غيرها متجاوزة بذلك الطرق التقليدية لتنفيذ حملات التحصين السنوية والتي تستهدف بعض العزب بناء على توفر الدعم اللوجستى فقط.

وترتكز الخوارزمية على خمسة عوامل أساسية تبدأ بالتنبؤ بالعدد الكلي للحيوانات المستهدفة في كل حيازة (مزرعة أو عزبة) بما في ذلك الحيوانات غير المرقمة ومن ثم التنبؤ بأعداد المواليد الجدد بعدها يتم حساب البعد المكاني لكل حيازة عن البؤر الوبائية للمرض خلال آخر عامين وإعطاء الأولوية بالزيارة للحيازة الأقرب وأيضا حساب البعد الزمني اعتماداً على آخر زيارة تتصل بتحصين طاعون المجترات الصغيرة لكل حيوان ولكل حيازة لتخلص في النهاية إلى وضع تقديرات مختلفة لأولويات زيارة العزبة أو المزرعة.

وقال مبارك علي القصيلي المنصوري، المدير التنفيذي لقطاع التطوير بالإنابة إن هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية تعمل باستمرار على تبني أفضل تقنيات علوم البيانات وخوارزميات الذكاء الاصطناعي لتطوير العمليات التشغيلية ودعم اتخاذ القرار وتحسين الخدمات المقدمة للمتعاملين ومجتمع إمارة أبوظبي.

وأضاف أن قطاع الزراعة والغذاء في إمارة أبوظبي يحتوي على بيانات ضخمة تخص نحو 24 ألف مزرعة ومثلها من العزب بالإضافة إلى ما يقارب 3,5 مليون رأس من الثروة الحيوانية وحوالي 16 ألف منشأة حظيت وفقاً لآخر التقديرات بنحو 110 آلاف زيارة تفتيشية .

وأكد أن الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء للحصول على بيانات محدثة ولحظية ومتدفقة ومن ثم إدخالها ضمن منظومة تحليل البيانات المتقدمة يساعد على إعادة هندسة العمليات التشغيلية للهيئة بصورة أكثر فعالية حيث يتم الاستفادة منها في تعزيز منظومة الأمن الحيوي من خلال بناء خوارزمية تعمل على التنبؤ بالأمراض الوبائية التي تصيب الثروة الحيوانية ومن ثم التأهب للتعامل معها ومواجهتها مبكر احسب إجراءات السيطرة لكل مرض بطريقة أكثر كفاءة وفعالية مما يعزز من كفاءة منظومة الأمن الحيوي ويضمن صحة الحيوان والإنسان على حد سواء.

من جهته أشار راشد بالرصاص المنصوري، المدير التنفيذي لقطاع الثروة الحيوانية إلى أن تطبيق خوارزمية الذكاء الاصطناعي يعجل باستئصال مرض طاعون المجترات الصغيرة من إمارة أبوظبي ودولة الإمارات بصورة عامة ومن ثم إعلان خلو الدولة تماماً من المرض تماشيا مع الخطة الوطنية للدولة والاستراتيجية العالمية لاستئصال المرض من العالم 2020-2030.

وأوضح : " حظيت هذه الخوارزمية الذكية بإشادة واسعة من مديرة المنظمة العالمية للصحة الحيوانية التي اطلعت على نتائجها الأولية على هامش المؤتمر الخامس عشر لدول المنطقة والذي استضافته أبوظبى خلال شهر نوفمبر الماضي حيث أوصت بالترويج لها عبر منصات المؤتمرات الإقليمية والدولية لتعميم الاستفادة منها باعتبارها الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط".

وأكد أنها تساعد على التخطيط الأمثل لحملات التحصين وخفض التكلفة المالية من خلال تحديد الجرعات المطلوبة بصورة دقيقة، كما تضمن المتابعة الآنية والتقييم المتواصل لقياس مدى التقدم في تنفيذ برنامج السيطرة للقضاء على مرض طاعون المجترات الصغيرة واستئصاله من منطقة أو دولة محددة إضافة إلى تقليص الفترة الزمنية لتنفيذ الحملات السنوية وزيادة مناعة الثروة الحيوانية ضد المرض والمحافظة على الثروة الحيوانية وزيادتها. 

التعليقات