قطر دفعت رأس سليماني وإيران تبدأ مؤامرة

قطر دفعت رأس سليماني وإيران تبدأ مؤامرة

د.سميه عسله

النظام الإيراني استلم 3 مليار دولار من قطر تكفيرًا عن اشتراك قطر بمقتل قاسم سليماني، حيث أن الطائرة التي استهدفته أقلعت من قطر، كما جاء على لسان حسن عباسي، الاستراتيجي الإيراني وعضو سابق في الحرس الثوري الإيراني وأهم منظري إيران كذلك يعرف بـ"كسنجر" إيران، وهذا يؤكد ما أشار إليه ترامب وقت الإعلان عن استهداف سليماني بأن الطائرة الأمريكية أقلعت من قطر، وليس كما أدعت قطر وحاولت أن تصدر للعالم فكرة أن العلاقات القطرية الإيرانية قوية وأن وزير خارجية تنظيم الحمدين زار طهران لتقديم واجب العزاء في مقتل سليماني، ظن بذلك تميم إنه يخرج لسانه لدول الخليج والدول العربية المتضررة من أفعال طهران الإرهابية الفترة الماضية، أو كأنه يريد أن يصدر بذلك فكرة أن قطر لها علاقات وطيدة مع إيران التي تلعب دور رئيس العصابة بالمنطقة، وإنها ليست المرة الأولى التي تقايض بها قطر ذيول إيران فقد سبق ودفعت نصف مليار دولار عام 2017 للحشد الشعبي لكي يفرج عن بعض المواطنين القطريين الذين اختطفوهم، ويتضح بذلك أن العلاقه بين قطر وإيران منذ عامين مبنيه على الابتزاز المالي والمقايضة، رجوعا لتصريحات حسن عباسي يتضح أن الملالي سيفعل الأيام القادمة طريقة جديدة للحصول على الأموال كنوع من مقاومة حدة العقوبات الأمريكية وتتمثل في "المقايضة على الرهائن" فكما ذكر عباسي أن إيران لو حصلت على مبلغ مليار دولار حق رأس أسير واحد في الأسبوع فإنهم بذلك سيحصلون على 50مليار دولار في السنة.

وبالرجوع للخلف وتذكر ما حدث مع الجاسوس الأمريكي جيسون راضيئان بحد وصف إيران، حيث قايضت إيران عليه بمليار و700 ألف دولار من أجل تسليمه إلى واشنطن وهو المبلغ الذي تخصصه طهران للحرس الثوري سنويا.

بذلك يتضح لنا الآن أن نظام  الملالي سيقوم منذ الآن بتفعيل خطة "المقايضة على الرهائن" وقد وضع رقم مبدأي لعدد الرهائن وهو رهين واحد يتم اختطافه كل سبعة أيام بمعدل مليار دولار أسبوعيا، وبالرجوع للخلف سنجد أن تصريحات كبار رموز إيران يوم الإعلان عن مقتل سليماني بأنهم سيقومون بالثأر من شخصيات تابعة لإمريكا وحلفائها بما يوازي قاسم سليماني في الثقل السياسي والعسكري، هذا الرقم الذي وضعته إيران لكل رهين يتم احتجازه يعبر عن حجم التدهور الاقتصادي الذي وصلت إليه إيران بفعل العقوبات الأمريكية التي وصلت حد فرض عقوبات جديدة على قطاع الحديد والصلب وبعض الشخصيات الإيرانية البارزة بعد حادث استهداف إيران للقاعدة الأمريكية مؤخرا والذي لم يؤدي إلى أي خسائر بالأرواح أو حتى خدش بجسد أي جندي أمريكي.

بما سبق وذكرت يمكننا أن نتنبأ بتحركات نظام الولي الفقيه خلال الأيام القادمة حيث ستشمل احتجاز رهائن هم شخصيات مهمة بالنسبه للولايات المتحدة والخليج العربي، وهو مؤشر على أنه كلما تأزم الوضع الاقتصادي ستلجأ إيران إلى تفعيل سياسة حروب الشوارع وتحريك ميليشياتها الإرهابيه داخل دول المنطقة وهذا مؤشر على أن مخطط احتجاز الرهائن سيتسع ليشمل شخصيات مهمة في العراق ولبنان واليمن وبعض الدول الأخرى ذات النفوذ الإيراني، ودليل على أن الملالي أصبح يفضل خيار الرهائن كورقة ضغط أولى تسبق التهديد بالابتزاز النووي على دول المنطقة والمجتمع الدولي بأسره، وعلى أوروبا أن تعلم أنها ليست بمأمن من التحرك الإيراني الجديد المتمثل في "المقايضة بالرهائن" فـ"بريطانيا" لن تنسى أخر مقايضة مع طهران بعد احتجاز السفينة البريطانية أغسطس الماضي.

وبالرجوع إلى الوضع الاقتصادي الآن داخل إيران نجد أن أخر أمل لإيران في مواجهة العقوبات الأمريكية قد أُحبط بعد حادث اسقاط الطائرة الأوكرانية بصواريخ آلية "دفاع ذاتي auto defense" انطلقت من "قاعدة صاروخية أنشأها الحرس الثوري بالقرب من مطار مدني"، ما جعل أوكرانيا الآن تكذب التصريحات الإيرانية حول إسقاط الطائرة بسبب جندي بالحرس الثوري أطلق صاروخ يدوي بالخطأ وتطالب إيران بإرسال حطام الطائرة إلى فرنسا لتحليلها، ولا أظن أن إيران ستوافق على طلب أوكرانيا خوفا من افتضاح أكاذيبها بعد تحليل بقايا الطائرة الأوكرانية وخوفا من أن يتم فرض مزيد من العقوبات عليها بمباركة دولية، النظام الإيراني ارتكب أكبر حماقة بإسقاط الطائرة الأوكرانية، والخامنئي يعلم الآن أنه خسر مشروعه القادم في تنشيط السياحة لجذب 10 مليون سائح لإيران العام القادم بما يقاوم حدة العقوبات الأمريكية على طهران.

التعليقات