الوضع الراهن للميليشيات الايرانية

الوضع الراهن للميليشيات الايرانية

د.سميه عسله

جاء مقتل  قاسم سليماني، المسؤول عن العمليات الارهابية التي تقوم بها ايران في المنطقه العربيه واوروبا بالاضافه الى انه كان حلقة الوصل بين الملالي وداعش ،جاء مقتله في زمنِ وهْن وغموضٍ لإيران وحلفائها في العراق.

ففي الأشهر الماضية الأخيرة، غضب المحتجّون العراقيون من دور الجهات التابعة لإيران وقوّات الحشد الشعبي في قمع المحتجين واستخدام العنف مما أسقط العديد من الشهداء العراقيين وصل ١٥٠٠عراقي من المحتجين في المظاهرات الاخيره بخلاف التعدي على النساء العراقيات المتظاهرات ضد التدخل الايراني وخطفهم من امام منازلهم، ممّا رسّخ عزيمة المواطنين العراقيين الشيعه منهم والسنة  لخلع واستبعاد هذه المجموعات الموالية لايران من  السلطة العراقية ومحاربتها.

وتزايد عدم اليقين السياسي وتزعزت الثقه لدى المجموعات الموالية لإيران بشكل كبير في 3 يناير الماضي  عندما استهدفت طائرة مسيّرة أمريكية سليماني والمهندس وقتلهما. فما عادت إيران والجهات العراقية الموالية لها تحظى بِهَالةالحصانة التي بفضْلها أحكمت القبضة على المجال السياسي العراقي لسنوات.

شكل مقتل سليماني فرصة لاعادة توزيع مراكز القوى داخل  النظام السياسي الإيراني عبر تبديل مواقع بعض القيادات من مؤسسة لأخرى بما يؤدي في نهاية المطاف لتصاعد نفوذ التيار المتشدد داخل النخبة السياسية الايرانية أخذاً بعين الاعتبار اقتراب الانتخابات البرلمانية لمجلس الشورى الإسلامي “البرلمان” في فبراير الماضي، وبعدها الانتخابات الرئاسية في مايو 2021.

كما أن تعيين إسماعيل قاآنى خلفاً لسليماني في قيادة فيلق القدس بهدف اعادة ترتيب الصفوف الداخليه للميليشيات التابعه لايران داخل بعض الدول وعلى رأسهم العراق ولبنان وتعيين قااني وهو الرجل الثاني بعد سليماني والذي عرف عنه الصمت والتشدد دليل على سيطرة الخطاب المُتشدد على مراكز صنع القرار في إيران.

وكان هدف الملالي من تعيين قااني هو تجييش الشعب وتجنيد شباب جُدد إلى فيلق القدس وإلى الحرس الثوري وقوات الباسيج؛ استغلالاً للاحتقان الشديد الذي يسود الأوساط الإيرانية الأكثر تشددا التي تطالب بالثأر لمقتل سليمانى، وهو ما ظهرت مؤشراته في تأكيد الإعلام الرسمي الإيراني على مراسم تجديد الشباب للبيعة والولاء ل “ قاسم سليماني” ورفاقه في جبهة المقاومة في 120 بلدا إيرانياً.

عموما بات واضحا الان ان الميليشيات الايرانيه بدات تضعف على الارض واصبح الحشد الشعبي ذيل ايران في العراق لا يمتلك اي قوة سياسية يضغط بها على حكومة الكاظمي الجديده ولا حتى على الشعب العراقي برز ذلك في منع دخول اسماعيل قااني الى العراق الا بعد الحصول على تأشيرة دخول مثله مثل اي سائح عادي من اي جنسية، وها نحن نرى الان ضعف ميليشيا حزب الله ذيل ايران في لبنان بعد مظاهرات لبنانية حاشدة تدين حزب الله في رعاية الارهاب الداخلي والخارجي وجلب الخراب الى لبنان ونشر الطائفية بين شعب متسامح بطبعه، ولم تكن المظاهرات والاحتجاجات الاخيرة التي اشتعلت في المدن العربيه الخاضعه للنفوذ الايراني هي السبب الوحيد، بل ان تفشي وباء كورونا كان له الفضل في فضح خبث وفشل الملالي وحجم الفساد والسرقه داخل ايران وصل حد انشاء ١٠ الالاف مقبرة سريه لدفن قتلى كورونا في تعتيم اعلامي فقط لانهم لم يجدوا سرير بمستشفى للعلاج وذلك يعود لانهيار البنية التحتيه لقطاع الصحة الايراني بسبب الفسادوالسرقة الذي يرعاه نظام خامنئي.

بل يمكننا ان نقول ايضا ان التوقيت الذي جاء به وباء كورونا كان له دور قوي في اضعاف ااميليشيا  الايرانية التي كانت تعاني من قلة الدعم المالي ادى الى انشقاق العديد من العناصر منهم وراينا ان حسن نصرالله فتح صناديق التبرعات بفعل قلة الدعم الايراني الناتج عن تصفير الصادرات الايرانيه من النفط بفعل العقوبات الامريكية وتعنت ايران في تخصيب اليورانيوم بما يخترق بنود الاتفاقية النووية وتشغيل معاما نووية سريه محمية تحت الارض ومنهم معمل فوردو للاستمرار في تخصيب اليورانيوم.

التعليقات