خبر اغتيال عبد الحسين مجدمى، قائد وحدة باسيج مدينة داروين، في منطقة شادجان محافظة خوزستان جنوب غرب إيران، حيث تعرض لحادث اطلاق نار من قبل مسلحين أمام منزله قد ألقى الضوء على قوات الباسيج الإيرانية. 

ويُعتبر مجدمي من الضباط المشاركين في عمليات قوات «الحرس الثوري» الإيراني في سوريا خلال السنوات الماضية، ويتهمه ناشطون بالمشاركة في حملة قمع الاحتجاجات في إقليم الأحواز في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، التي راح ضحيتها أكثر من 200 متظاهر.

وإثر ذلك قامت حكومة الولايات المتحدة بإدراج قائد «الحرس الثوري» الإيراني في إقليم الأحواز، حسن شاهواربور، على قائمة العقوبات، بسبب إشرافه على تلك المجزرة التي وقعت في منطقة معشور، جنوب إقليم الأحواز.

فما هي قوات الباسيج.. وما هى وظيفتها؟.

-الباسيج أو كما يطلق عليه في الفارسية "بسيج" تعنى التعبئة، وهى وحدات إيرانية شبه نظامية "تطوعية" تشمل الرجال وامنساء، فعقب اقتحام الطلاب المتشددون السفارة الأمريكية في طهران نوفمبر1979واحتجاز الرهائن، هدد الولايات المتحدة بشن هجوم عسكرى على طهران لتحرير الرهائن الأمريكيين، ومنذ ذلك الوقت فكر الخومينى في تشكيل قوات مدربة عسكرية وثورية شعبية للدفاع عن البلاد وأصدر قرار بتشكيلها،وقد تم تأسيسها عام 1979، بأمر مباشر من قبل الإمام الخمينى قائد الثورة آنذاك الذى دعا لتشكيل جيش من عشرين مليون رجل، وتشكيل الحرس الثورى الإيراني،و تشكلت رسميا عام 1980 بعد أن صوت عليها مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان).

وتتبع المؤسسة العسكرية الأم "الحرس الثورى الإيرانى" وتعد واحدة من أشهر أجنحة الحرس الخمس وتضم (القوات الجوية والبحرية والجيوفضائية وفيلق القدس والباسيج). 

وقد أصبحت تعرف بهيئة الباسيج المستضعفين، بعد أن أطلق عليها فى البداية قوات الباسيج المقاومة تشمل 3 فروع بموجب قانون تأسيسها وهى ، الباسيج العادى والباسيج النشط والباسيج الخاص وجميعها معروفة بولائها للنظام واستعدادها للتضحية من أجله فى أى زمان ومكان.

 لكن بعض المتطوعين غير النشطين فى هذه المؤسسة يتطوعون فقط للحصول على كارت عضوية الذى بدوره يسهل لحامله الحصول على وظيفة داخل إيران أو الحصول على مكافآت مالية، فى البداية كانت تكمن وظائفها فى تحقيق أهداف الثورة الإيرانية وحفظ انجازاتها الداخلية، واليوم أضيف لها مهام حفظ الأمن الداخلى، ومواجهة الأخطار الداخلية والخارجية، لذا استخدمت وحداتها المدربة فى قمع مختلف الاحتجاجات الإيرانية لاسيما الاضطرابات التى عصفت بايران عقب الانتخابات الرئاسية فى عام 2009.

أثناء الحرب العراقية الإيرانية 1980- 1988 كانت ترسل وحدات الباسيج المتطوعة والمنظمة لجبهات القتال وقال الخمينى وقتها مقولته الشهيرة "إن لم تكن هناك قوات شعبية وباسيج لكنا انهزمنا فى الحرب".

 ويقدر أعدادها بنحو 90 ألف عضو من الجنسين الإناث والذكور يشمل الثلاث الفروع، وفى تقديرات أخرى تقول أنهم يشكلون 11.2 مليون متطوع، ولديها مكاتب وقواعد فى مختلف المدن الإيرانية، ويسيطر الحرس الثورى عليهم ويمكنه حشدهم فى الشوارع والقيام بمسيرات مؤيدة للنظام وقت الاضطرابات والأزمات الداخلية.

قدرت ميزانيتها المالية لعام 2017 بنحو 357.08 مليون دولار وفى عام 2019 انخفضت لـ 923 مليار تومان.

يعد أمير مجد هو أول قائد للباسيج في الثمانينيات، واليوم يتولى الجنرال غلام رضا سليماني قيادة الباسیج بأفرعها، ونائبه هو اللواء محمد حسين سبهر.

إذا نستنتج مما ذكر أن الباسيج أنشأ لغرض اساسي من قبل النظام الايراني وهو تجنيد فئات مدنية من الشعب وتحديدا تلك التي تعاني من الفقر أو البطالة وبحاجه للدعم المالي أو ضعاف النفوس ممن يبحثوا عن مكانه وصلاحيات في المجتمع الإيراني ليمارسوا من خلالها اعمال السرقه او الاستحواذ على الممتلكات العامة بجانب صلاحيات تقودهم للفساد المالي والإداري، مقابل ان يؤدي هؤلاء فروض الطاعة والولاء للنظام الإيراني ويصبح هناك قوة مدنية تحمي السلطة العسكرية الديكتاتورية المهيمنة و المتمثلة في الحرس الثوري الإيراني،وتقوم بأغراض تجسسية واستخباراتية داخل إيران بمبدأ "ضرب الشعب بالشعب".

ويبدو من إغتيال قائد بالباسيج أن التظاهرات في ايران وصلت لمرحلة اللاعودة واللاخوف فحاجز الفزع والخوف الذي وضعه الحرس الثوري بين الشعب والسلطة الديكتاتورية الحاكمة واضح انه لم يعد موجود وان الشعب انتصر على مخاوفه من قمع الحرس الثوري له.خصوصا بعد عدد القتلى من المدنيين الايرانيين في التظاهرات الاخيرة والذي تجاوز ١٥٠٠ قتيل على يد الحرس الثوري،بل ان تقطيع المتظاهرين الايرانيين لصور الخامنئي وسليماني رسالة واضحه للعالم ان الشعب الايراني الان يعيش ثورة الوعي وأنه أصبح رافض للقمع الذي يمارس ضده، فلم يعد بعد قتل المدنيين تصعيد او انتهاك اخر يمارس ضدهم وهذا ما يراه الكثير من الشعب الإيراني الآن .