آفاق جيدة غير متوقعة لبعض أسواق الأسهم في شرق آسيا

يُسهم الانحسار النسبي للتوترات الدولية بمنطقة "الخليج" وانخفاض مخاطر تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين في دعم عملات التصدير الآسيوية عموماً، وعملة الوون الكوري الجنوبي و الدولار التايواني على وجه الخصوص.

وأشار محللون من "رويترز بولز" و"بلومبيرغ" و"ألفو" إلى أن انحسار التوترات بين الولايات المتحدة وإيران سيؤدي إلى تنامي اهتمام المستثمرين بالأصول الخطرة خلال الأسابيع المقبلة، ومن شأن هذا التطور أن يؤدي إلى ارتفاع الطلب على عملات أسواقٍ آسيوية ناشئة وبشكل رئيسي الروبية الهندية والوون الكوري الجنوبي.

 وتُعتبر شركة "إيه إس إم إل" القابضة من المُصنّعين الرئيسين لمعدات شرائح أشباه الموصلات، وعلى الرغم من ارتفاع واردات تايوان من أشباه الموصلات خلال الشهرين الماضيين، إلا أن صادرات كوريا الجنوبية من أشباه الموصلات سجلت انخفاضاً في ديسمبر بنسبة 17.7 في المائة مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، في أعقاب الانخفاض الآخر بنسبة 30.8 في المائة المسجل خلال الشهر السابق، ومع ذلك فإن الانخفاض لم يكن بالمستويات المتوقعة. 

ومن جهة أخرى، ارتفعت كميات التوريد الخارجي لأشباه الموصلات بنسبة 7.9 في المائة مقارنة بالعام السابق. 

وكان بيتر وينينك، الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة "إيه إس إم إل" قد حضر في نوفمبر 2019 مؤتمراً في برشلونة، وعبّر فيه عن توقّعاته بأن يشهد عام 2020 طلباً قوياً على أشباه الموصلات، خاصةً من قبل مُصنّعي الشرائح المنطقية.

 وتُظهر البيانات الرسمية أن واردات تايوان من أجهزة أشباه الموصلات سجلت نمواً في شهري نوفمبر وديسمبر بنسبة 156.4 في المائة أو بصورة أكثر دقة بنسبة 158.6 في المائة، كما شهدت واردات كوريا الجنوبية وتايوان إلى الصين والإنتاج الصناعي المتنامي، استقراراً وتحسناً.

 وبيّنت تحليلات "ألفو" أنه بالنظر إلى توجهات المصارف المركزية الرئيسية (الاحتياطي الفيدرالي، والبنك المركزي الأوروبي) والمؤشرات الأولية للانتعاش التجاري العالمي، فإن هذا الأمر يعتبر إشارة ممتازة لدعم العملات المستندة إلى التصدير وخاصة الوون الكوري الجنوبي والدولار التايواني، بالإضافة إلى ذلك، فإن انخفاض حدة التوترات في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين سيسهم أيضاً في دعم التقدّم.

 وفي هذا السياق أشار كلّ من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وممثلو إيران حتى الآن إلى أنهم لا يريدون المزيد من التصعيد العسكري. 

ومن شأن انخفاض حدة التوترات في الشرق الأوسط والحل الجزئي للحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين أن يُسهم في دعم العملات الآسيوية بقوة، ودعم أسواق الأسهم خلال في فترة النصف الأول من العام.

 وتعتمد توقعات فترة النصف الثاني من العام بشكل جزئي على عملية الانتخابات الرئاسية الأمريكية ونمط الحملات الانتخابية وإمكانية حصول ترامب على ولاية ثانية. 

فيما لا يزال احتمال فشل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمرحلة الثانية من مفاوضات اتفاق التجارة بين الولايات المتحدة والصين، من ضمن العوامل التي تُضفي الكثير من المخاطر على التوقعات المستقبلية.

التعليقات