صراع الثروات، القائم بالبحر المتوسط، فيما بين مصر وتركيا، ستعلو وتزداد وتيرته الفترة القادمة، وما حدث منذ فتره ويحدث ليس ببعيد عن هذا الصراع، ولا المشاهد المتشابكة في ليبيا عن هذا الصراع، هو صراع نفوذ وتداخلات كثيره بالمشهد ستتضح بعض مشاهده رويداً رويداً، فالقادم صراع خارج الحدود لا جدال لن تتحقق فيه الغلبة لطرف دون الآخر إلا بقدر تماسك الجبهة الداخلية لأطرافه.
لذلك احذروا من موجة ومحاولات تفتيت داخلية كثيره، ولتعلم ولنعلم أننا بحالة حرب فعليه منذ عام ٢٠١١ حتي الآن، لم تنته جولاتها بعد ولكنها مستمرة وستستمر لفترة من الوقت سينتصر بها من يدرك جيدا أبعاد التشابكات الدولية، ومن يستطيع أن يحافظ على جبهته الداخلية قوية عصيه على التفتيت حفظ الله مصر أرضا وشعبا مسؤولا عن الحفاظ عليها في مواجهة الموجة الشرسة القادمة، فلم ينتبه الكثيرين إلي توقيتات صفقات الأسلحة الفرنسية والألمانية لمصر ونوعية السلاح الذي أفرجت عنه تلك الدول وسمحت به لمصر بعد ممانعتها لفترات طويلة لعقد تلك الصفقات.
لم يلتفت الكثيرين، أن هذه الصفقات كانت مرتبطة بشكل مباشر باتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص واليونان، وأن هاتان الدولتان هما عضوتان بالاتحاد الأوروبي، وأن ترسيم الحدود البحرية كانت أهم عائق لعقد تلك الصفقات، وكانت نوع من أنواع الضغط علي مصر، أما الآن وقد تم ترسيم الحدود ووقعت الاتفاقية.
وشرعت بمقتضاها مصر في التنقيب على الثروات، بالتعاون مع الدولتان وبمشاركة شركات أوروبية من أكبر الشركات العاملة بالمجال، فلابد من سلاح يحمي تلك المصالح مع وجود العزم والنية لدى الدولة المصرية، للاستفادة الكاملة من ثرواتها والدخول في أي صراعات محتملة للحفاظ عليها.
وبناء عليه، بدأت تلوح بالأفق تغير بالموقف الأوروبي تجاه تركيا بل ودخول دول مثل ألمانيا وفرنسا، على خط المراجعة السياسية معها اعتمادا على قوه الموقف المصري ومشروعيته وتوافقه مع الشرعية الدولية.
لذلك ترى وتتابع، حاله العداء التركي الشديد للنظام المصري والاستماتة في محاولات زعزعة النظام، وضرب الاستقرار بمصر بشتى السبل والطرق، وستشاهدون قريبا فصول جديدة في الصراع نأمل ألا يسفر عن مواجهات بحرية بالمياه الإقليمية بالبحر المتوسط.
وخاصه بعد انتهاء ترسيم الحدود البحرية بالبحر المتوسط وكذلك بالبحر الأحمر بموجب الاتفاقيات الموقعة، أصبحت الدولة المصرية بحدود برية وبحريه محددة لا مجال لتنازع حولها يسمح لها باستغلال كافه الثروات المقدرة لها وفقا لهذه الحدود التي أصبحت لا لبس أو تنازع حولها وأصبح العمق الاستراتيجي المصري، هو الخطوط الأهم في تأمين تلك الحدود سواء بأسيا أو بأفريقيا فالعبث بهم والسماح بتمدد نفوذ الطامعين بك بدول الجوار سواء الملاصقة لحدود مصر بنقاط تماس معها أو من لا تلتقي، ولكنها تعد درع يمنع من تمدد الطامعين بإخطارهم على الدولة المصرية، لذلك كانت التحركات المصرية بالملف السوري من ناحية والملف الليبي، من ناحية أخري وبالطبع الملف السوداني في محاوله لكسر محاولات التداخل بهم، بما يضر بالمصالح المصرية ويعد تهديدا للأمن القومي المصري.
المستغرب بالأمر، أن بعض الأنظمة بالمنطقة العربية أو الإسلامية التي استخدمت لتدمير الدولة المصرية مثل النظام القطري أو التركي، ما زالوا غير مصدقين أن من استخدمهم سابقا قد غير من مخططاته تبعا لمصالحه، وأن التوجه قد تغير ولكنهم ما زالوا يستخدموهم حتى بحالة عدم تصديقهم واستيعابهم للأحداث ومتغيراتها، إلا أنهم ما زالوا أدوات قد ينصبون بهم أفخاخ جديدة قد تكون لإيران قريبا.
بالنهاية هو صراع ثروات مستمر وسيستمر، فانتبهوا يا شعب مصر فأنتم دائما أبداً محل اطماع من الجميع فأنتم الثروة والكنز والجائزة الكبرى.. وكما ذكرت لحضراتكم، الصراع القائم ما بين مصر وتركيا، وهو صراع نفوذ وثروات والذي ظهرت آثاره جليه وتحقق ما توقعناه منذ سبعه أشهر مضت علي ارض ليبيا، ومحاولات تركيا التداخل بالشأن الليبي بدعم لحكومة السراج التي تحتمي وينتمي رئيسها لتنظيم الإخوان، من خلال اتفاقيتان إحداها أمنية والأخرى اقتصادية تتضمن ترسيم للحدود البحرية المزعومة فيما بينهما.
لن احدث حضراتكم، عن وهم هذه الحدود وعدم وجودها علي الطبيعة واختراقها لكافه معايير القانون الدولي واتفاقيات البحار، التي تنظم رسم الحدود بين الدول المتجاورة والمقابلة والتي تشترك وتلتقي بخطوط تماس طول وعرض.
ولن احدثكم عن استحاله هذا الخط الوهمي، الذي اخترعته تركيا مخترقة جزيرة كريت اليونانيين التي تتقاطع مع هذا الخط التركي الليبي الوهمي والمزعوم، والذي يعد انتهاكًا وتعديًا فاضحًا علي الحدود البحرية اليونانية أو عن قبرص المقتطعة نصفان يقع نصف منها تحت الاحتلال التركي.
ولكن سأحدث حضراتكم، من واقع اوضاع عالمية ورؤيه تنفذها تركيا لصالح امريكا بامتياز في مواجهه مع الاتحاد الأوروبي باتت ظاهرة غير خافيه علي أحد، والصراع الفرنسي الأمريكي الواضح بين الرئيسان والذي تكشفت عوراته في اجتماعات حلف الناتو الماضية، وما تم تسريبه ومغادرة الرئيس الامريكي غاضبا رافضا حضور المؤتمر الصحفي المعد سلفا له.
سيتساءل البعض ما دخل هذا بذاك، يا سيدي السياسة والأطماع العالمية جميعها متداخلة متشابكه في ليبيا، وما يحدث علي الأرض حقيقة هو صراع لإخضاع الوجه السياسي القادم لليبيا لاغحد الأطراف والقوى العالمية، مما يؤمن لهذه القوه وجود قوي وضامن لثروات هذه المنطقة .
فالمتابع للشأن الليبي، منذ عام ٢٠١١ وما يدعونه ثوره ليبية ومقتل القذافي سيعلم أن النفوذ الفرنسي كان قد طغي واستفحل بالشأن الليبي، وواقعه اغتيال السفير الأمريكي بليبيا ليست بالأمر اليسير، ولكن كانت واقعة تكشف التوجه لما يحدث علي الأرض وقتها تداخل مصر بهذه المنطقة كان لتأمين الحدود الغربية لها الشرقية لليبيا والدعم المصري للجيش الليبي بقياده حفتر، مما مكنه من بني غازي حتي مشارف طرابلس والتقارب المصري الفرنسي الإيطالي من صفقات أسلحة لتفاهم اقتصادي للتنقيب عن ثروات مشتركه بين مصر واليونان وقبرص وإيطاليا وفرنسا يهدد ويقوض النفوذ الأمريكي بتلك المنطقة، فما الحل والبديل وكيف التداخل الامريكي إلا من خلال تابع ذليل وجماعة تنتمي للعم السام وتنفذ مصالحها فكما حدث بسوريا يحدث الآن في ليبيا برعاية أمريكية كاملة. فتداخل تركيا هو توجيه أمريكي بامتياز أن يتم دعم السراج في مواجهة حفتر، فمصر قد أمنت حدودها وهذا يكفي لكن أن تتوغل اكثر من ذلك لتخضع ليبيا كلها، لمن تدعمهم أمر مرفوض فهذا معناه خضوع القرار الليبي كاملا للإرادة المصرية التي باتت تتوافق مصالحها مع آخرين، فلا يجوز ترك هذا الأمر رهان بالدولة المصرية فلابد من خلق حاله وخط تماس يقف عنده كل طرف.
كما ذكرنا تداخل تركيا هو لصالح أمريكا، ويحقق أهداف كثر ومصالح لكلا منهما : أولها: التخلص من مقاتلين داعش، وتوفير ملاذ لهم بعد أن أغلقت سيناء في وجوههم وفشلت عمليه نقلهم لسيناء. ثانيا: كسر شوكة النفوذ الأوروبي، وإخراج أوراق التفاوض من أيديهم لتناسل لأيادي العم السام من خلال تركيا بحاكمها اردوغان ذليل البيت الأبيض. ثالثًا: استنزاف قوى الجميع ورساله أنكم أن أردتم، فلا تتلاعبون دون وجود وتواجد لمصالح أمريكا، فهي حاضرة وبقوة ويجب ألا تتنافسوا ذلك.
فماذا بعد سيستمر هذا الصراع لأشهر، قد تحدث به بعض المناوشات العسكرية هنا وهناك سيتقدم حفتر قليلا ولن يخرج خارج طرابلس بالنهاية هل ينتهي إلى حل الأمر بالمفاوضات ومن الراعي لها هل أمريكا وكيف السبيل لذلك فلندع الأمور عند هذا الحد ولكل حدث حديث.
التعليقات