عقد الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، المصري ،اليوم، اجتماعاً، بمقر مجلس الوزراء، للإعلان عن الإطلاق الرسمي لمهمة بعثة الآلية الافريقية لمراجعة النظراء، بحضور الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى، وبعثة المراجعة الطوعية من جانب الآلية الافريقية لمراجعة النظراء برئاسة البروفيسور إبراهيم جمبارى، رئيس لجنة الشخصيات البارزة بالآلية ووزير خارجية نيجيريا الأسبق، وأعضاء اللجنة الوطنية برئاسة السفير اشرف راشد، رئيس اللجنة الوطنية ومساعد وزير الخارجية الأسبق، ورؤساء وممثلي مراكز الأبحاث الوطنية.
وفي مستهل الاجتماع، رحب رئيس الوزراء برئيس بعثة المراجعة الطوعية والوفد المرافق له، مشيداً بالتعاون القائم مع الآلية الأفريقية لمراجعة النظراء، ومؤكداً على أن الآلية هي أداة افريقية هامة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تسعى الدول الأفريقية لتحقيقها، حيث يعد تعزيز التعاون بين الدول الأفريقية الشقيقة على مختلف الأصعدة سواء القطاع العام أو الخاص، أحد الأهداف الرئيسية، معرباً عن تطلعه أن تشهد الفترة المقبلة تحقيق نقلة في التعاون في المجالات الأربعة التي تم إعداد التقرير إستناداً إليها، وتعزيز أطر التعاون القائمة مع الآلية وبين الدول الأفريقية حتى تستفيد باقي الدول الأفريقية من التجربة المصرية في هذا الصدد.
وأوضح رئيس الوزراء أن الحكومة المصرية تعكف خلال الفترة الحالية على مواصلة تنفيذ برنامجها للإصلاح الاجتماعي والإقتصادي، فضلاً عن المشروعات القومية الجاري تنفيذها على مستوي الجمهورية وفي مقدمتها العاصمة الإدارية الجديدة والتي يتم إنشاؤها بأحدث الأنظمة التكنولوجية الذكية، مضيفاً أن الإصلاحات التي نعمل على تنفيذها سواء الهيكلية أو التشريعية تهدف إلى تحسين مستوي معيشة المواطنين، وتعزيز الحوكمة.
وأكد رئيس الوزراء أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يٌشدد دوماً على ضرورة تعزيز مبادئ الحوكمة والشفافية، في كل القطاعات الحكومية والخاصة، مضيفاً أن مصر قطعت خلال السنوات الخمس الماضية أشواطاً كبيرة في هذا المجال.
ومن جانبه، تقدم البروفيسور إبراهيم جمبارى، رئيس لجنة الشخصيات البارزة بالآلية ووزير خارجية نيجيريا الأسبق، بالشكر على ما لاقته البعثة من ترحيب وحفاوة استقبال منذ وصولهم، فضلاً عن تعاون المسئولين المصريين بهدف تحقيق الهدف من الزيارة.
ونوه رئيس بعثة المراجعة الطوعية للآلية الأفريقية لمراجعة النظراء إلى أن البعثة تقوم بزيارة مصر بهدف القيام بعملية المراجعة الطوعية "لتقرير التقييم الذاتي" -الذي أعدته مراكز الأبحاث الوطنية المصرية والذي تم اعتماده من اللجنة الوطنية- والمقدم من مصر في إطار عضويتها بالآلية، وذلك تمهيداً لأن يتم عرض تقرير المراجعة الطوعي على القمة المقبلة للآلية المقرر عقدها على هامش أعمال قمة الاتحاد الافريقي بأديس أبابا في فبراير 2020، بهدف الإستفادة من التجارب الناجحة للدول محل المراجعة، ودعم جهود تلك الدول في إجراء الإصلاحات وفقاً لبرنامج العمل الوطني.
وتقدم البروفيسور إبراهيم جمبارى نيابة عن بعثة المراجعة بالتهنئة إلي الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية على المجهود الضخم الذي تبذله الدولة المصرية لتنفيذ برنامجها للإصلاح الاقتصادي والإجتماعي، فضلاً عن مشروعاتها القومية الجاري تنفيذها على مستوي الجمهورية، مشيداً بقيام الحكومة المصرية بإعداد تقرير التقييم الذاتي وتقديمه إلي الآلية، وهو ما يُؤكد على جدية الدولة المصرية وتطلعها إلى الإرتقاء بآفاق التعاون مع الآلية ومع اشقائها الأفارقة إلي أرحب المستويات بهدف تحقيق مصالح مشتركة للشعوب الأفريقية. كما ثمن أعضاء بعثة المراجعة الطوعية للآلية الافريقية لمراجعة النظراء الدور المحوري الذي تقوم به الدولة المصرية في تحقيق أهداف الآلية الافريقية لمراجعة النظراء على الصعيد الأفريقي.
وخلال الاجتماع، نوهت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري إلى أن مصر كانت حريصة على إعداد تقرير التقييم الذاتي في إطار عضويتها بالآلية الافريقية للنظراء، وفي ضوء رئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، للاتحاد الأفريقي في المرحلة الحالية، وتأكيداً لدور مصر الريادي في أفريقيا، فإن استيفاء مصر لعملية المراجعة يمثل خطوة هامة تضاف إلي رصيدها في القارة، كما ان إعداد التقرير الوطني يٌعد إسهاماً من مصر في تبادل خبراتها في مجال الحوكمة مع الدول الأفريقية الشقيقة.
وأضافت وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري أن تقرير التقييم الذاتي تم إعداده بالتوافق مع رؤية مصر الإستراتيجية 2030، وأجندة التنمية المستدامة 2063، موضحة أنه على الرغم من التحديات القائمة إلا أن الدولة المصرية حريصة من خلال كافة الإصلاحات التي تعمل على تنفيذها في مختلف القطاعات، أن تركز على النهوض بالعنصر البشرى ورفع قدراته وتطويره بإستخدام أحدث الأساليب العلمية.
وفي ختام اللقاء، قام الدكتور مصطفي مدبولي بتسليم نسخة من تقرير التقييم الذاتي الذي أعدته مراكز الأبحاث الوطنية المصرية والذي تم اعتماده من اللجنة الوطنية- والمقدم من مصر إلي الآلية في إطار عضويتها.
وتجدر الإشارة إلي أن الآلية الافريقية لمراجعة النظراء، هي مبادرة افريقية خالصة تبناها عدد من رؤساء الدول الافريقية وفي مقدمتهم مصر، وتعنى بموضوعات الحوكمة وتدعيم مسيرة الحكم الرشيد في القارة الافريقية، وتختص بمجموعة من المجالات تشمل الديمقراطية والحوكمة السياسية، والحوكمة الاقتصادية والادارة، بالاضافة إلى حوكمة الشركات، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث تقوم الدول الاعضاء في الآلية بعملية تقييم ذاتى بشكل طوعى لادائها في المجالات الاربعة السابقة. وبدأت الآلية عملها بالفعل في 9 مارس 2003 كأداة أفريقية للرصد والتقييم الذاتي في مجال الحوكمة بمفهومها الشامل، وهي تستهدف في المقام الأول تبادل الخبرات وتعزيز افضل الممارسات، ودعم بناء قدرات الدول الافريقية للإسراع بوتيرة التنمية والتكامل في القارة، وتنفيذ سياسات إصلاحية تخضع لملكية القارة ولا يتم املاؤها من خارجها.
جدير بالذكر أن وفداً من الآلية الافريقية لمراجعة النظراء كان قد قام بزيارة مصر في أواخر عام 2016، والتقي بالرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، حيث أكد الرئيس دعم مصر لأهداف الآلية انطلاقاً من الخطوات التي تتخذها مصر لإرساء مبادئ وممارسات الحوكمة الرشيدة على المستوي الوطني، وحرصها على التعاون الوثيق مع أشقائها الأفارقة في هذا المجال.
التعليقات