"Renaissance" يعنى ايه.. نهضة! (2)

"Renaissance" يعنى ايه.. نهضة! (2)

عادل أديب

تم تشويه بل وغسل ماضينا الفني والثقافي

عبر أساليب مختلفة.. من حروب وتفرقه واختناقات اقتصادية متكررة ومفتعلة.. 

ومؤخرا.. 

عشنا الطامة الكبرى التي أجهزت على كل شيء!

في ما يسمى بالعالم  الافتراضى الجديد!!

سرق منا هذا الافتراضي..

ثباتنا الانفعالي.. سلامنا الداخلي

تركيزنا ..

استنفز كل طاقاتنا في الفضاء الواسع!

شحنا بكل الطاقات السلبية..

زرع فينا التشاحن.. العصبية والقبلية.. بل والعنصرية!

بل وحرف عظمة تاريخنا وقيمنا.. وتم التمويل.. والعمل بجد.. وبقوة

على محو.. أمال حاضرنا..!!

ومن وجهة نظري الخاصة ومما يذكره ويؤكده التاريخ- نجح كل ذلك من  خلال عدة عوامل

على رأسهم عاملين هامين..

سرقة تاريخ "فننا" الماضي.. 

وتجريف قامات وعلامات "مثقفيننا وفنانينا ومفكرينا"!

وارجو التوقف هنا للحظات طويلة..

فما فات ليس رمزا أو تشبيها.. أنما هو حقيقة ملموسة وواضحة!

هذا بالإضافة إلى الإصرار على محاولات الاغتيال المعنوي لشخصية الفنان نفسه عبر التاريخ.. ووسائل الإعلام

وتلك الوسائل المستحدثة!

أي قتل  ومحو فكرة..

المثل الأعلى والنموذج الذي يحتذى به!

نعم  وأكرر عن عمد

السرقة والتجريف للفن والثقافة

والاغتيال المتعمد لشخصية الفنان.. والمفكرين!

هو الذي سرق حاضر ومستقبل الشخصية المصرية وهويتها.

فبدون 

"فنون.. علوم.. آداب"

لن تكون هناك حضارة

وبدون حضارة.. 

لن يكون هناك تاريخ

وبدون تاريخ..

لن يكون هناك.. أدنى القيم الإنسانية!

والسؤال ياسادة 

هل حدث ذلك عبر التاريخ.. عن عمد؟ والسؤال الأهم

من كان المسئول عن ذلك؟!

ومن وجهة نظري الشخصية بدأت كل تلك الكوارث في الحدوث

منذ بدايات السبعينات

حين تم اسقاط المؤسسة العامة للسينما والتليفزيون وإغلاقها!

حين رفعت الدولة يدها عن الفنون والثقافة المصرية

ونهضتها الحقيقية!

والتي كانت بمثابة الانتحار البطىء والمؤلم

والذي ندفع ثمنه غاليا حتى الان!

النهضة يا سادة  

تلك القفزة التي نطمح ونطمع فيها 

بل ونحلم  بها ليل نهار

لتغيير الحال إلى.. حال!

فكما درسنا في فن دراما الشخصية

فإن تطور حالة الشخصية من حالة إلى حالة أخرى

هذا يعني أنها ستصل إلى الفعل

أي أنها شخصية ناجحة في بناءها الدرامي.. بكل أبعادها النفسية والفكرية والاجتماعية والاقتصادية..

والفعل هو معنى كلمة "دراما" في الأساس!

ولذا فالتطور.. يؤدي إلى الفعل! إلى الحركة..

إلى القفزة المنشودة.

والفعل ياسادة هو أساس تطور وتقدم.. الحياة..

وكما عرضنا توجيهات الرئيس الراحل جمال عبد الناصر للدكتور ثروت عكاشه الصريحة والمحددة..

والتي تثبت فكرة أن الثقافة والفنون لن تقوم لها أي قائمة

إلا "بإرادة  من الدولة"

هذا أولا

وثانيا من خلال شخصيات ذات تاريخ وحس ثقافي وفني عال بل ورفيع جدا.. شخصيات أصحاب فكر ورؤية 

مثل الدكتور ثروت عكاشة. 

وتلك النقطتان لا تصح أحدهما دون الأخرى فهما كطرفي مقص في أي نهضة ممكنة!

ربما تعمدت في مقالي هذا أن تكون كلماتي مقتضبة عن عمد

حيث أن لموضوع النهضة والدكتور ثروت عكاشة، سيتم تقديمه في العديد من المقالات القادمة - في حينها..

ولكني أيضا تعمدت أن أذكرها في موقعها هنا 

كرأس الهرم لمجموعة المقالات السابقة 

حتى نفهم العلاقة المنشودة في كل سلسلة مقالاتي

حتى أصل إلى مرادي هذا

فمما لاشك فيه.. أنه عندما نفهم أصول ومعنى 

الثقافه والفن واللغة والسينما والفن السابع

سنعرف مؤكدا كيف سنبني نهضتنا القادمة.  

التعليقات