في عيد ميلاد السيسي.. القائد الواثق يحكم ملكًا ويستكمل مسيرة البناء

ليست مجرد كلمات فقط، لكن بالكثير من المواقف أثبت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أنه يتعامل مع المواطن المصري ليس كرئيسٍ فقط، ولكن كشخص حميم ومقرب مثل أفراد أسرته، ولذلك يحبه المصريون ويدعموه في كل الأزمات والأوقات الصعبة، ولذلك ليس بالغريب أن يهنىء الشعب المصري الرئيس بعيد ميلاده على منصات مواقع التواصل الاجتماعي وبرامج التلفزيون، فهم يعتبرونه أخا وأبا قبل أن يكون زعيمًا.

الثلاثاء 19 نوفمبر هو عيد الميلاد الـ 65 للرئيس عبد الفتاح السيسي، الرئيس السادس والحالي لجمهورية مصر العربية، والقائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي تم انتخابه عام 2014 بعد رغبة جموع الشعب المصري في ترشحه، وفاز في الانتخابات الرئاسية باكتساح الأصوات .

الرئيس الإنسان

مواقف كثيرة جدا أظهرت الجانب الإنساني الشخصي للرئيس السيسي، بدأت بتكريمه الحالات الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، وأبناء وأسر الشهداء والمصابين من القوات المسلحة والشرطة، كما حقق أحلام أطفال وأمهات كثيرات تمنين مقابلته، بالإضافة إلى استقبال مجموعة كبيرة من السيدات تأكيدا على دورهن البارز في المجتمع، كما اتخذ قرارات عدة أفضت إلى تحقيق مصلحة أبناء الشعب.

السيسي دوما ما ينتقد المجاملات ويرفض مبدأ الوساطة، ففي عام 2014 خلال ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية، قال إنه لا يحب الواسطة، وذكر أن أحد أبنائه تقدم مرتين للالتحاق بوزارة الخارجية، الأولى وهو في منصب رئيس المخابرات، والثانية وهو وزير الدفاع، ولم يتدخل ولم يُقبل ابنه.

كما كشف السيسي أنه يرسل خطاب شهريا لرئاسة الوزراء، منعا للمجاملات والمحسوبية، وقال حينها: "مفيش مجاملة.. باطلع كل شهر جواب من الرئاسة للوزراء إن مافيش مجاملات ومحسوبية لحد.. وأتفاجئ إن قريب فلان واخته.. ماينفعش.. والله العظيم لم أحابي أحدا حتى أولادي في شغلهم".

وفي منتدى شباب العالم الذي أقيم العام الماضي بمدينة شرم الشيخ، تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسي، مخاطبا الدكتورة رشا راغب مدير أكاديمية التأهيل الوطني، عن نيته استقدام خبراء أجانب لتولي منصبها، في الماضي.

فمنذ توليه منصب رئاسة الجمهورية، حرص السيسى على استقبال بعض الحالات الإنسانية، وقدم النموذج الأمثل فى تقديم الدعم لهم.

وبالطبع لا ننسى زيارات الرئيس المتكررة التى لا تكل ولا تمل إلى سيناء، التي تهدف في المقام الأول إلى رفع الروح المعنوية للمقاتلين الأبطال الذي يقدمون حياتهم فداء للوطن، لتطهيره من الإرهاب، علاوة على الاطمئنان على سلامتهم وتوفير كل متطلباتهم.

رجل الإصلاح الاقتصادي

تسلم السيسي منصب الرئاسة في وقت كانت حالة الاقتصاد المصري يعاني بشدة، فكان الاقتصاد في حالة يرثى لها ويوشك على السقوط، ووصل النمو الاقتصادي إلى 2% في السنة، وارتفع التضخم لمعدلات غير مسبوقة، ووصل معدل البطالة إلى 13%، وصاحبه انخفاض في الاحتياطيات الأجنبية بأقل من 17 مليار دولار.

سرعان ما بدأ الرئيس السيسي بكل حزم وجرأة محاولات تدعيم اقتصاد البلاد، وتواصل مع الدول الأجنبية للحصول على دفعات نقدية، وحصل على حزم مساعدات من الكويت والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بقيمة 12 مليار دولار، بالإضافة إلى قرض بقيمة 12 مليار دولار لمدة ثلاث سنوات من صندوق النقد الدولي.

بدأ مسيرة الإصلاح الاقتصادي التي رفض من قبله اتخاذ خطواتها، وأعطى توجيهاته بإجراءات تقشفية صعبة كانت آثارها واضحة على الطبقات الدنيا والمتوسطة، فيما يخص خفض الدعم على المحروقات، وتعويم الجنيه المصري وفرض ضريبة القيمة المضافة، ما أدى إلى ارتفاع معدل التضخم فوق مستوى 30% وما صاحبه من ارتفاع في الأسعار، وزيادة في تكلفة الخدمات الحكومية، مثل مياه الشرب والكهرباء والمواصلات.

الرئيس السيسي كان يقر دوما خلال خطاباته التي يوجهها باستمرار للشعب المصري، بصعوبة تلك الإجراءات على المواطن البسيط، لكنه أكد في نفس الوقت أنه في حالة غياب تلك الإجراءات الإصلاحية ستكون النتائج أسوأ ولن يتحسن الاقتصاد.

بعد عامين بدأت الإجراءات الشجاعة للرئيس تؤتي ثمارها، وينمو الاقتصاد الآن بنسبة 5.4% وأكثر، وانخفض التضخم ليقترب من 11%، وبلغ معدل البطالة أدنى مستوى له منذ ثماني سنوات، وارتفع احتياطي النقد الأجنبي إلى 44 مليار دولار.

وبدأت صناعة السياحة المدمرة بالتعافي وعادت إلى الظهور بنسبة 30% حتى عام 2018 مقارنة بأرقام العام السابق، لتدر إلى الخزانة العامة مصدر مهم للعملة الصعبة، وفي نفس الوقت تساهم في خفض معدلات البطالة بما توفره من وظائف مرتبطة بها، وبدأت كذلك الشركات الأجنبية بالتوجه للاستثمار المباشر في مصر.

اهتمامه بالمواطن البسيط

أبدى السيسي منذ توليه الرئاسة اهتمامه اللافت بالفئات الاجتماعية الفقيرة والمحتاجة التي تحتاج إلى رعاية عاجلة، وأعطى توجيهاته لوزارتي التضامن الاجتماعي ووزارة التموين والتجارة الداخلية بالتعاون مع صندوق تحيا مصر ومؤسسات المجتمع المدني، عدة مشروعات للرعاية والتضامن الاجتماعي منها برنامج تكافل وكرامة، وبرنامج سكن كريم، وحياة كريمة، وأيضا زيادة دعم البطاقات التموينية.

وظهر جليا السيسي بالفئات الفقيرة منذ ولايته الثانية، بالتأكيد الدائم على ضرورة تخفيف العبء عن المواطن، خاصة بعد أن قطعت مصر شوطاً طويلاً فى برنامج الإصلاح، وتحدث عن ضرورة وصول ثمار هذا الإصلاح إلى مستحقيها، وأطلق المزيد من المبادرات فى مجالات معيشية متعددة ومتنوعة، ومارس ضغوط هائلة على الحكومة لملاحقة احتياجات المواطن وتلبيتها فى أسرع وقت.

يوما بعد يوم يثبت السيسي اهتمامه بمحدودي الدخل وسعيه الدائم لتخفيف الأعباء عن كاهل المواطن البسيط، خاصة بعد أن دفع الفقراء ضريبة الإصلاحات الاقتصادية، ونجد أن الرئيس تابع بنفسه إجراءات تنقية البطاقات التموينية بعد تضرر البعض بسبب حذف بعض المستحقين في الفترة الأخيرة.

صاحب المناصب المتعددة

تخرج السيسي من الكلية الحربية عام 1977، وخدم في سلاح المشاة، وعين قائدًا للمنطقة الشمالية العسكرية، وتولى منصب مدير المخابرات الحربية، ثم شغل بعد ذلك منصب القائد العام للقوات المسلحة، ووزير الدفاع الرابع والأربعين منذ 12 أغسطس 2012 حتى 26 مارس 2014 للترشح للرئاسة.

أدى اليمين الدستورية لولايته الرئاسية الأولى لمدة أربع سنوات أمام المحكمة الدستورية في 8 يونيو 2014، بينما أدى اليمين الدستورية لولايته الثانية أمام مجلس النواب في 2 يونيو 2018.

صانع الإنجازات

بعد توليه الرئاسة اهتم الرئيس السيسي بالإنجازات في المشروعات القومية العملاقة والمتنوعة، حيث تم خلال تلك فترة وجيزة إنجاز 11 ألف مشروع على أرض مصر، بتمويل يبلغ 2 تريليون جنيه، من أبرزها العاصمة الإدارية الجديدة، ومشروع قناة السويس الجديدة، ومشروع 100 ألف صوبة زراعية، وتربية مليون رأس ماشية، و40 ألف فدان من المزارع السمكية، ومشروع زراعة المليون فدان.

الاحتياطات المضافة من اكتشافات الغاز الطبيعي تضاعفت 10 أضعاف عن مثيلاتها خلال الفترة من 2010 إلى 2017 لتصل إلى 39.8 تريليون قدم مكعبة، وتم تنفيذ مشروعات لتنمية حقول الغاز الطبيعي باستثمارات بلغت 12.6 مليار دولار ليصل إنتاجها إلى 5 ملايين قدم مكعبة في اليوم بزيادة 130%.

وتم في عهده إنشاء 7 آلاف كيلو من الطرق بتكلفة تتجاوز 85 مليار جنيه، وإقامة حوالى 200 كوبري بتكلفة تقارب 25 مليار جنيه، وزيادة الرقعة الزراعية بإضافة 200 ألف فدان زراعي، وبحلول عام 2020 سيكون هناك مليون فدان زراعى.

واقتصاديا ارتفع الاحتياطي النقدي، وانخفض ميزان العجز التجاري فى العامين السابقين، إلى جانب انخفاض معدلات التضخم، وتراجع عجز الموازنة العامة، كما زادت مخصصات التموين للفرد فى الأسر المستفيدة، وبلغت نسبة تمثيل المرأة بالبرلمان 15% لأول مرة فى تاريخ مصر، ووصل تمثيل المرأة بالحكومة إلى 20%.

التعليقات