من رغبة في الالتحاق بالحقوق لأكثر الأرهابيين خطرًا.. محطات بحياة ابو بكر البغدادي

يعد ابو بكر البغدادي، واسمه الحقيقي، إبراهيم عواد محمد إبراهيم علي محمد البدري، المولود في مدينة سامراء شمالي بغداد عام 1971 لأسرة متوسطة، من أكثر المطلوبين في العالم، حيث رصدت الولايات المتحدة مبلغ 25 مليون دولار أميركي مقابل رأسه.

أراد الالتحاق بكلية الحقوق لكن نتائجه الدراسية لم تسمح، وأراد أيضًا الالتحاق بالسلك العسكري، لكن ضعف بصره حال دون ذلك، لتقوده الأمور في نهاية المطاف إلى الدراسات الدينية في بغداد، قبل أن يصبح إمامًا في العاصمة العراقية في عهد الرئيس السابق صدام حسين.

وخلال الغزو الأمريكي للعراق في 2003، شكل البغدادي مجموعة صغيرة من الجهاديين قبل أن يتم توقيفه واعتقاله في سجن بوكا.

وفي غياب أدلة تدينه، أفرج عنه والتحق بمجموعة من المقاتلين السنة تحت راية تنظيم القاعدة، وتولى قيادتها لسنوات. وقد استفاد من الفوضى بسبب النزاع في سوريا وتمركز مع مقاتليه فيها في 2013 قبل هجومه الكاسح في العراق.

وفي بداية الأمر، انضم البغدادي إلى تنظيم القاعدة في العراق، حيث صعد نجمه بين صفوف المتشددين، إلا أنه ساهم في انشقاق تنظيم داعش عن القاعدة، وردًا على ذلك، بدأ تنظيم داعش في قتال "جبهة النصرة".

وعزز من قبضته على شرق سوريا، حيث فرض البغدادي قوانين صارمة، وبعد أن عزز معقله في شرق سوريا، أمر البغدادي رجاله بالتوسع في غرب البلاد.

وفي الموصل، كان الظهور الأول للبغدادي في جامع النوري في يوليو 2014، بعد إعلانه "الخلافة" وتقديمه كـ"أمير المؤمنين"، بعدما سيطر تنظيم داعش على مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، وبعدها لم يعثر له على أثر.

ومنذ إعلان سقوط داعش في مارس 2019، راجت تقارير عدة خلال السنوات الماضية بشأن مصير البغدادي، فمنها ما ذكر أنه أصيب خلال المعارك، ومنها ما ذكر أنه قتل، لكن أي من هذه التقارير لم يتم التأكد من صدقيتها، لا سيما مع تشتت التنظيم إلى فلول وخلايا نائمة.

لم تصدر أي إشارة عن البغدادي، منذ تسجيل صوتي تم بثه في أغسطس 2018 بعد بدء الهجوم العراقي لاستعادة مدينة الموصل من تنظيم "الدولة الإسلامية"، وقد دعا فيه أنصاره إلى "عدم التخلي عن جهاد عدوهم" على الرغم من الهزائم الكثيرة التي مني بها الجهاديون.

وقبل ذلك صدر تسجيل صوتي آخر للبغدادي في سبتمبر 2017، قبل أقل من شهر على طرد التنظيم المتطرف من مدينة الرقة، معقله الأبرز في سوريا سابقا، على وقع هجوم لقوات سوريا الديمقراطية.

لكن كثيرين رجحوا اختباء البغدادي، في صحراء البادية الشاسعة في سوريا، التي تمتد من الحدود الشرقية مع العراق إلى محافظة حمص وسط سوريا، كون ابنه "حذيفة" قتل في صحراء البادية السورية في يوليو 2018، من جراء غارة روسية بصواريخ موجهة، ويعتقدون أن الابن كان رفقة أبيه.

ويعتقد أن البغدادي، كان يتنقل رفقة 3 أشخاص، هم شقيقه الأكبر جمعة، وسائقه وحارسه الشخصي عبد اللطيف الجبوري، الذي عرفه منذ الطفولة، وساعيه سعود الكردي.

إلا أن تم الإعلان عن استهدافه في عملية أميركية، أسفرت عن مقتله برفقة عدد من أفراد أسرته.

التعليقات