نجيب محفوظ، أديب وروائي مصري، من أهم أدباء القرن العشرين، وأول مصري حاز على جائزة نوبل في الأدب، فقد ألف محفوظ على مدار حياته الكثير من الأعمال الأدبية، فمنذ عام 1939وحتى 2004، قدم لنا 35 رواية طويلة، و19 مجموعة قصصية.
لم يقدم نجيب محفوظ إبداعه للقارئ فقط بل امتد ليمتع المشاهد ايضًا، فكتب وشارك في كتابة 25 فيلم للسينما المصرية، حيث بدأ رحلته في السينما مع المخرج صلاح أبو سيف، وذلك من خلال فيلم "مغامرات عنتر وعبلة" عام 1947، والذي تأخر إنتاجه حتى 1948، فسبقه في الإنتاج ثاني سيناريوهات نجيب وهو "المنتقم" عام 1947.
وظل على مدار 13 عامًا يكتب السيناريو للأفلام، ومما كتب خلال تلك الفترة، لك يوم يا ظالم، ريا وسكينة، جعلوني مجرمًا، الفتوة، أنا حرة، جميلة، انتهاء بفيلم بين السما والأرض عام 1960، والذي قرر من بعده التوقف عن كتابة السيناريو، ولكنه تراجع عن قراره، وفي نفس الوقت لم يعد لنشاطه المعهود، فكتب "شيء من العذاب"، "الاختيار"، "إمبراطورية ميم"، "بئر الحرمان".
وكان أبرز الأعمال التي قدمها نجيب محفوظ للسينما جاءت في تعاونه مع يوسف شاهين، حين قدما "الاختيار" المأخوذ عن قصة محفوظ، والذي شارك أيضًا في كتابته سينمائيًا، ويحفل الفيلم، حسب رأي عدد من النقاد السينمائيين، برؤية نفسية وفلسفية عميقة تختلف عن غيرها من الأفلام، وساهم في إبرازها جنوح شاهين آنذاك نحو الغوص داخل شخصياته والتعبير عن هواجسها ونقائصها.
وفي عام 1960 كانت البداية مرة أخرى مع صلاح أبو سيف، فكانت بداية تحويل نصوصه الأدبية لأفلام، وكان ذلك من خلال روايته "بداية ونهاية"، ومن بعدها توالى تحويل 20 نص من رواياته إلى أفلام مثل (اللص والكلاب، خان الخليلي، ميرامار، الحب تحت المطر، الكرنك).
كما تم تحويل 9 من قصصه القصيرة ايضًا إلى أفلام، ومنها الشريدة، الشيطان يعظ، أهل القمة، دنيا الله، وكانت أولها قصة "صورة" من مجموعة "خمارة القط الأسود"، والتي أصبحت فيلم "صورة ممنوعة" عام 1972، واخرها عام 1986 "الحب فوق هضبة الهرم".
يُذكر أن لنجيب محفوظ في قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، التي شارك في إعدادها عدد كبير من النقاد، ضمن فعاليات الدورة العشرين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، نصيب كبير، فالقائمة ضمت "بداية ونهاية"، "الفتوة"، "الناصر صلاح الدين"، "الكرنك"، "درب المهابيل"، "إحنا التلامذة"، "لك يوم يا ظالم"، "الاختيار"، "جميلة"، "المذنبون"، "الوحش"، "ريا وسكينة"، "إمبراطورية ميم"، "أنا حرة"، "السمان والخريف"، "بين القصرين".
كان للسينما حتمًا دورا في شعبية محفوظ، لكن ذلك على مستوى الفئات التي لا تهتم بالروايات والمطالعة والثقافة، أما على مستوى المثقفين والنقاد والدارسين فحتمًا الفضل الأول والأخير يعود لرواياته.
وفي النهاية لا يوجد مواطن مصري حتى يومنا هذا لم يمسسه نجيب محفوظ، سواء قارئ مثقف أو أمي لا يعلم للقراءة باب.
وإدراكًا لدور نجيب في السينما صدر عن أفلامه العديد من الكتب، كان أولها عام 1971 وهو "نجيب محفوظ على الشاشة" لهاشم النحاس، ومن بعده صدر 9 كتب تناقش سينما محفوظ وهي:
نجيب محفوظ والسينما (سمير فريد)، نجيب محفوظ في السينما المصرية (هاشم النحاس)، عالم نجيب محفوظ السينمائي (وليد سيف)، السينما في عالم نجيب محفوظ (مصطفى بيومي)، نجيب محفوظ في السينما المكسيكية (حسن عطية)، السينما في أدب نجيب محفوظ (عبدالتواب حماد)، بصمة محفوظ السينمائية (هاشم النحاس)، موسوعة نجيب محفوظ والسينما (مدكور ثابت)، نجيب محفوظ بين الفيلم والرواية (محمود قاسم).
التعليقات