الأمير الفاشل وزيارة الذل والمهانة إلى أمريكا

كانت رمزا للذل والمهانة، هكذا وصف محللون وإعلاميون ونشطاء زيارة أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فرغم أن العلاقة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والنظام القطري ليست على ما يرام، إلا أن نظام الحمدين يحاول إصلاح العلاقة مع الولايات المتحدة، التي تتجاهل قطر منذ أكثر من عامين لأسباب كثيرة، منها دعم قطر الإرهاب والإرهابيين في عدد من دول الشرق الأوسط، بالإضافة إلى استضافتها قيادات تنظيمات إرهابية على أراضيها.

استقبال مهين

ففي مشهد مُهين ومُثير للسخرية إستقبل الرئيس الأمريكي ترامب، الأمير القطري تميم بن حمد في زيارة مُعلن عنها من فترة طويلة- ولكن المُلفت في الزيارة هو بداية الزيارة بمشهد مُهين وهو إستقبال “تميم “بموقف السيارات  الخاص بوزارة الدفاع الأمريكية.

 

هذا الأمر لم تشهده الزيارات الدبلوماسية يوماً من قبل حيث أن الإٍسقبال يعد من أول مشاهد ومراسم الزيارات الدبلوماسية والتي تُعبر عن إحترام الدولة للضيف القادم إلي اراضيها ،  وقد كان الموقف مُهين وملفت للأنظار وأكتمل المشهد بإستقبال فاتر جداً من الرئيس الأمريكي وبدا على تميم الارتباك والحيرة واستدار في الاتجاه المعاكس للوزير الأمريكي لكنه تدارك أمر التصوير الفوتوغرافي واستدار في الناحية الصحيحة ودشن النشطاء هاشتاق #امريكا_تستقبل_تميم_بالمواقف، تداولوا خلاله صور لاستقبال تميم وبجانبه أحد المسؤولين الأمريكيين، وخلفهم موقف للسيارات.

وسخر الإعلامي السعودي منصور الخميس، من زيارة أمير قطر، قائلًا؛ "لم يستقبله الرئيس.. لم يستقبله نائب الرئيس.. لم يستقبله وزير الدفاع.. لم يستقبله وزير الخارجية".

وتابع: "يتم استقبله من نائب وزير الدفاع ورغم ذلك الضحكة شاقة الوجه.. منين أجيب احساس للي مايحس؟".

إحراج تميم

وخلال الزيارة، أحرج الرئيس الأمريكي ترامب أمير قطر تميم بن حمد، بعد كشفه بأسلوب ساخر عن توسيع القاعدة الأمريكية بأموال قطرية بلغت 8 مليارات دولار، فيما تجاهلت "الجزيرة" الترجمة في سقطة مهنية جديدة.

وقال ترامب في كلمة ألقاها خلال مأدبة عشاء أقامها وزير المالية الأمريكي ستيفن منوتشين، متحدثا عن توسيع القاعدة الأمريكية في قطر: "تم ذلك عبر استثمار 8 مليارات دولار، والحمد لله كانت أغلبها من أموالكم وليس أموالنا".

ومضى ساخرا: "وبالحقيقة، الأمر أفضل من ذلك، حيث كانت كلها من أموالكم"، اللافت في الزيارة أيضا أن قناة "الجزيرة" تجاهلت ترجمة هذه الأجزاء من تصريحات ترامب لإحراجها أمير قطر، في سقطة مهنية جديدة للقناة.

تسول رضا ترامب

وعلقت الصحف الأمريكية على الزيارة، حيث قالت محطة فوكس نيوز الأمريكية إن تميم بن حمد جاء إلى واشنطن ليتسول رضا الرئيس ترامب.

ووصف نيوت جينجريتش، رئيس مجلس النواب الأمريكي الأسبق، في تصريحات للمحطة، زيارة تميم بأنها "جاءت من منطلق ضعف".

وكانت وزارة التعليم الأمريكية استبقت زيارة أمير قطر إلى واشنطن وحرّكت تحقيقات بشأن علاقة بلاده بتمويل مشبوه لجامعتين وللوقوف على الإجراءات التي اتخذها المديرون لضمان عدم تلقي أموال مرتبطة بالإرهاب.

وبدأت تلك المشاهد بما أكدته صحيفة "ديلى بيت" الأمريكية أن قطر دفعت أموالا كثيرة لإجراء تلك الزيارة، وتم استقبال تميم فى موقف سيارات تابع لوزارة الدفاع، كما لم يستقبله ترامب بنفسه، وإنما استقبله نائب وزير الدفاع.

محاولة امتصاص غضب أمريكا

وقال خالد الزعتر، المحلل السياسى السعودى، إن زيارة تميم بن حمد إلى واشنطن في ظل التصعيد الأمريكي تجاه إيران محاولة لامتصاص الغضب الأمريكي في ظل تصاعد دعوات داخل الولايات المتحدة عن علاقة قطر بالنظام الإيرانى، وأيضا مابعد تهديد الرئيس الأمريكي للدول التى ستخرق العقوبات المفروضة على إيران بتعرضها لعقوبات قاسية.

وأضاف المحلل السياسى السعودى، أن الولايات المتحدة تنظر للعلاقة مع الدوحة فقط من خلال تواجد قواتها في " قاعدة العديد"، وبالتالي ليس هناك غرابة أن يسعى النظام القطري إلى استثمار حوالي الـ 8 مليارات دولار من أجل توسعة وتطوير قاعدة العديد لأنها فقط الطريق نحو الحفاظ على علاقة قطر بواشنطن.

وتابع خالد الزعتر، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتحدث عن توسعة قاعدة " العديد " الأمريكية في قطر، لتستضيف مزيداً من العسكريين الأمريكيين، ويخاطب أمير قطر: قائلاً الحمد لله جميعها من أموال قطر وليست من أموال أمريكا".

استقباله كزائر لا أمير

وسخر أمجد طه، الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط، من زيارات تميم بن حمد لواشنطن وتحويل شوارع الدوحة لقواعد عسكرية أمريكية قائلا:  البارحة تأكد أن استمرار أمير نظام قطر بالحكم مرتبط بقرار من وزارة الدفاع والخزانة الأمريكية، ولهذا تم استقبال تميم بن حمد فى أمريكا كزائر لا أمير، وفي مواقف السيارات لا قصر الحكم، وهناك أكد لهم أن أرضه مجرد محطة عسكرية للأمريكان وأمواله تحت أمرهم.

وأضاف طه، أنه بعدها سُمح له بالسلام على ترامب وسيلتقيه لـ6 دقائق، فبروتوكولياً اُهين أمير نظام قطر فعندما يصل أمير دولة يلزم استقباله من ترامب ولم يفعل وتم استقبال تميم بمواقف سيارات، أي أن امريكا تقول نحتاج أرضك لوزارة الدفاع، فتعشى بوزارة الخزانة، وقال سأبني قواعدكم هنا، ورد ترامب بفلوسك ولنلتقي باكرا، فتميم يستجدى اللقاء بالمال.

اعتراف الأسرة القطرية الحاكمة بانهانة تميم

كما شن الشيخ فهد بن عبد الله آل ثانى، أحد أفراد الأسرة القطرية الحاكمة، وابن عم تميم بن حمد، هجوما عنيفا على أمير قطر، مشيرا إلى أنه تلقى إهانة خلال زيارته للولايات المتحدة الأمريكية للقاء الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.

وقال أحد أفراد الأسرة القطرية الحكامة، فى تغريدة له عبر حسابه الشخصى على "تويتر"، مهاجما تميم: إذا افترضنا أنه رئيس دولة عند زيارته لكوريا في يناير الماضي تمت إهانته أيضآ، كيف يستقبله وزير المحيطات والسمك والتونة؟!! وكيف يستقبله الآن قائم بأعمال وزير في أمريكا؟!، فالإهانات مستمرة لتنظيم الحمدين الإرهابى حتى تتم إزالتهم جميعآ بإذن الله.

وتابع ابن عم تميم بن حمد: أنباء عن طلب أمريكا من قطر المشاركة في تحالف دولي ضد إيران، بالطبع تنظيم الحمدين الإرهابي مثل الحرباء سيتلون مثلما تتلون حليفته غير الشريفة - فى إشارة إلى إيران - لكن حليفتهم ستقصف الأراضي القطرية مثلما هددت سابقآ ونعلم أنها ستفعل ذلك، فعصابة الدوحة بلا شرف تتحالف من الفرس ضد السعودية.

زيارة مذلة

وأكد أحمد ناجي قمحة، المحلل السياسي، أن زيارة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني إلى أمريكا، كانت مذلة بمعنى الكلمة مشيرًا إلى أن نظام الدوحة لا يعرف أي معنى للأمن القومي العربي أو الخليجي.

وقال "المحلل السياسي"، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد سمير، ببرنامج "مصر النهاردة"، المذاع على الفضائية "الأولى"، أن أمير قطر اسُتقبل في مبنى جراح وزارة الدفاع الأمريكية، من قبل مندوبة الرئاسة الأمريكية.

وأشار إلى أن "ترامب" وجه الشكر لأمير قطر على تطوير القاعدة الأمريكية الموجودة في الدوحة، بالأموال القطرية التي قدرت بـ8 مليارات دولار.

زيارة فاشلة ومحبطة

وقال أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، إن زيارة أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد إلى الولايات المتحدة الأمريكية "جاءت بعكس المرجو منها".

جاء ذلك في تغريدة لقرقاش على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، حيث قال: "زيارة الشيخ تميم إلى واشنطن جاءت بعكس المرجو منها فالانسلاخ عن المحيط مكلف وشعار السيادة لا يحفظه هدر السيادة، حقائق لن تغطيها مبالغات إعلامية أو استثمارية أو إنفاق سخي على القواعد، سياسة الأب بلعبها على التناقضات سقطت والابن يدفع الثمن ماديا ومعنويا".

التعليقات