من الجيش المصري.. الشهيد والإرهابي

عاد الإرهابي هشام عشماوي إلى دائرة الاهتمام من جديد بعد إعلان القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، إلقاء القبض عليه،  الإثنين الماضي في عملية أمنية في مدينة درنة. «كان حريصًا على ممارسة الرياضة، وخاصةً كرة القدم»، هكذا قال عنهُ أقاربه، ضمن سطور روت حكاية أحد أخطر العناصر الإرهابية، المُرجح تورطها في حادث الواحات.. هشام عشماوي، الضابط الذى تحوّل إلى إرهابي خلال السنوات الماضية.

في عام 1978، ولد «هشام»، واسمه الكامل، هشام علي عشماوي مسعد إبراهيم، نشأ طفلًا محبًا لممارسة الرياضة، وفي عام 1996 التحق بالكلية الحربية، وكان حينها بلغ 18 عامًا من عمره، عندما كان الرئيس الأسبق، محمد حسني مبارك، يحكم البلاد. انضم في البداية لسلاح المشاة، ثم الصاعقة.

يقول أحمد صقر، المساعد السابق لرئيس جهاز تنمية سيناء، العضو المؤسس بحزب العدل، عن «عشماوي»: «كان ضابطًا نابهًا يحل فى المقدمة دائمًا، بدءًا من فرقة الصاعقة الأساسية فى الكلية الحربية حتى فرق التدريب الاحترافي في الولايات المتحدة الأمريكية، بشهادة زملائه عن نبوغه».

قليلة هي الحكايات الموثقة التى تتحدث عن حياة «هشام» قبل التحوّل، وكأنّ التحوّل جاء بين ليلة وضحاها، وهذا غير منطقي، حيث تذكُر أغلب التقارير الصحفيّة أن الالتزام الديني ظهر على «هشام» فجأة، من خلال ذكر الواقعة الأشهر في سجل الضابط السابق.

تقول الواقعة المحوريّة في سجل «هشام»، إن مشادة كلامية وقعت بينه وخطيب مسجد في معسكره التدريبي، بعد أن أخطأ الخطيب دون قصد في ترتيل القرآن، وهو الأمر الذى جعل الشبهات تُثار حوله، ووُضِعَ تحت المتابعة من قِبَل المخابرات الحربية، وجرى التحقيق معه على خلفية واقعة توبيخ قارئ القرآن.

لم يتوقف الأمر عند ذلك الحدّ، وفقًا لـ«رويترز»، فقد كان هشام يوزع كتب شيوخ السلفية على زملائه في الخدمة، ويقول «التحية والسلام لله فقط»، حسب شهادة أحد المجندين السابقين: «كان يصحيني نصلي الفجر وكان يتحدث معنا عن ضرورة أن تكون لك شخصيتك وعدم تقبل المعلومات أو الأوامر دون أن تكون مقتنعًا بها».

نقل «هشام» إثر ما حدث إلى أعمال إدارية، ولكن لم تهدأ الأمور حينها أيضًا، ففي 2006، وفقًا لشهادة أحد أقاربه، حسب «رويترز»، اعتُقل أحد أصدقاء «هشام» وتوفي داخل الحجز، ما أدى إلى تحوله لشخص آخر.

في 2007، أُحيل «هشام» إلى محكمة عسكرية، بعد التنبيه عليه بعدم تكرار كلماته التحريضية ضد الجيش، فيما صدر حكم المحكمة العسكرية، عام 2011، بفصله نهائيًا من الخدمة، ليبدأ بعدها في تكوين خلية إرهابية مع 4 من ضباط شرطة تم فصلهم أيضًا من الخدمة، لسوء سلوكهم، وضموا إليهم عددًا من العناصر التكفيرية.

عمل «هشام» بعدها في التجارة، ثم في التصدير والاستيراد، وكان يتاجر في الملابس وقطع غيار السيارات، ثم انضم بعدها، عام 2012، لجماعة «أنصار المقدس»، حسب تصريحات مسؤولين أمنيين، وقاد حينها الخلية وشارك في تدريب الأعضاء على الأعمال القتالية.

«شريف»، «أبو مهند»، «أبو عمر المهاجر»، كلها أسماء حركية التصقت بـ «هشام» فيما بعد، فلم يعد ضابط الجيش، بل إرهابي تروى حكايته عندما يبدأ الحديث عن العمليات الإرهابية في البلاد، كان اسمة غير معروف في البداية، ولكنه أصبح أحد الرموز الإرهابية فيما بعد.

لحظة القاء القبض علي الارهابي هشام عشماوي من قبل الجيش الليبي بدرنه

في 2013، اتُّهم «هشام» في محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم، وكطرف في قضية «عرب شركس»، كما اتُّهم بالتخطيط والمشاركة في تنفيذ مذبحة كمين الفرافرة في يوليو 2014، والتي قُتل فيها 22 مجندًا بالجيش.

في يونيو 2015، ظهر اسم هشام عشماوي على الساحة مرة أخرى، عقب حادث اغتيال النائب العام، هشام بركات، ثم ظهر بعدها بنفسه وأذاع مقطعًا صوتيًا، حيث عرف نفسه بأنه أمير تنظيم «المرابطون»، وقال: «هبوا في وجه عدوكم ولا تخافوه وخافوا الله إن كنتم مؤمنين».

في أغسطس 2015، شنّت قوات الأمن حملة لمداهمة مكان تواجد هشام عشماوي، بعد أن أكدت المصادر الأمنية وقتها أنه أصيب في الاشتباكات التي وقعت بين «أنصار بيت المقدس»، وقتئذ، وقوات مشتركة من الجيش والشرطة بالقرب من طريق القاهرة – السويس، ثم تم تهريبه للعلاج في ليبيا وأصبح على علاقات وثيقة ببعض الفصائل المسلحة في المنطقة الشرقية منذ 2012.

في يونيو 2017، ظهر المتحدث باسم الجيش الليبي، العقيد أحمد المسماري، متحدثًا عن هشام عشماوي، حيث قال: «إن ضابطًا مصريًا سابقًا يقود حاليًا جماعة متشددة في مدينة درنة شمال شرقي ليبيا، ضالع فى الهجوم الإرهابى بالمنيا في مصر، والذي أسفر عن مقتل 29 قبطيًا، الأسبوع الماضي».

المنسي وعشماوي.. كتيبه واحده ومصير مختلف

الشهيد احمد المنسي قائد الكتيبة ١٠٣ صاعقة بالقوات المسلحة المصريه

المفارقه هنا أن سلاح الصاعقة المصري جمع الاثنين معاً الشهيد والارهابي، وتلقيا تدريبات مماثله ومشتركه،  لكن شاءت الاقدار ان تجعل لكل منهما مصير مختلف، فتغني  المصريون بسيرة البطل احمد المنسي الذي استشهد العام الماضي في سيناء، ولقبوه بالأسطورة لما عرف عنه من بطولات رواها عنه زملائه فى كل مكان خدم فيه، فترك وراءه تراث من السيرة العطرة والبطولات التى ستظل تتناقلها الأجيال، بينما خان عشماوي القسم واستغل التدريبات التى تلقاها داخل سلاح الصاعقه المصرية، ومعرفته بأسرار زملائه وتمركزاتهم وتوزيعاتهم وانقض عليهم فى عمليه وراء اخرى. وإجتمع الأرهابي خلال خدمته فى أحدى الفتراتم ع الشهيد  فى كتيبه واحدة، وأقسما معاً على حماية الارض وبذل الدم حفاظا عليها.

التعليقات