مسيرة المرأة في الإمارات .. سجل حافل من الانجازات بدأه زايد ويرعاه خليفة

تحتفل الإمارات العربية المتحدة بعد أيام بذكرى عزيزة على قلوب بناتها وأبنائها وهو يوم المرأة الإماراتية الثاني والذي دشنته سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة في 28 أغسطس من العام 2015 إعترافا بأهمية المرأة ودورها المحوري في المجتمع وضمن مسيرة طويلة قطعتها الدولة من أجل تمكينها.

و يأتي الاحتفال هذا العام والمرأة الإماراتية شامخة بإنجازاتها شموخ الجبال وطموحها يعانق هامات السحاب والشاهد على ذلك تعيين 8 سيدات في حقائب وزارية مهمة من إجمالي 29 وزيرا خلال التشكيل الوزاري الأخير للحكومة الاتحادية وتحقيق الإنجاز التاريخي غير المسبوق على المستوى المحلي والعربي بفوز معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي بمنصب رئيسة المجلس الوطني الاتحادي عن الفصل التشريعي السادس عشر ووصول عدد عضوات المجلس إلى تسع عضوات يشكلن ما نسبته 22.5 بالمائة من إجمالي الأعضاء البالغ عددهم 40 عضوا .

وتحتفل المرأة الإماراتية بعيدها الثاني وهي تشغل مناصب رفيعة بوزارة الخارجية والتعاون الدولي .. وحسب تقرير صادر عن الوزارة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة تشغل أول امرأة حاليا منصب المندوب الدائم للدولة لدى منظمة الأمم المتحدة إضافة إلى سبع سيدات يعملن سفيرات وقناصل للدولة في مملكة إسبانيا والسويد والبرتغال وميلانو وكوسوفو وهونغ كونغ و جمهورية مونتنجرو " الجبل الأسود " من بين 157 دبلوماسية يعملن في مقر وزارة الخارجية ونحو 42 من العاملات في البعثات الدبلوماسية للدولة في الخارج إضافة إلى عملها بكفاءة عالية وجدارة في الدفاع الجوي والطيران المدني والعسكري والهيئة القضائية والنيابة العامة ومختلف أنواع ووحدات وزارة الداخلية .

وتصدرت الإمارات عن جدارة واستحقاق المرتبة الأولى عالميا في مؤشر احترام المرأة الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في عام 2014 .

كما أصبحت المرأة الإماراتية تشغل اليوم 66 بالمائة من الوظائف الحكومية العامة من بينها 30 بالمائة من الوظائف القيادية العليا المرتبطة باتخاذ القرار و15بالمائة من الوظائف الأكاديمية المتخصصة وارتفعت بصورة مطردة نسبة مساهمة المرأة في النشاط الاقتصادي وسوق العمل منذ تأسيس مجلس سيدات الأعمال في الدولة ليصل عدد المسجلات في غرف التجارة والصناعة إلى نحو 22 ألف سيدة أعمال يعملن في السوق المحلي والعالمي ويدرن إستثمارات يتجاوز حجمها 45 مليار درهم عدا أعداد النساء اللواتي يعملن في القطاع المصرفي الذي يعد من أهم القطاعات الاقتصادية في البلاد ويصل عددهن إلى نحو 37.5 بالمائة من مجموع العاملين فيه.

.. زايد يقود مسيرة تطور المرأة ..

ومع احتفال الإمارات بيوم المرأة الاماراتية الثاني يستذكر أبناء الوطن نساء وأبناء المسيرة العظيمة للمؤسس الراحل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" التي تتواصل في إرساء قواعد الحكم الرشيد وما تحقق لهذا الوطن من نماء وبناء .

ففي هذا اليوم تتجدد مشاعر الوفاء والولاء والانتماء لقائد تربع على عرش قلوب شعبه واستحق مكانة رفيعة بين قادة العالم نتيجة لمواقفه النبيلة الحاسمة التي تجسد قيم الصدق والعدل والتواضع وتقبل الآخر .. تلك المسيرة التي حققت منجزات حضارية وتنموية شملت جوانب الحياة كافة .

كما واصلت بثقة وثبات خطواتها نحو البناء والتطور وتشييد صروح النهضة منطلقة من قائد آمن بقدرات أبناء شعبه على التقدم والبناء مجسدا بذلك نموذجا تاريخيا لزعيم فذ فتحقق الإنجاز تلو الإنجاز في جميع الميادين سواء التعليمية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو التنموية من خلال النهج الإصلاحي الذي تبناه المؤسس الراحل منذ توليه مقاليد الحكم الذي أسهم في تسخير الطاقات والخبرات لاستكمال مسيرة بناء الامارات الحديثة وتوسيع المشاركة في اتخاذ القرار .

و كان عهد المؤسس الراحل الأبرز في مسيرة المرأة الإماراتية و له الدور الأساس في إنصافها ضمن مشروعه الرائد والطموح لبناء الوطن والإنسان حينما تولى مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي عام 1966 وبعد أن نجح "رحمه الله" في تأسيس اتحاد الإمارات قبل 45 عاما .

وكانت ولا تزال سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الداعم للمرأة الإماراتية والتي ساهمت في توجيهها والارتقاء بمكانتها في المجتمع والعالم .

وكجزء لا يتجزأ من الشعب الإماراتي حظيت المرأة بالحظ الأوفر من ثمار النهضة العملاقة وأخذت نصيبها من إنجازاتها فكانت عاملا مساعدا في مسيرة التطور ودعم عجلة التنمية وبلغ ما حققته العالمية فأصبحت مثالا مشرفا يحتذى في العالم العربي والإسلامي بل وعلى المستوى الدولي .

فمنذ تولي المغفور له الشيخ زايد مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي توالت المبادرات والقرارات والأوامر الخيرة التي تستهدف الرفع من شأن المرأة الإماراتية وجعلها شريكا أساسيا في برامج التنمية فعبر "رحمه الله" في كلمته في الأول من ديسمبر عام 2003 بمناسبة اليوم الوطني الثاني والثلاثين عن فخره واعتزازه بإنجازات المرأة في الإمارات .. وقال: " يحق لنا أن نذكر بكثير من الاعتزاز ما حققته المرأة في بلادنا من إنجازات كبيرة وتعزيز دورها الاجتماعي والاقتصادي في القطاعين العام والخاص .. إننا مازلنا عند عهدنا حريصين على توفير كل الدعم والتأييد للمرأة في كل ما من شأنه تعزيز دورها في المجتمع وتوسيع نطاق مشاركتها في عملية التنمية الشاملة ويسعدنا أن نلحظ هنا أن المرأة في الإمارات أظهرت تصميما فريدا في هذا الاتجاه حيث نراها الآن تقبل على مختلف أنواع التخصصات العلمية بإندفاع كبير أصبح مضرب الأمثال كما نراها تعمل بكفاءة ونشاط في القطاعين العام والخاص بينما هي ملتزمة بدورها الأساسي في المحافظة على الأسرة باعتبارها نواة المجتمع التي تستحق منا جميعا كل رعاية واهتمام ومتمسكة بدورها في تربية أطفالها وتنشئتهم التنشئة الصالحة المرتكزة إلى قيمنا الروحية والدينية وإلى تراثنا العريق// .

وفي عهده حققت المرأة الإماراتية نقلة نوعية كبيرة في مسيرة تطورها وتمكينها في جميع شؤون المجتمع مقارنة بأوضاع المرأة في المجتمعات الاقليمية والدولية الأخرى حيث تبوأت العديد من المواقع في مناحي المجتمع الإماراتي السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي .

ولم يكن للمرأة الإماراتية لتحقق تلك المكانة لولا إدراك واقتناع القيادة الحكيمة منذ عهد مؤسس الإمارات الحديثة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" ومن بعده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" بأهمية دور المرأة في المجتمع كشريك وليس تابعا للرجل في مسيرة النهضة والتنمية وترجمة هذا الاقتناع بدور المرأة إلى سياسات عملية على أرض الواقع تحقق للمرأة مكاسبها وإنجازاتها إضافة إلى ذلك حرص المرأة نفسها على تحقيق طموحاتها والتغلب على جميع الصعاب والتحديات التي تواجهها من أجل أن تنال حقوقها كاملة .

وانطلق المؤسس الراحل من قناعة ثابتة بأن المرأة نصف المجتمع وأن المجتمع لا يمكن أن يصعد ويصل إلى قمة التطور ونصفه حبيس المنزل والمعادلة الصحيحة لا تكتمل إلا بوجود طرفيها .

وسعى الشيخ زايد منذ عصر التأسيس وقيام الاتحاد إلى دعم المرأة الإماراتية وتعزيز دورها الحيوي في بناء الوطن وتحقيق المشاركة النسائية الإيجابية الفاعلة في التنمية المستدامة .

وهكذا استطاع "زايد الخير" أن يسبق عصره في رعاية المرأة إنطلاقا من قناعة فكرية بأن مجتمع دولة الاتحاد لا يمكن أن ينهض ويتطلع للإمام بعين واحدة .

وقال "رحمه الله": إنني على يقين بأن المرأة في دولتنا الناهضة تدرك أهمية المحافظة على عاداتنا الأصيلة المستمدة من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وهي أساس تقدم الأسرة والأسرة هي أساس تقدم المجتمع كله" .

ومسيرة النهضة النسائية في عهد الشيخ زايد تمثل إنجازا استثنائيا ليس في الإمارات فحسب بل في الوطن العربي لأن المرأة استطاعت في عهده أن تسمو فكرا وتنهل علما وتشارك عملا وترتقي مكانة .. لقد نهلت من العلم الذي فتح أمامها آفاق المستقبل وأنار طريقها نحو غد مشرق كما حققت ما كانت تطمح إليه من المعرفة من أجل مزيد من الوعي بالماضي التليد والحاضر ومشكلاته والمستقبل وآفاقه.. وقال معبرا عن وجهة نظره بالمرأة: "المرأة تشكل إحدى دعائم مجتمع الإمارات لأنها الابنة والأخت وهي الأم التي تربي الجيل الجديد".

وفي عهده حظيت المرأة بنصيب وافر من الرعاية والاهتمام إنطلاقا من حرصه على مد مظلة التنمية والرخاء لكل فئات المجتمع دون تمييز حتى غدت عنصرا أساسيا من عناصر المنظومة الشاملة تنعم بين الحين والآخر بافتتاح صرح إجتماعي أو منجز حضاري أو مشروع تنموي يدير دفته الشيخ زايد بنفسه وتتابعه عن قرب على أرض الواقع خطوة بخطوة رفيقة عمر ودرب الشيخ زايد "رحمه الله" ورائدة النهضة النسائية في الدولة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك حتى يصبح معلما بارزا من معالم الإمارات الحضارية .

وعاشت المرأة الإماراتية نهضة تنموية على جميع الصعد شهد لها القاصي والداني رافقتها تحولات نوعية في مسيرتها في شتى مجالات الحياة فازدهرت عطاءاتها في عهد الشيخ زايد وتواصل هذه المسيرة خطواتها الموزونة والواثقة وبمزيد من الرقي والتقدم في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" .

..زايد وتعليم المرأة ..

وحصلت المرأة الإماراتية على مكاسب وحقوق تعليمية غير مسبوقة في عهد المؤسس الراحل فنسبة تعليم النساء الإماراتيات هي الأعلى في العالم العربي بالإضافة إلى طرقها لأبواب العمل الدبلوماسي في الخارج بدخولها إلى وزارة الخارجية ونجاحها في الوصول إلى منصب وزير .

ولم تطأ قدما المرأة الإماراتية الجامعة إلا في عهد الشيخ زايد وشاركت في كل مناحي الحياة /مهندسة-طبيبة_مديرة_موظفة_ معلمة و مدرسة.. الخ/ إدراكا منه بأن هذا العصر هو عصر التقدم والتكنولوجيا وعصر التطبيقات الرقمية وأن تقدم الدول يقاس بمستوى التعليم بين أفرادها ولذلك وقف بصلابة ضد الأمية وقد بدأت خطوات تجربة الإمارات في مجال محو أمية المرأة مع بداية سبعينيات القرن العشرين وساهم الاتحاد النسائي في حملة محو الأمية منذ منتصف الحقبة نفسها وكان له دور فعال في تعليم المرأة وإقامة الندوات والمؤتمرات والخطط التوعوية الشاملة كما حدث في عام 1988 حيث أصدر "القرار الوزاري 83/7 لسنة 1989" والذي حدد فترة تسع سنوات لمحو الأمية في الدولة .

ولم تمض سنوات حتى انتظمت مراكز تحفيظ القرآن ومحو الأمية ومراكز لتعليم المرأة طرق إدارة شؤون المنزل والتدبير المنزلي فضلا عن مراكز تعليم الصناعات التقليدية وذلك حفاظا عليها من الاندثار .

وبدأت عجلة تعليم المرأة الدوران وفي مرحلة تاريخية لاحقة تم إنشاء مراكز للتنمية الاجتماعية عندما انتقلت الدولة بقيادة "زايد الخير" من مرحلة توفير الخدمات إلى بناء الدولة الحديثة .. دولة الرعاية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية بمشاركة المرأة .

وفي مجال التعليم العام والفني ارتفع عدد الطالبات من 696ر15 طالبة عام 1972/1973 إلى 956ر145 طالبة عام 2004/2005 .

.. زايد وتمكين المرأة سياسيا ..

ويعتبر برنامج التمكين السياسي للمرأة الذى تبناه المؤسس الكبير أحد أهم ملامح مسيرة المرأة الإماراتية وساند من خلاله حقوق المرأة في شغل أعلى الدرجات الوظيفية ومواقع اتخاذ القرار ومعترك العمل السياسي حين أكد تشجيعه للمرأة على المشاركة الكاملة في خدمة وطنها بما في ذلك العمل السياسي الذي يشكل جزءا من هذه المشاركة وقال ..//أنا نصير المرأة أقولها دائما للتأكيد على حقها في العمل والمشاركة الكاملة في بناء وطنها//.

وأسهمت التشريعات في عهد الشيخ زايد في تقديم كل أنواع الدعم للمرأة فقد كان انضمام الإمارات عام 2004 إلى المعاهدة الدولية لمكافحة والقضاء على أشكال التميز كافة ضد المرأة "السيداو" مؤشرا قويا إلى سعي الإمارات الدؤوب إلى تحسين وضع المرأة والارتقاء بها إلى مصاف مثيلاتها في الدول المتقدمة .

واستفادت المرأة في عهد الشيخ زايد من التطور الذي طال التشريعات واللوائح التي تحكم عملها ومشاركتها في الحياة العامة استفادة كبيرة أهلتها لأن تحتل مكانة مجتمعية متميزة فيما يختص بالعمل المهني وسبل وصولها إلى مراكز قيادية عليا .

وقد دعم الاتحاد النسائي بتوجيهات مباشرة من الشيخ زايد مسيرة المرأة الإماراتية وهي تضع قدميها على أعتاب القرن الواحد والعشرين مشاركة الرجل في جميع مجالات التنمية وأعطى "رحمه الله" دفعة قوية لتواصل المرأة الإماراتية مسيرتها لتفعيل دورها في كل مجالات الحياة إذ لا فرق بين رجل وامرأة إلا بالعمل .. وقال: " لا يوجد أي شيء يمنع التحاق المرأة الإماراتية بالمجلس الوطني الاتحادي " .

وفي عهد الشيخ زايد جاءت أول إشارة من سمو الشيخة فاطمة بأن الاتحاد النسائي العام سيضع جداول بأسماء المرشحات لحضور جلسات المجلس الوطني في المرحلة المقبلة لتأهيل الكوادر النسائية الوطنية سياسيا من خلال متابعة مناقشات المجلس .

وفيما يتعلق بالمشاركة السياسية فقد ظهرت الدعوة إلى إشراك المرأة في صنع القرار السياسي منذ أمد طويل لكن في عام 2004 تحولت هذه الدعوة إلى واقع بتعيين معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي أول وزيرة في الحكومة الاتحادية التي أعلن تشكيلها في نوفمبر عام 2004 وقد عينت آنذاك وزيرة للتخطيط وتوالت مشاركة المرأة في صنع القرار السياسي .

.. زايد وإنجازات المرأة الأمنية ..

وشاركت المرأة الإماراتية في حفظ الأمن والاستقرار في ربوع الدولة ومنذ الأيام الأولى لقيام الاتحاد انخرطت إبنة الإمارات في سلك الشرطة لتقف إلى جانب أخيها الرجل عندما يتطلب الواجب الأمني تواجد العنصر النسائي من تفتيش النساء في المطارات والمنافذ الحدودية والتحقيق مع النساء في مراكز الشرطة في مختلف القضايا والشكاوى التي تكون المرأة طرفا فيها وأداء مهام مرافقة وحراسة زوجات كبار الشخصيات الزائرة للدولة والعديد من المهام والواجبات التي تتطلب وجود العنصر النسائي .

من جهة أخرى حققت المرأة الإماراتية إنجازات سياسية وأمنية من منطلق فكر الشيخ زايد وبناء على توجيهاته حثت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام ابنة الإمارات على اقتحام مختلف مجالات العمل "القوات المسلحة ـ الطيران ـ وسائل الإعلام... الخ" وقد شاركت المرأة في الإمارات بحضور العرض العسكري ولأول مرة عام 1990 إذ أقيمت منصة للنساء بمناسبة اليوم الوطني وكانت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك في مقدمة الحاضرات بالإضافة إلى عدد من الشيخات وأمهات الضباط الذين شاركوا في حرب الخليج .

وفي عهد الشيخ زايد لم يقتصر التعيين في سلك الشرطة على الرجال فقط بل شمل أيضا المرأة باعتبارها نصف المجتمع وقد تولى معهد الشرطة هذه المهمة وقام بتدريب الفتيات منذ عام 1977 ممن يرغبن بالعمل في هذا المجال وأنشأت مدرسة الشرطة النسائية في إمارة أبوظبي في مارس عام 1978 وكان لهذا الحدث أهمية كبرى في الاعتراف بأن المرأة تتعاون مع الرجل يدا بيد وعلى كل المستويات وكان إنجازا حضاريا رائعا أسهم في بناء الإمارات الحديثة .

وحققت الشرطة النسائية قفزات نوعية منذ تأسيسها عام 1978 ونجحت في استقطاب بنات الوطن إلى العمل في المؤسسة الشرطية بعد تأهيلهن وإعدادهن للقيام بمهامهن وواجباتهن الشرطية ثم أسست مدرسة خولة بنت الأزور عام 1990 وما زالت تواصل تخريج بنات الوطن حتى يومنا هذا .

.. زايد ونهضة المرأة ..

منذ قيام اتحاد الإمارات عمل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على دعم المرأة الإماراتية بشتى الوسائل والإمكانات حيث أمر بتأسيس "جمعية نهضة المرأة الظبيانية" عام 1973 ثم "الاتحاد النسائي العام" عام 1975 والذي شكل الشعلة التي أضاءت مسيرة المرأة ومازال المنبر الذي تعتليه ليكون صوتها مسموعا لدى الجميع وأسند هذه المهمة لـ "أم الإمارات" سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك التي استلهمت فكر "زايد الخير" وقادت مسيرة عمل المرأة الإماراتية صوب دروب التميز والفخر والعزة والارتقاء .

وأصدر الشيخ زايد في نهاية شهر يوليو 2003 مرسوما اتحاديا بإنشاء المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الذي يهدف إلى الارتقاء بمستويات الرعاية والعناية بشئون الأمومة والطفولة ويتبع مباشرة لرئيس الدولة .

وجاء إنشاء هذا المجلس بمبادرة من "أم الإمارات" سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام التي انطلقت دعوتها لإنشائه في بداية العام 2002 لأهميته في إعلاء دور الأم في إعداد الأجيال القادرة على العطاء الوطني ومضاعفة جهود الاهتمام بالطفولة ورعاية حقوق الأجيال المتعاقبة من الأطفال وترسيخ القيم الأخلاقية التي تجسد مكانة الأم ودورها في المجتمع .

وأولى الشيخ زايد إهتماما خاصا للنهوض بالمرأة إنطلاقا من رؤية ثاقبة حددها منذ قيام اتحاد الإمارات بقوله: //إن المرأة نصف المجتمع وهي ربة البيت ولا ينبغي لدولة تبني نفسها أن تبقى المرأة غارقة في ظلام الجهل أسيرة لأغلال القهر// .

وبفضل مساندة ودعم المغفور له تحملت المرأة في عهده مسؤولياتها كاملة إلى جانب الرجل في مختلف مجالات العمل من خلال إسهامها النشط في التحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على قاعدة المساواة والتكافؤ في الحقوق والواجبات وفي إطار من الالتزام بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف والشريعة الإسلامية السمحاء والعادات والتقاليد المتوارثة .

وتقلدت المرأة الإماراتية في عصره الوظائف والمناصب وانخرطت في العمل الذي يؤكد كيانها ووجودها ويحفظ لها كرامتها .. وشدد زايد في أكثر من مناسبة على: //إن جميع مجالات العمل متاحة للمرأة في الإمارات مثلها مثل الرجل//.. ونوه إلى //أن المرأة قد خطت خطوات كبيرة على طريق المشاركة المتميزة في مجالات العمل الوطني .. وأن الاتحاد النسائي العام يسعى برعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك إلى تفعيل دور المرأة في المجتمع وزيادة مساهمتها في التنمية وتمثيلها أحسن تمثيل في المحافل العربية والدولية//.

لقد حظي قطاع تنمية المرأة في الإمارات باهتمام كبير وبدعم أبوي من قبل الشيخ زايد الذي قال: " الإسلام كرم المرأة وأعطاها مكانتها اللائقة وعلى المرأة أن تتخذ من أمهات المؤمنين أسوة لها في كل ما تأتيه من أعمال وتصرفات" .

وإنجازات المرأة في عهد الشيخ زايد نتاج رؤية ثاقبة وخطة مدروسة جيدا وتوجيهات سديدة من قائد ملهم يرعى شؤونها بصفة مستمرة ويؤمن بدورها في المشاركة في بناء الوطن جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل متسلحة بالثقافة والعلم والمعرفة وتعليمات الدين الاسلامي الحنيف .

وشدد على أن العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة مشاركة ووجود وطريقهما واحد ولا تستطيع المرأة أن تحيا دون الرجل ولا يستطيع الرجل أن يحيا دون المرأة.. لقد خلقهما الله معا وربط بينهما بالمودة لذلك فإن التنمية الحقيقية في أي مجتمع لا تتحقق بصورتها الإيجابية إلا إذا استهدفت الطرفين معا وقامت على المشاركة المتساوية بينهما والحمد لله تحقق في الإمارات الكثير الذي نفخر به وحصلت المرأة على حقوقها بالتساوي مع الرجل وهو ما حقق لهما القوة لأن الله سبحانه وتعالى يحب عبده القوي وقد عملنا المستحيل من أجل أبناء وبنات شعب الإمارات// .

ونوه في أكثر من حديث إعلامي إلى أنه نصير المرأة وضد ظلمها ومن الواجب أن تأخذ دورها كاملا في المجتمع و طالب خلال زيارته لجمعية المرأة الظبيانية فرع البطين يوم 27 ديسمبر عام 1989 بوضع خطة لاستيعاب قدرات المرأة في العمل وأن تتحمل مسؤولياتها وواجباتها الزوجية وأن تتسلح بالعلم والمعرفة .

لقد أكد "طيب الله ثراه" على قيمة المرأة من منطلق تكريمها من قبل الشريعة الإسلامية فهي "في رأيه" لبنة أساسية في هيكل المجتمع تعزز المسيرة الخيرة التي يرسم مستقبلها .. وشدد على الدور المهم الذي تضطلع به المرأة في بناء المجتمع ورفعته وتقدمه فدورها لا يقل عن دور الرجل .

إن الجهود التي بذلها الشيخ زايد من أجل دعم مسيرة المرأة تنطلق من إيمان عميق بأن نجاح الأمم مرتبط بتأهيل بناتها وأبنائها على حد سواء ولذلك لم يدخر الشيخ زايد جهدا ولا مالا إلا وبذله في سبيل رعايتها فهي طاقة وعلينا أن نمهد السبيل لتبرز هذه الطاقة بكل فاعليتها إلى الوجود فهي إنسان ولها كل حقوق الإنسان وما يتوجب عليه.

إن توجه الشيخ زايد نحو المرأة وتأكيده على نيل حقوقها كاملة ينطلق من وعي إيماني إسلامي كبير ذلك لأن الإسلام كفل لها حقوقها وكرمها .. لهذا عمل على تذليل كل العقبات التي تواجه المرأة لتحتل مكانتها اللائقة.

وحرص "زايد الخير" على أن يسمو دور المرأة مع شروق شمس كل يوم في دولة عصرية سعى مؤسسها على الدوام إلى رفعة شأن المرأة الإماراتية وتطوير المؤسسات النسائية من خلال تعميق الإحساس بالأصالة والالتزام بالتقاليد العربية والإسلامية وترسيخها في ضمير الأجيال .

لقد قاد الشيخ زايد مؤسس الإمارات الحديثة نهضة علمية إجتماعية إقتصادية فيما يخص المرأة في الإمارات فهو صاحب فكرة صندوق الزواج وراعيها خلال سنوات حكمه ودعا إلى عمل المرأة واعتبارها مشاركة للرجل في كل مجالات الحياة ووقف ضد غلاء المهور ودعا إلى تعليمها وتوفير العناية الصحية لها وصون حقوقها والحرص على تأهيلها فكريا وعلميا وثقافيا وتربويا واجتماعيا .

التعليقات