الإمارات تشارك العالم الاحتفال باليوم الدولي للتنوع البيولوجي

تشارك دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم الثلاثاء، دول العالم الاحتفال باليوم الدولي للتنوع البيولوجي الذي يصادف 22 مايو من كل عام.

ويحتفي العالم بهذه المناسبة هذا العام تحت شعار "الاحتفال بــ 25 عاما من الجهود لحماية التنوع البيولوجي" وذلك بمناسبة مرور 25 عاما على اتفاقية التنوع البيولوجي التي وقعتها الإمارات في عام 1992 م وتم التصديق عليها عام 2000 م.

وبهذه المناسبة قالت هبة الشحي مدير إدارة التنوع البيولوجي بالإنابة بوزارة التغير المناخي والبيئة إن حماية التنوع البيولوجي تعتبر إحدى الركائز الأساسية في سياسة المحافظة على البيئة وتنميتها في دولة الإمارات و.. في رؤية الإمارات 2021 التي تؤكد أهمية المحافظة على البيئة الطبيعية الغنية للوطن من الأخطار الناجمة عن الأنشطة البشرية عالميا ومحليا عبر التدابير الوقائية والإجراءات التنظيمية التي تحمي الأنظمة البيئية من التوسع المدني.

و أوضحت أن جهود الدولة في المحافظة على التنوع البيولوجي تتضمن "البرنامج الوطني لاستدامة الحياة الفطرية" والذي يمثل أحد مبادرات مختبر الإبداع الحكومي التي جاءت استجابة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" والتي تهدف إلى حماية الحياة الفطرية في الدولة عبر حزمة متكاملة من السياسات و الإجراءات و الأبحاث و المبادرات المتعلقة بحماية الأنواع المحلية وتنظيم تداول الأنواع الحيوانية والنباتية وتحديد الأنواع الغازية وآليات السيطرة والحد من انتشارها ومنع استيرادها وإحكام الرقابة على قطاع تجارة الأنواع الحيوانية والنباتية بالدولة بما يتوافق مع الاتفاقيات الدولية والقوانين البيئية.

و أكدت مدير إدارة التنوع البيولوجي بالإنابة أن تجربة الإمارات في مجال المناطق المحمية و المحافظة على الموائل تجربة غنية وقد حققت جهود المحافظة على الموائل وتوفير ملاذات آمنة للأنواع البرية والبحرية المعرضة والمهددة بالانقراض في دولة الإمارات إنجازات مهمة أهلتها للاستمرار في احتلال المرتبة الأولى على الصعيد العالمي في معيار "المناطق المحمية البحرية" في مؤشر الأداء البيئي العالمي وفقا للتقرير الصادر في عام 2016 وهو إنجاز تحرص الدولة على الاستمرار في تعزيزه من خلال تنفيذ المزيد من الإجراءات والتدابير لكل أنواع المناطق المحمية.

و ذكرت أن الدولة تحرص على زيادة مساحات المحميات الطبيعية التي يبلغ عددها 43 محمية برية وبحرية في الدولة و تصل مساحتها الاجمالية إلى أكثر من 18 ألف كيلو متر مربع وتشكل نسبة 14.35 بالمائة من مساحة الدولة منوهة إلى أن ذلك يفوق المستهدف في الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي.

و أشارت إلى أنه بالإضافة إلى المحميات الطبيعية المعلنة رسميا هناك العديد من المناطق المحمية غير المعلنة رسميا يتمتع الكثير منها بسمعة إقليمية ودولية مرموقة.

و قالت هبة الشحي إن قائمة المناطق المحمية في اتفاقية الأراضي الرطبة ذات الأهمية العالمية "رامسار" تضم سبع مناطق محمية في الدولة هي محمية وادي الوريعة في الفجيرة ومحمية الوثبة في أبوظبي ومحمية رأس الخور للحياة الفطرية بدبي ومحمية القرم ومحمية صير بو نعير في الشارقة ومحمية بوالسياييف في أبوظبي ومحمية الزوراء في عجمان والتي أعلن عن إدراجها مؤخرا.

وأضافت إن أهمية الأراضي الرطبة الساحلية ومناطق أشجار القرم والسبخات المالحة ومسطحات المد والجزر التي تتميز بها البيئة البحرية والساحلية لدولة الإمارات العربية المتحدة تكمن في كونها تشكل مخازن كبيرة للكربون وحاجزا طبيعيا يحد من الآثار الضارة للعواصف وموجات البحر إضافة إلى أهميتها كبيئات فريدة في قيمتها من حيث تنوعها البيولوجي ومواردها الطبيعية المتجددة وفي مساهمتها بتنظيم كمية ونوعية المياه التي تغذي مخزون المياه الجوفية.

و أوضحت أن إكثار الأنواع المهددة بالانقراض يحظى بأهمية بالغة بدولة الإمارات وهناك مجموعة من مراكز الإكثار ذات السمعة المرموقة في الدولة و خارجها على سبيل المثال مراكز إكثار الحبارى في أبوظبي وفي المغرب وكازاخستان ويشرف عليها الصندوق العالمي للحبارى في أبوظبي والذي نجح في تخطي حاجز إكثار 50 ألف طائر وإطلاقها في مواطن انتشارها الطبيعي.

ونوهت إلى أن هناك أيضا خمسة مراكز لإكثار الصقور تتوزع ما بين القطاعين الحكومي والخاص إضافة إلى برامج إكثار المها العربي و الصقور والحبارى ومها أبو حراب والتي أطلقت بدورها الكثير من الحيوانات في بيئاتها الطبيعية داخل الدولة وخارجها.

وأكدت هبة الشحي مدير إدارة التنوع البيولوجي بالإنابة أن حماية التنوع البيولوجي تشكل في الوقت ذاته واحدة من المهام الأساسية لوزارة التغير المناخي والبيئة التي تعمل على تحقيقها من خلال مجموعة من البرامج الوطنية لتحقيق الأهداف المحددة في الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي التي أعدتها الوزارة بالاشتراك مع السلطات البيئية المختصة والجهات المعنية في الإمارات.

وقالت إن الاستراتيجية تهدف بصورة رئيسية إلى التصدي للأسباب الكامنة وراء فقدان التنوع البيولوجي عن طريق دمج قيم التنوع البيولوجي في جميع قطاعات الدولة وخفض الضغوط المباشرة على التنوع البيولوجي وتعزيز الاستخدام المستدام وتحسين حالة التنوع البيولوجي عن طريق صون النظم الإيكولوجية والأنواع والتنوع الجيني وتعزيز المنافع للجميع من التنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية بالإضافة إلى تعزيز التنفيذ من خلال التخطيط التشاركي وإدارة المعارف وبناء القدرات.

وأضافت إن الوزارة حرصت خلال إعداد هذه الاستراتيجية على مواءمة الأهداف الوطنية مع أهداف اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي وأهداف "ايتشي" الدولية وأهداف التنمية المستدامة.

التعليقات