"المزروعي" يقلل من التأثيرات المترتبة على "أوبك" جراء الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي

قلل سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والصناعة الرئيس الحالي للمؤتمر الوزاري لمنظمة الدول المصدرة للنفط " أوبك " من التأثيرات المترتبة على المنظمة جراء قرار الولايات المتحدة الأمريكية الانسحاب من الاتفاق النووي "، وقال إن المنظمة تجاوزت في الماضي العديد من الأزمات والأوضاع الجيوسياسية التي وقعت في المنطقة والعالم.. وأضاف : " لا أعتقد أن التعامل مع مثل هذه المواقف سيختلف هذه المرة".

وأكد المزروعي في حوار خاص مع وكالة أنباء الإمارات " وام" على هامش ندوة جلوبسيك  المعنية بالأمن العالمي و التي تستضيفها حاليا العاصمة السلوفاكية براتسلافا أن " أوبك " منظمة غير سياسية وهو ما يعتبر ميزة لها مشيرا إلى أن الدول الأعضاء وغير الأعضاء في المنظمة وصل عددها إلى 24 دولة وهي تغطي نطاقا عالميا واسعا من حيث تباين مواقعها الجغرافية وتنوع انتاجها.

وألمح إلى أن هناك قضايا مهمة تركز عليها أوبك حاليا مثل انخفاض معدلات الإنتاج في عدد من الدول ذات الإنتاج الكبير مثل فنزويلا موضحا أن المنظمة تعمل بشكل جيد على معالجة هذا الأمر.

وحول العقوبات المفروضة على بعض الدول الأعضاء في المنظمة قال المزروعي: " لست قلقا من العقوبات المفروضة على بعض الدول الأعضاء وكيفية تأثيرها على قدرة المنظمة على التطرق لهذه المسائل" .

و ردا على سؤال حول إعلان شركة أدنوك استراتيجيتها الجديدة لتوسعة عملياتها في التكرير و البتروكيماويات قال معالي سهيل المزروعي إن الاستراتيجية تأتي في إطار سياسة دولة الإمارات الهادفة لتعزيز قيمة أي برميل نفط يتم إنتاجه ولذلك، بدلا عن الاقتصار على تصدير النفط الخام، سنقوم أيضا بتصدير المشتقات مما يتيح التوسع في قطاع التصنيع في أبوظبي و الدولة بشكل عام.

وتوقع أن توفر إستراتيجية أدنوك الجديدة في مجال التكرير والبتروكيماويات وفق ما أعلن أكثر من 15 ألف فرصة عمل بحلول عام 2025، وأن تساهم بإضافة 1% إلى الناتج المحلي الإجمالي سنويا.

وقال إن صادرات الدولة من النفط الخام ستقل بينما ستزيد صادراتها من المشتقات و المواد التي يحتاجها العالم من خلال مشاريع مشتركة مع المؤسسات الصناعية الرائدة عالميا وعبر شراكات مع الشرق وأوروبا والمناطق الأخرى في هذه الاستثمارات التي تصل قيمتها الإجمالية إلى 45 مليار دولار.

وتطرق سهيل المزروعي إلى أهمية المياه وأوضح أنها تعتبر سلعة حيوية و ضرورية خاصة في دول مثل الإمارات، وقال إن الاهتمام ينصب حاليا على المياه بشكل أكثر عن الكهرباء والهيدروكربونات، فنحن نحتاج لأن نضمن لأجيال المستقبل موارد مستدامة ليس للمياه فقط بل و المياه النظيفة".

وكشف أن دولة الإمارات وضعت عام 2017 استراتيجية الأمن المائي للعام 2036 والتي تهدف إلى تأمين الحصول على المياه في إطار الأنظمة المحلية ومعايير منظمة الصحة العالمية ورؤية دولة الإمارات لتحقيق الرفاهية والاستدامة.

و ذكر أن دولة الإمارات تسعى إلى خفض متوسط استهلاك الفرد من المياه و التوسع في استخدام تقنيات التحلية و استخدام المياه المعالجة وخفض استخدام المياه الجوفية في الزراعة والاستعاضة عنها بحلول بديلة ومستدامة.

و قال إن المستهدفات العليا للإستراتيجية تتمثل في خفض إجمالي الطلب على الموارد المائية بنسبة 21% وزيادة مؤشر إنتاجية المياه إلى 110 دولارات للمتر المكعب وخفض مؤشر ندرة المياه إلى ثلاث درجات وزيادة نسبة إعادة استخدام المياه المعالجة إلى 95% وتوفير سعة تخزين لمدة يومي تخزين للحالات العادية في النظام المائي.

و يشارك معالي سهيل المزروعي في ندوة جلوبسيك  وهي ملتقى استراتيجي عالمي يجمع بين الأوساط السياسية والمنظمات غير الحكومية وقطاعات الأعمال لمناقشة مستجدات السياسة والتنمية الاجتماعية في مختلف مناطق العالم.

وتضم قائمة الحضور عددا من الشخصيات العالمية البارزة، إضافة لخبراء من أكبر مراكز الفكر والمؤسسات الأكاديمية وقطاعات الأعمال، حيث يعملون من خلال الندوة على إيجاد حلول لأهم القضايا العالمية.

التعليقات