دعا صندوق النقد الدولي البنوك المركزية إلى تبني نهج تدريجي وشفاف لتشديد السياسة النقدية محذرا من أن أي خطوات غير متوقعة قد تتسبب باهتزاز للاقتصاد العالمي.
وحذر الصندوق من أن المستثمرين والأسواق المالية يتوقعون نهجاً ثابتا لتشديد السياسات النقدية استنادا إلى الاعتقاد بأن التضخم سيبقى منخفضا نسبياً.
غير أن الصندوق أشار إلى بعض النقاط الهشة في المالية العالمية بعد فترة طويلة من السياسات النقدية الميسرة وانخفاض أسعار الفائدة بما في ذلك تدفق السندات العالية المخاطر ومستويات الدين التي بلغت مستوى قياسياً من الارتفاع، والأسعار المرتفعة للأصول الخطرة.
وفي حال إحداث أي تغيير مفاجئ فيمكن لذلك أن يعوق التعافي الاقتصادي، بحسب ما حذر الصندوق، وفقا لما نقلته وكالة "فرانس برس".
وجاء في تقرير "الاستقرار المالية العالمي" الذي يصدره الصندوق مرتين في العام أن "نقاط الضعف المالية التي تراكمت على مر سنوات من انخفاض معدلات الفائدة والتقلبات، يمكن أن تجعل الطريق إلى الأمام مليئة بالمطبات ويمكن أن تعرض النمو للخطر".
وقال التقرير أنه على سبيل المثال فإن التسارع المفاجئ للتضخم في الولايات المتحدة قد يدفع الاحتياطي الفدرالي إلى رفع معدلات الفائدة بأسرع من المتوقع.
وأضاف أن مثل هذه الخطوات قد تقود إلى تقلبات في الأصول المالية ما يتسبب بـ"تشديد الظروف المالية العالمية بشكل كبير، مع عواقب سلبية محتملة على الاقتصاد العالمي".
وقال أن الأسواق الناشئة ستكون أكثر عرضة اذا حدث ذلك.
ويأتي هذا التحليل لمعالجة التحديات العديدة التي تواجه صانعي السياسة مع تقدم العالم نحو نهاية فترة طويلة من انخفاض معدلات الفائدة والتحفيز المالي الذي تم تفعيله بعد الأزمة المالية 2008.
وقام الاحتياطي الفدرالي الأميركي (البنك المركزي) باتخاذ سلسلة من عمليات رفع الفائدة خلال العامين والنصف الماضية، كما أشار البنك المركزي الأوروبي إلى خططه لانهاء برنامج التحفيز قريبا.
وقال التقرير أنه رغم أن هذه الخطوات ضرورية، فعلى البنوك المركزية رفع اسعار الفائدة "بطريقة تدريجية وواضحة".
التعليقات