رغم ما حققه من نجاح إلا انه لا يزال شاباً في مقتبل العمر، وخلال فترة قصيرة لا تتعدى اثنا عشر عاماً، هي عمر شركته "الوادي للسياحة" أو "فالي أوف توريزم"، التي أضحت الأن واحدة من أهم الشركات السياحية في منطقة الشرق الأوسط، والتي أسسها هو وصديقه خلال فترة دراسته.
وارتكزت أعمال الشركة منذ البداية على الشركات والوكلاء السياحيين وليس الأفراد في منطقة الشرق الأوسط.
ولم يكتف مهند بدراسته في مجال السياحة، بل قرر أيضاً أن يستكمل دراساته العليا أيضاً في المجال نفسه من أجل صقل موهبته بالدراسة والخبرة، لأنه يؤمن بأهمية الدراسة من أجل التميز في مجال ما.
مهند قراشولي مدير عام شركة "الوادي للسياحة" في حوار خاص لمجلة "أعمال الشرق الأوسط":
حاوره في أسطنبول: محمد منير
رغم أن عمر الشركة لا يتجاوز اثنا عشرة سنة إلا أنه بات لها اسم كبير في سوق السياحة والسفر في تركيا، حتى غدت من الممرات الآمنة التي تتميز بالكفاءة العالية والمعايير الدولية، فأصبحت نقطة وصل بين السائح والعالم التركي الساحر.
وتتمتع شركة "الوادي للسياحة" ومقرها إسطنبول بعضوية كاملة في جمعية وكالات السفر التركية TURSAB، وتضم فريقاً من المهنيين يتكون من 110 أشخاص يمتلكون خبرة واسعة في مجال السفر والسياحة.
وشهدت الوادي للسياحة تطوراً ملحوظاً في فترة قصيرة؛ حيث أصبحت واحدة من أكبر وكالات السياحة الأكثر احتراماً في تركيا، والتي يعرفها الداني والقاصي بأنها أحد المكاتب الأكثر تقدماً، نجاحاً، ورسوخاً، وتعمل أوتوماتيكياً لتصل إلى المعايير والمستويات الدولية.
ولشركة الوادي للسياحة فروع في "أنطاليا"، "بودروم"، "مارماريس" و"كابادوكيا"، وهي في طور التوسع بعد أن حققت الشركة نجاحاً بعد سنوات عديدة من العمل والتعاون مع كبرى الشركات الدولية، الأمر الذي جعلها تحوز على ثقة العملاء نتيجة مصداقيتها وتوفيرها مجموعة واسعة من الخدمات.
ما هو معدل السائحين الذي تستقبله شركتكم في العام؟
نستقبل سنوياً ما يزيد على 35 ألف سائح 25 ألفاً منهم من دول منطقة الخليج وفي مقدمتها السعودية والإمارات، بالإضافة إلى السائحين من منطقة الشرق الأوسط ومنها الأردن ولبنان وسوريا ومصر والمغرب والجزائر.
تعتبر تركيا منطقة مهمة بالنسبة للسائح الخليجي، ولم تعد زيارة تركيا تقتصر على الجانب السياحي بل باتت زيارات عمل وسكن وأيضاً للتسوق حيث تزخر تركيا بعدد كبير من المولات والأسواق الشعبية التي تلبي كافة الأذواق.
وما يميز السياحة في تركيا أنها غدت على مدار العام، فقديماً كان يأتي إلينا السائح العربي على سبيل المثال ليمضي أشهر الصيف لكن الآن تطور الأمر وأصبحت السياحة على مدار العام.
ومن أجل جذب السائح نعمد إلى توفير عدد من الباقات المختلفة التي تناسب كافة المواسم، فمثلاً في موسم الشتاء يكون نشاط التزلج على الجليد فنحرص على تقديم عروض على هذه الرياضة، أما في موسم الصيف فتزدهر سياحة الشواطئ فنقدم عروضاً على هذا النوع من السياحة.
السعوديون هم الأكثر إقبالاً من ناحية العدد، ونسبة الإنفاق أيضاً، وذلك طبقاً لإحصائيات الرسمية، أما بالنسبة لدول شمال أفريقا فيأتي في مقدمتها الجزائر، وهذا يرجع لسهولة الحصول على تأشيرة السياحة، وفي الغالب يشكلون مجموعات من الأشخاص، خلاف السائح الخليجي الذي يزور تركيا بشكل عائلي.
في الحقيقة يمكننا تقسيم السياحة في تركيا إلى موسمين سياحيين، أحدهما يشهد ارتفاعاً بالنسبة لعدد السائحين ويوافق هذا الموسم الفترة من شهر مارس حتى شهر أكتوبر من كل عام، أما الموسم الثاني فيبدأ شهر نوفمبر حتى شهر فبراير، وهو موسم أقل من سابقه.
تختلف الباقة التي نقدمها من موسم إلى آخر وكذلك على حسب عدد الأشخاص ومتطلباتهم، فعلى سبيل المثال لدينا باقة تتكون من تذكرة وإقامة في فندق لمدة أسبوع وتكلفتها تصل إلى 600 دولار في إسطنبول، في حين من الممكن أن تصل الفاتورة بالنسبة للعائلات التي تتكون من 12 شخصاً، إلى 30 ألف دولار أحياناً، وتختلف الأسعار بحسب عدد الأشخاص ومكان ومدة الإقامة.
تشهد حركة الاستثمارات من قبل العرب في تركيا ازدهاراً قبل خمس سنوات، بعد أن قدمت الحكومة التركية دعماً للمستثمرين من خلال التسهيلات الخاصة بالنشاط الاستثماري، وتحديداً للمستثمرين العرب، وحالياً بدأت الإقامات تصدر لكافة الجنسيات ويستطيع أي شخص أن يتملك في تركيا والحصول على الجنسية التركية، في حال اشترى بيتاً بسعر 100 ألف دولار أو أرضاً بمليون دولار.
لو تحدثنا عن تاريخ تأسيس شركتكم، وما يُميزها عن الشركات السياحية الأخرى؟
قبل 12 سنة كنت أعمل وزميلي في مجال الإرشاد السياحي وفي الوقت نفسه كنت في مرحلة الدراسات العليا (الماجستير) في مجال السياحة، وقررنا وقتها تأسيس الشركة، وكانت في البداية صغيرة.
في البداية ركزنا اهتمامنا على المستوى المرتفع من السائحين، وكان تركيزنا منصباً على الجودة والكيف أكثر من العدد والكم، وكنا دائماً ما نهتم بمنطقة الخليج، وكذلك دول المنطقة العربية الأخرى مثل الأردن، مصر، لبنان، والجزائر، وكان هذا جزءاً من تميزنا كشركة.
وخلال السنوات العشر الماضية غدت شركتنا من أقوى الشركات في السوق، وفي العام الماضي عقدنا مجموعة من اتفاقات التعاون مع كبرى الفنادق مثل فندق الريتز كارلتون، وشركات كبرى، وكنا في المقدمة على مستوى المبيعات.
حقيقة بلغت نسبة التراجع في السنة الماضية نحو 33% بالنسبة لعدد السائحين الذين زاروا تركيا في العام الذي قبله، وشخصياً أتوقع أن ترتفع الأعداد بنسبة من 10 إلى 15%، حيث نشهد طلباً مرتفعاً، وهناك اهتمام كبير بالسياحة في تركيا التي بات لها مُحبيها من مختلف دول العالم، وهذا العام الأوضاع أكثر استقراراً على مستوى الأمن والاقتصاد، ومختلف المستويات.
بالفعل افتتحنا قبل عامين فرعاً للشركة في البوسنة والهرسك، حيث تقع في منتصف أوروبا وتتمتع بطبيعة متفردة ورائعة، ويوجد بها الطعام الحلال، وفي الوقت نفسه مفتوحة للسياحة، وبصفة خاصة السياحة العربية والخليجية، إضافة إلى أن السائحين العرب والخليجيين لا يحتاجون إلى تأشيرة دخول.
نعم لدينا خطط لفتح أفرع جديدة للشركة في منطقة الشرق الأوسط، لكننا سنركز نشاطنا في البداية في مناطق مثل البوسنة.
بالنسبة للسائح الخليجي تحديداً تعتبر مدينة "طرابزون" المفضلة لديه، وأكثر مدينة تجد إقبالاً على زيارتها، رغم قلة عدد الفنادق بهذه المدينة، وسبب الإقبال عليها وجود بحيرة تسمى "أوزونغول"، وأيضاً البعض يذهب عبرها إلى جورجيا عبر طرابزون، ولكن "أوزنوغول" هي الأهم في طرابزون، ويأتي بعدها إسطنبول، بورصة، يلوا، بودروم، وأنطاليا، وهذه المدن تٌعد الأكثر طلباً من السائحين الخليجيين.
يعتبر معظم عملائنا سواء من شركات أو وكلاء سياحيين، عملاء دائمين، حيث إن شركتنا تعمل بطريقة "Be To Be" مع الشركات والوكالات السياحية فقط ولا نعمل مع الأفراد، وهذا أحد أهم أسباب نجاحنا وتميزنا، ولدينا أيضاً ضمن عملائنا الذي يفدون إلينا عن طريق الشركات والوكالات شخصيات مهمة.
من أكثر الشركات التي نعمل معهاSNTTA في إمارة الشارقة، وشركة "نيرفانا" في أبوظبي، و"عمير للسفريات" "وكوزمو"، وغيرها من الشركات الكبرى، ونعتزم تنظيم حفل كبير في الإمارات خلال معرض سوق السفر العربي الذي يُعد أكبر حدث دولي للسفر والسياحة في منطقة الشرق الأوسط، وقد دعونا أكثر من 250 شركة كبرى في الشرق الأوسط لهذا الحفل، الذي سيقام في فندق "فايسروي ذا بالم جميرا"، ومن المقرر أن يُشارك في هذا الحفل معالي وزير السياحة التركي، والسفير التركي، وبعض الشخصيات المهمة.
التعليقات