بدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت، زيارة لدولة الهند، تستمر ثلاثة أيام، سعيا لعقد "ميثاق قوي" مع أكبر دول جنوب آسيا عدديا.
وشدد ماكرون على أن فرنسا "يجب أن تكون أفضل شريك للهند في أوروبا وبوابتها للدخول" إلى القارة.
ومن التوقع، أن يوقع الطرفان عدة عقود تجارية وعسكرية، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية.
وتوجه ماكرون برفقة زوجته بريجيت إلى القصر الرئاسي، حيث التقى رئيس الوزراء ناريندرا مودي، ثم زار نصب المهاتما غاندي، ووضع إكليلا من الأزهار، على أن يجري لاحقا سلسلة محادثات معمقة مع المسؤولين الهنود.
وأعلن ماكرون في أول تصريح أدلى به على الأراضي الهندية: "يجب أن تكون فرنسا أفضل شريك للهند في أوروبا وبوابتها للدخول" إلى القارة، وهو يعتزم الاستفادة من خروج بريطانيا، شريكة الهند التاريخية، من الاتحاد الأوروبي عملا بآلية بريكست.
من جهته، كتب مودي مساء الجمعة على تويتر، بعدما استقبل ضيفه شخصيا في المطار: "مرحبا بكم إلى الهند سيد الرئيس إيمانويل ماكرون! زيارتكم ستعزز الشراكة الاستراتيجية بين الهند وفرنسا".
وبالرغم من فارق العمر بينه ومودي البالغ 67 عاما، أعلن قصر الإليزيه عن "علاقة شخصية من الثقة"، أقيمت بين المسؤولين خلال زيارة الزعيم القومي الهندوسي إلى باريس بعيد انتخاب ماكرون في ربيع 2017.
وستوقع فرنسا والهند قرابة الظهر اتفاقا، يمنح السفن الهند منفذا لوجستيا إلى القواعد الفرنسية في المحيط الهندي، وهي منطقة يتنامى فيها نفوذ الصين ما يقلق نيودلهي.
وكان ماكرون أوضح في مقابلة أجرتها معه شبكة "إينديا توداي" هذا الأسبوع: "أود أن تكون الهند أحد شركائنا الرئيسيين في المنطقة في مجال الأمن"، مذكرا بأن فرنسا أيضا قوة في المحيط الهندي بفضل نقاط وجودها الكثيرة، ومنها مايوت وجزيرة ريونيون.
وعلى الصعيد العسكري، باعت باريس للهند 36 طائرة مطاردة من طراز "رافال" وست غواصات من طراز "سكوربين".
كما يفترض توقيع عقود أخرى ولا سيما في مجال صناعة الطائرات والبيئة والمنشآت، مثل مصانع تنقية المياه، كما أن نيودلهي قد تعلن عن تقدم في المفاوضات الشاقة حول النووي المدني لبناء مفاعل.
فهامش تطوير العلاقات كبير، إذ أن حجم المبادلات الهندية الفرنسية لا يتخطى 11 مليار دولار بالمقارنة مع 18 مليار لمبادلات فرنسا مع الصين، التي زارها ماكرون في يناير.
ويزور ماكرون مع زوجته الأحد قصر تاج محل، أشهر صروح الهند، بعدما يشارك في ترؤس قمة تهدف إلى تطوير الطاقة الشمسية في الدول الفقيرة.
التعليقات