ألمانيا تحذر إسرائيل من أنها تواجه إحباطا متزايدا في أوروبا

حذر وزير الخارجية الألماني زيجمار جابرييل إسرائيل اليوم الأربعاء، من أنها تواجه إحباطا متناميا في أوروبا وسط قلق بشأن مستقبل حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وتبنى جابرييل نهجا مختلفا بشكل ملحوظ عن الذي تبناه مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي، الذي أيد خلال زيارة لإسرائيل الأسبوع الماضي إعلان الرئيس دونالد ترامب في السادس من ديسمبر أن إدارته تعترف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، وأنها ستنقل إليها السفارة الأمريكية من تل أبيب.

وقال جابرييل في تل أبيب "فيما يتعلق بالفلسطينيين وقضية إيران يأخذ الأمريكيون صفكم بوضوح أكثر من أي وقت مضى، لكن هل هذا حقا شيء جيد؟"

وأشار الوزير الألماني إلى نجاحات سابقة للدبلوماسية الأمريكية في المنطقة متسائلا "هل يظل الأمريكيون يلعبون دورا من هذا القبيل إذا تحيزوا بهذا الوضوح". هل سيحاول الآخرون أن يحلوا محلهم؟"

وفي تهديد مستتر بشأن قطع المساعدات، قال إن بعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية "ضد حل الدولتين بشكل صريح" لكن حلا كهذا "دائما ما كان الأساس لمشاركتنا في السلام الإسرائيلي الفلسطيني ولقدر كبير من التمويل الذي نقدمه".

وأضاف في مؤتمر أمني إسرائيلي "هذه الإشارات المتضاربة في أحسن الأحوال لا تمر مرور الكرام في أوروبا، حيث يوجد إحباط متزايد بوضوح من الأفعال الإسرائيلية".

واستشهد جابرييل بالخلافات حتى داخل حزبه الديمقراطي الاشتراكي بشأن ما يراه البعض معاملة "غير منصفة" للفلسطينيين.

وقال جابرييل "من الصعب على نحو متزايد بالنسبة لأشخاص مثلي أن يشرحوا لهم لماذا يتعين أن يستمر دعمنا لإسرائيل".

وأشار إلى مخاوف بشأن العنف والكراهية وبناء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة التي يسعى الفلسطينيين لإقامة دولة مستقلة عليها.

وأضاف "ألمانيا تتطلع إلى اليوم الذي ستتمكن فيه من نقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس. لكن دعوني أضيف: في دولتين القدس عاصمتهما، لا طرق مختصرة هنا".

ويريد الفلسطينيون القدس الشرقية، التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967، عاصمة لدولتهم المستقبلية.

وتعتبر إسرائيل القدس المحتلة عاصمتها الأبدية الموحدة.

وتحدث جابرييل بعد لقاءات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وفي وقت سابق يوم الأربعاء استدرك نتنياهو على ما قاله جابرييل في مؤتمر صحفي معه من أنه تشجع من دعم الحكومة الإسرائيلية لحل الدولتين "مع حدود إسرائيلية آمنة".

وقال نتنياهو معترضا "سنسيطر على الأمن غربي نهر الأردن، هذا هو الشرط الأول"، وقاطع جابرييل مضيفا "ما إذا كان سيجري تعريفها كدولة عندما تكون لنا السيطرة العسكرية هو أمر آخر، أود ألا أناقش التسميات وإنما الجوهر".

وأشار جابرييل إلى أن النقاش ربما يتجدد في وقت آخر "بعيدا جدا عن الآن".

وجابرييل مؤيد صريح لبذل جهود أكبر لمكافحة معاداة السامية في ألمانيا، بما في ذلك استحداث منصب مفوض حكومي جديد للإشراف على مثل هذه المبادرات.

ويتعرض في الوقت نفسه لضغوط في الداخل لاتخاذ نهج متشدد بشأن استمرار البناء في المستوطنات الإسرائيلية في انتهاك للقانون الدولي.

التعليقات