تحويل الجامعة الأمريكية إلى مركز بحث علمي يتبنى الابتكار

لا شك أن إدخال الابتكار ضمن المناهج في كافة مراحل التعليم المختلفة سيسهم في تأصيل ثقافة الإبداع في الميدان التربوي، الأمر الذي يؤدي إلى تطوير معارف الطلبة ومهاراتهم على أسس علمية مبتكرة، وهو ما يعزز من دور مؤسسات التعليم باعتبارها منصات علمية وفكرية وثقافية، ولا شك أن دخول الابتكار إلى المناهج سيرتقي بمخرجات التعليم الأمر الذي يدعم مسيرة التنمية ويعزز استدامة اقتصاد المعرفة ويسهم في تعزيز تفوق الدولة وريادتها العالمية.

وأعتبر الجامعات المكان الأنسب لتعميق فكرة الابتكار لدى الطلبة، والذي يفترض أن نبدأ في غرسه لدى الطلبة من مرحلة رياض الأطفال، عبر إدخال مساق إلزامي يستقطب الطلبة الذين يمتلكون قدرات إبداعية، كما يجب أن تمنح الجامعات والمدارس الفرصة كاملة لاكتشاف هذه المواهب عبر تعيين متخصصين يكتشفون المبدعين ويسهرون على رعايتهم وتطوير مهاراتهم.

وحقيقة في الجامعة الأمريكية في الإمارات كثفنا جهودنا لتجسير الفجوة ما بين النظرية والتطبيق، حتى نتغلب على مشكلة تخريج طلبة لا يمتلكون الخبرة الميدانية، كما أننا راعينا المهارات الشخصية التي لها دور كبير في تحديد الطالب المبتكر من غيره.

ونركز في الجامعة على تخريج الطالب الذي يمتلك صفات القائد، والتي تتلخص في أن يكون مبتكراً أولاً ومبادراً ثانياً له فكر انتقادي ثالثاً، يستطيع التفكير خارج نطاق الصندوق، قادراً على حل المشاكل، ويمتلك مهارة المفاوضات واتخاذ القرارات في الأزمات.

ويعمل أساتذتنا في كافة المحاضرات على ترسيخ ثقافة الابتكار لدى الطلبة، مؤكدين لهم أنه لا مستحيل في طريق النجاح، مسترشدين بكلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" والتي قال فيها سموه: لا مكان لكلمة مستحيل في قاموس القيادة، ومهما كانت الصعوبات كبيرة، فإن الإيمان والعزيمة والإصرار كفيلة بالتغلب عليها.

 

هل وضعتم خططاً لتأهيل الأساتذة لمواكبة التحول الذكي في التعليم؟

بالطبع لدينا خطط استراتيجية لتأهيل أساتذة الجامعة لمواكبة هذه المرحلة التي تشهد تحولاً في الخدمات الذكية، حيث نقيم دورات تدريبية للأساتذة تشرح لهم كيفية تسخير الوسائل والتقنيات الحديثة في مجال التعليم.

فضلاً عن ذلك أقر مجلس الأمناء إنشاء مركز الابتكارات في الجامعة، وفيه نتعاون مع شركات عالمية كبيرة منها شركتا أبل، آي بي إم، حيث تقدم هذه الشركات دورات تدريبية تفتح آفاقاً كبيراً أمام طلبتنا وتكرس مهاراتهم الإبداعية.

 

هل هناك مبادرات نوعية للجامعة في مجال التحول إلى التعليم الذكي؟

في البداية أود أن أشير إلى أن التعلم الذكي مفهوم علمي جديد سيغير في المستقبل القريب مسار العملية التعليمية، حيث يعد في الوقت نفسه تحولاً جذرياً للمفاهيم التقليدية ونظم التعليم في الإمارات، ومشروعاً فريداً يهدف إلى تحقيق رؤية الإمارات 2021 التي تستهدف إيجاد نظام تعليمي رفيع المستوى يرتقي بالعملية التعليمية ويحقق جودة الخدمات، ويحسن مخرجاتها ويربط الطالب بمجتمع المعرفة، ويمكنه من لغة العصر وأدوات التكنولوجيا الحديثة.

والجامعة لديها مبادرات عدة في هذا المجال، حيث وفرنا تقنيات ذكية في معاملنا، بالإضافة إلى التئام طلبتنا في عملية تدريب ميداني بالتعاون مع شركات تقنية عالمية، حتى تتحقق رؤية الجامعة التي نعتبرها معملاً يفرخ قوة عاملة مثقفة متدربة تمتلك الكثير من المعرفة والمهارة المدعومة بالجانب التطبيقي، ما يمكنها من المشاركة بقوة في صناعة المستقبل.

ما خطة الجامعة في دعم وتأهيل الطلاب للاندماج في مجتمع المعرفة والابتكار؟

الجامعة لا تألوا جهداً في سبيل رفد سوق العمل بنخبة من الطلبة المؤهلين بمختلف العلوم، لذلك أخذنا في إبرام اتفاقيات مع مؤسسات متخصصة لتوفير حزم تدريبية مبتكرة بأرقى المعايير العالمية لتأهيل طلبتنا لدخول سوق العمل وتمكينهم من الإنتاج المحترف عند انخراطهم في أعمالهم. 

وتعمل الجامعة دائماً على تحقيق الأهداف التي ترسمها الحكومة الرشيدة في دولة الإمارات من خلال تطوير كوادر وطنية مؤهلة وقيادية لتكمل مسيرة التطور والنهضة الشاملة التي تنتهجها دولة الإمارات باعتبار أن دور الجامعات لا يجب أن يقتصر فقط على الخدمات الأكاديمية وإنما يجب أن يشمل الجوانب التطبيقية.

وأود أن أشير هنا إلى الدور الكبير الذي يلعبه مركز الابتكار والإبداع الخاص بالجامعة في دعم المواهب الطلابية، حيث يعمل المركز على تحويل أحلام وأفكار الطلبة إلى أرض الواقع عبر ما يوفره لهم من دعم لوجستي ومعنوي، إذ يتيح لهم المجال للتفكير في بيئة خصبة تحتفي بالمواهب وتدعم التفكير الإيجابي.

 

هلا أعطيتنا فكرة مبسطة عن الرؤية المستقبلية للجامعة الأمريكية في الإمارات؟

نسعى إلى أن تكون الجامعة الأمريكية في الإمارات واحدة من أفضل الجامعات في العالم وليس في الوطن العربي فقط من أجل أن نحقق طموحات القيادة الرشيدة التي لم تأل جهداً في سبيل الاستثمار في الإنسان، لذلك تتركز جهودنا على ترسيخ ثقافة الابتكار في كافة المناهج التي نطبقها.

ومما لا شك فيه تلعب الجامعات دوراً كبيراً في توليد المعرفة وخدمة المجتمعات، الأمر الذي يتطلب منها تطوير العملية التعليمية وتحويل المنشآت الجامعية إلى حاضنات للبحث العلمي تعتمد الابتكار والإبداع أسلوباً ومنهجاً وفق رؤية تسعى إلى الارتقاء بالعملية التعليمية ومخرجاتها، فضلاً عن تشجيع الطلاب على تحويل أفكارهم إلى ابتكارات عبر توفير الإمكانات والأدوات وحاضنات الابتكار القادرة على تنمية قدراتهم وتأهيلهم للانخراط في مجتمع المعرفة، وهو ما نسعى إليه.

التعليقات