الوزراء العرب: نقل السفارة انحياز للاحتلال وتطور خطير لن يوجد حقًا أو يُنشيء التزامًا

شدد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، على رفضه الكامل لقرار الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارتها إليها، وإدانته، واعتباره قرارًا باطلًا، وخرقًا خطيرًا للقانون الدولي، ولقرارات مجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة، والفتوى القانونية لمحكمة العدل الدولية في قضية الجدار العازل، وأن لا أثر قانونيًا لهذا القرار الذي يقوض جهود تحقيق السلام، ويعمق التوتر، ويفجر الغضب، ويهدد بدفع المنطقة إلى هاوية المزيد من العنف والفوضى، وإراقة الدماء، وعدم الاستقرار.

جاء ذلك في قرار من 16 بندًا، أصدره المجلس في ختام اجتماعه الطارئ في ساعة متأخرة من مساء السبت، على مستوى وزراء الخارجية، تحت عنوان "إعلان الولايات المتحدة الأمريكية اعترافها بالقدس عاصمة لدول الاحتلال الإسرائيلي ونقل سفارتها إليها".

وأوضح المجلس، أن هذا التحول في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه القدس، هو تطور خطير، ووضعت به الولايات المتحدة نفسها في موقع الانحياز للاحتلال، وخرق القوانين، والقرارات الدولية، وبالتالي فإنها عزلت نفسها كراع ووسيط في عملية السلام.

وأكد المجلس التمسك بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وخصوصًا 465 و476 و478 و2334، التي تؤكد أن جميع الإجراءات والقرارات الأحادية، التي تستهدف تغيير الوضع القانوني، والتاريخي القائم فيها، أو فرض واقع جديد عليها، لاغية، وباطلة، لن توجد حقًا، ولن تنشئ التزامًا، وخرقًا صريحًا للاتفاقات الموقعة، والتي نصت على عدم اتخاذ أي خطوات من شأنها الإجحاف بنتائج مفاوضات الوضع النهائي، بما فيها القدس، وعدم استباقها، والتي تؤكد أن القدس قضية من قضايا الوضع النهائي.

وأكد المجلس، أن القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية، التي لن يتحقق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة إلا بقيامها حرة مستقلة ذات سيادة، على خطوط الرابع من يونيو 1967، وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية.

وحذر المجلس، من أن العبث بالقدس، ومحاولات تغيير الوضع القانوني، والتاريخي القائم فيها، واستمرار محاولات إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال، وتغيير الهوية العربية للمدينة، والاعتداء على مقدساتها الإسلامية والمسيحية، يمثل استفزازًا لمشاعر المسلمين والمسيحيين على امتداد العالمين العربي والإسلامي.

وأوضح المجلس، أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة، وخصوصًا حقه في تقرير مصيره، وفي الدولة، وفي العودة، والحرية، هو تهديد للأمن والسلم في المنطقة والعالم.

وطالب المجلس الولايات المتحدة، بإلغاء قرارها حول القدس، والعمل مع المجتمع الدولي على إلزام إسرائيل تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وإنهاء احتلالها اللاشرعي، واللاقانوني لجميع الأراضي الفلسطينية، والعربية المحتلة، منذ الرابع من يونيو من العام 1967، عبر حل سلمي، يضمن قيام الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشرقية، سبيلًا لا بديل عنه لإنهاء الصراع.

ودعا المجلس جميع الدول، الاعتراف بالدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

كما دعا المجلس، إلى العمل على استصدار قرار من مجلس الأمن، يؤكد أن قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، يتناقض مع قرارات الشرعية الدولية، وأن لا أثر قانونيًا لهذا القرار.

وكلف المجلس لجنة مبادرة السلام العربية، بتشكيل لجنة من أعضائها، للعمل مع المجتمع الدولي، والمؤسسات الدولية، على الحد من التبعات السياسية لقرار الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ومواجهة آثاره، وتبيان خطورة هذا القرار في ضوء المكانة الوطنية والتاريخية والدينية للقدس عند المسلمين، والمسيحيين، على امتداد العالمين العربي والإسلامي.

وطالب المجلس بالعمل مع المجتمع الدولي، على إطلاق جهد فعال، ومنهجي، للضغط على إسرائيل، للالتزام بقرارات الشرعية الدولية، ووقف كل الخطوات الأحادية، التي تستهدف فرض حقائق جديدة على الأرض، خصوصًا بناء المستوطنات، ومصادرة الأراضي، ومحاولات تفريغ القدس من سكانها العرب المسلمين والمسيحيين، وعلى حل الصراع على أساس حل الدولتين.

وقرر المجلس، التنسيق على أساس هذا القرار مع منظمة المؤتمر الإسلامي، وأمانتها العامة.

وكلف مجلس الجامعة العربية الأمانة العامة للجامعة، إدارة إطلاق حملة إعلامية دولية، تشرح خطورة القرار الأمريكي، وتعري الممارسات الإسرائيلية في القدس، وأثرها في تفريغ المدينة المقدسة من سكانها العرب المسلمين والمسيحيين، وتهديد المقدسات الإسلامية والمسيحية، وتؤكد الوضع القانوني للقدس كمدينة محتلة، على أن يتم توفير المخصصات المالية اللازمة لتمويل هذا الجهد من الدول الأعضاء.

ودعا المجلس، إلى زيادة موارد صندوق القدس، والأقصي، حسب قمة عمان في دورتها العادية 28، دعمًا لصمود الشعب الفلسطيني، وعلى وجه الخصوص المقدسيين الأبطال المرابطين على أرضهم، والمتمسكين بمبادئهم.

وأكد المجلس التمسك بالسلام، على أساس حل الدولتين، وفقًا للمرجعيات الدولية المعتمدة، ومبادرة السلام العربية، خيارًا إستراتيجيًا، ودعوة المجتمع الدولي للتحرك بشكل فعال لتحقيق هذا الحل.

وقرر مجلس الجامعة العربية إبقاء اجتماعاته في حالة انعقاد، والعودة للاجتماع في موعد أقصاه شهر من الآن، لتقييم الوضع، والتوافق على خطوات مستقبلية في ضوء المستجدات، بما في ذلك عقد قمة استثنائية عربية في المملكة الأردنية الهاشمية، بصفتها رئيسًا للدورة الحالية للقمة العربية.

التعليقات