قصة صعود.. "البيتكوين" حديث العالم وتباين في مواقف البنوك المركزية

بعد ثماني سنوات من ولادة البيتكوين، باتت العملة الرقمية تحظى بشهرة عالمية وأصبحت حديث الناس، إن كانوا من مؤيديها أو من المعارضين لها. وهذا هو حال الكثير من المصارف المركزية حول العالم التي اختلفت في نظرتها للعملات الرقمية. وفقًا للعربية .

فمن بين أكثر المصارف المركزية جرأة في التعامل مع هذه العملات، البنك المركزي الهولندي الذي قام منذ عامين بابتكار عملته الرقمية الخاصة التي عرفت بـDNBcoin للتعاملات الداخلية بهدف دراسة كيفية عملها. واستنتج أن تكنولوجيا بلوكشين قد تكون مجدية في تسوية المعاملات المالية المعقدة.

أما المصارف المركزية في الدول الإسكندنافية فتدرس بدورها الخيارات المتاحة في هذا المجال من بينها إمكانية إطلاق عملة e-krona في السويد، يتم تخزينها في قاعدة بيانات مركزية أو في تطبيق أو على بطاقة - وهو مماثل لما تقوم بدراسته النرويج.

وفي نيوزيلندا أيضا يدرس البنك المركزي جدوى استبدال العملة الفعلية بعملة رقمية.

أما البنوك المركزية في إنجلترا وأستراليا وكندا فكان لهم رأي إيجابي حول العملات الرقمية، حيث اعتبرها بنك إنجلترا ثورة في القطاع المالي، فيما أكد كل من المركزي الأسترالي ونظيره الكندي أن تقنية البلوك تشين واعدة وستساعد في تحسين كفاءة النظام المالي في مختلف المجالات.

من جانبه، يرى الاحتياطي الفدرالي أن العملات الرقمية لا تزال في بداياتها وأن تحديات كبيرة لا تزال قائمة في مجال الحوكمة وإدارة المخاطر.

أما محافظ البنك المركزي الأوروبي فيرى أن العملات الرقمية لا تشكل أي تهديد لاحتكار البنوك المركزية للمال وسوقُها لا يزال غير ناضج وبالتالي لا يستدعي تدخلا من جانبه في الوقت الراهن. وهذا رأي تشاطره السعودية حيث صرح عبد الملك الشيخ، كبير مستشاري مؤسسة النقد العربي السعودي أن العملات الرقمية بحاجة لخمس سنوات على الأقل قبل تقييم تأثيرها الحقيقي على العملات.  أما محافظ البنك المركزي الياباني فأكد أن لا نية حاليا لإصدار أي عملات رقمية لكن من المهم جدا تعميق المعرفة بها.

وفي ألمانيا، رغم أن البنك المركزي يدرس كيفية تطبيق التكنولوجيا في نظام المدفوعات، إلا أن النظرة العامة للبيتكوين هي أنها أداة مضاربة وليس طريقة للدفع.

أما الحذر فهو سيد الموقف بالنسبة للمركزيين الإماراتي والفرنسي، لاسيما في غياب الرقابة الرسمية عنها.

لكن أكبر المعارضين للبتكوين قد يكون المركزي الروسي الذي يعارض مبدأ الأموال الخاصة مهما كان شكلها ماديا أو رقميا، وهو يدرس حجب مواقع تداول العملات الرقمية.

ورغم أن تداول البيتكوين في الصين والهند والمغرب غير قانوني، إلا أن المركزيين الصيني والهندي يدرسان استخدامات العملات الرقمية المدعومة من قبل الجهات الرسمية.

وليست المصارف المركزية وحدها في معارضتها للبيتكوين، حيث صرح الفائز بجائزة نوبل للعلوم الاقتصادية Joseph Stiglitz والذي شغل سابقا منصب كبير الاقتصاديين في البنك الدولي أنه يجب إصدار قانون يمنع التعامل بها، لأنها لا تخدم أي وظيفة مفيدة اجتماعيا.

التعليقات