"الرسول قتل أعمامه ولا أشعر بتأنيب ضمير".. أسرار صادمة في أول لقاء مع إرهابي حادث الواحات

قال الإرهابي الليبي عبد الرحيم محمد عبد الله المسماري الذي شارك في حادث الواحات الارهابي الذي استشهد خلاله عدد من رجال قوات الشرطة المصرية، إنه شارك في عمليات داخل ليبيا ضد الجيش الليبي الوطني، وذلك من خلال زرع عبوات ناسفة، بالإضافة إلى المواجهات المباشرة.

 وبرر المسماري قتله للغير بأن "الرسول قتل أعمامه"، مشيرا إلى أنه عندما يذهب إلى النوم لا يشعر بتأنيب ضمير "دول كفار"، على حد تعبيره.

وأضاف عبدالله المسماري الملقب (وسام) ـ خلال لقاء مع الإعلامي عماد الدين أديب عبر قناة (الحياة) الفضائية المصرية مساء الخميس وهو اللقاء الأول المتلفز مع إرهابي، أنه انضم في عام 2014 هو وبعض جيرانه إلى ما يسمى مجلس شورى مجاهدين (درنة) للقيام بعمليات ضد قوات الجيش الليبي.

وأشار إلى أنه التقى بالمدعو عماد الدين عبد الحكيم والملقب بالشيخ "حاتم " ، وهو مصري الجنسية، خلال مساعدته لمجلس شورى مجاهدي درنة، والذي دعاه للانضمام إلى الجماعة التي شكلها "حاتم" للسفر إلى مصر والقيام بعمليات ضد قوات الجيش والشرطة وإقامة الخلافة الاسلامية، لافتا إلى أنه كان من مهامه في جماعة الشيخ "حاتم" تقديم الدعم اللوجيستي.

وقال إنه ذهب إلى مصر برفقة 13 فردا من خلال سيارتين دفع رباعي بالإضافة إلى أسلحة متعددة هي (آر بي جي) وصواريخ (سام) ورشاشات متعددة، ومدفع مضاد للطائرات، موضحا أن الشيخ "حاتم" تحصل على تلك الأسلحة من خلال علاقاته الجيدة مع ما أسماها التنظيمات الجهادية داخل ليبيا. 

وأضاف الإرهابي المسماري إنه أثناء رحلة الجماعة إلى مصر  قاموا بالإشتباك مع قبيلة "التبو"، وهي مكلفة من الجيش الوطني الليبي بحماية الحدود الليبية – المصرية، وإنه تم قتل فرد من تلك القبيلة وقام الآخرون بالفرار، حيث تمكنت جماعة "حاتم" من الاستيلاء على أسلحة القبيلة. 

وتابع قائلا: "إن السفر من ليبيا إلى مصر استغرق من 15 يوما إلى شهر حتى دخول مصر" ، مشيرا إلى أنهم تمركزوا في عدة محافظات مصرية هي قنا وأسيوط وسوهاج، ثم تم الإستقرار في الواحات في شهر يناير من عام 2017.

وأضاف أن سبب استقرارهم في الواحات هو سهولة الحركة، بالإضافة إلى توفير الدعم اللوجيستي عن طريق شيخ لقبه "بوكا"، وهو مصري الجنسية قام بتجنيد أشخاص وتكوين علاقات في الحي السكني الخاص به لتقديم الدعم اللوجيستي للجماعة.

وقال المسماري " كان لدينا تليفونان (ثريا) متصلان بالأقمار الصناعية، وكان الشيخ حاتم هو المسؤول عن الاتصالات في الجماعة، كما أنه كان يحتفظ بأموال الجماعة، وكان يجري اتصالات من وقت  لآخر دون أن نعرف تفاصيل هذه الاتصالات ولا نجرؤ أن نسأله حتى لا نعرف أسرار الجماعة".

وأضاف "تم استقطاب مجموعة جديدة عددها 6 أفراد كانوا ينتمون إلى تنظيم (داعش) ، واشتركوا في الحادث الإرهابي الذي استهدف (دير الأنبا صموئيل) في المنيا، وعقب ذلك انفصلوا عن تنظيم داعش الإرهابي وانضموا إلى تنظيم الشيخ حاتم".

وروى الإرهابي تفاصيل حادث الواحات، قائلا: "إنهم كانوا متواجدين في منطقة الواحات القريبة من الجيزة والقاهرة، ولم يكن لديهم أي معلومة عن أن الشرطة تبحث عنهم وأن نقطة المراقبة التي كان يتواجد بها المدعو "حكيم" أبلغت التنظيم الإرهابي بتواجد الشرطة على قرب كيلو متر، وأبلغ الشيخ حاتم وعناصر التنظيم بذلك ، فقسم الشيخ "حاتم" عناصر التنظيم إلى مجموعتين والذي يبلغ عددهم 16 ارهابيا.

وتابع: كانت لدينا أسلحة (آر بي جي) وأسلحة خفيفة وقذائف (سام) وكلاشينكوف، ثم صعدنا فوق التبة، وعندما إقتربت سيارات الشرطة عند مسافة 150 مترا، أمر "الشيخ حاتم" بالإشتباك ووقع قتلى من الطرفين، حيث قتل إرهابي يدعى "مالك" وأصيب آخران وهم "عاصم" و"عمر"، وتم اختطاف النقيب محمد الحايس بعد إصابته، كما تمكنت جماعة "حاتم" من استعادة أحد عناصر التنظيم ويدعى "ابراهيم بعرة" ، والذي دل قوات الشرطة على موقع التنظيم أثناء القبض عليه من قبل. 

وقال الإرهابي إن الإشتباك مع قوات الشرطة كان بعد ظهر الجمعة 20 أكتوبر، واستمرت الاشتباكات ساعة ونصف، ثم هرب عناصر التنظيم من المنطقة بعد أن حل الظلام، حيث انتقلت عناصر التنظيم من مكان الاشتباكات واختبأت في أكثر من مكان للهروب من ملاحقة قوات الأمن المستمرة سواء من قصاصي الأثر، أو التمشيط الجوي الذي كانت تقوم به قوات الأمن.

وأوضح أنهم لم يستطيعوا الهروب إلى الحدود الليبية بسبب نقص الدعم الغذائي ونفاد الوقود من السيارات، حيث ظلوا يتنقلون من مكان الى آخر لمدة 11 يوما داخل الصحراء.

ولفت إلى أن هناك 5 عناصر من تنظيم الشيخ "حاتم" كانوا يريدون الانضمام لداعش وحاول الشيخ اقناعهم بالرجوع عن هذا الأمر. 

وقال الإرهابي إنه بعد 11 يوما من الاشتباكات في الواحات، تفاجأ هو وباقي العناصر الإرهابية بقدوم أربعة عربات دفع رباعي، وبدأوا في الاشتباك معهم، ثم لاحظوا بعدها قدوم طائرة حربية، ثم أمر وقتها الشيخ "حاتم" بقصفها بمضاد الطائرات،إلا أن الوقت لم يسعفهم وتعرضوا لعدد من الضربات الجوية من عدة طائرات في أوقات مختلفة.

وأضاف أن الضربة الجوية قتلت عناصر التنظيم جميعا، وأنه هو من تبقى وفر هاربا داخل الصحراء، وتابع "بعد فراري تواصلت مع عدد من العناصر في ليبيا منهم شخص اسمه الحركي (أبوعبدالله)، تواصلت معهم من خلال هاتف، إلا أنهم فشلوا في مساعدتي، وتمكنت القوات المصرية بعدها من القبض علي بعد أن قمت بإطلاق النار على قوات الأمن".

هذا، وعرضت قناة الحياة خلال اللقاء ـ فيلما أثناء تبادل إطلاق النار من قبل هذا الإرهابي الليبي وقوات الأمن المصرية حتى تمكنت القوات من إلقاء القبض عليه.

كانت قوات الجيش والشرطة نجحت في الثأر لشهداء الواحات وقتلت كافة الإرهابيين في هجوم لاحق.

وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي، قد كشف خلال "منتدى شباب العالم" الذي عقد في شرم الشيخ مؤخرا  أن قوات الأمن تمكنت من تصفية الخلية الإرهابية التي نفذت حادث الواحات في 21 أكتوبر الماضي بشكل كامل، باستثناء متهم واحد تم القبض عليه، وتبين أنه ليس مصريا.

وأضاف الرئيس السيسي، أنه سيتم الإعلان عن شخصية المتهم الأجنبي، وكشف اعترافاته بعد انتهاء جلسات المنتدى.

التعليقات