الأسوأ قادم فى السودان

الأسوأ قادم فى السودان

عبدالمحسن سلامة

للأسف الشديد تتعمق جراح السودان، وقد يكون القادم أسوأ، خاصة بعد استيلاء ميليشيات الدعم السريع على مدينة الفاشر، وهى المدينة الأخيرة التى كانت خاضعة للحكومة السودانية فى إقليم دارفور.

أقر عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، بانسحاب الجيش من مدينة الفاشر، بعد أن خضعت لحصار مكثف من ميليشيات الدعم السريع، وأودت بحياة الآلاف من السودانيين، وتعريض السكان للمجاعة بعد منع دخول المساعدات الإنسانية.

للأسف الشديد تقوم ميليشيات الدعم السريع بتنفيذ أخطر مؤامرة تهدد الشعب السودانى ووحدته ومستقبله، وترتكب فى سبيل ذلك أبشع الجرائم الإنسانية التى تفوق ما حدث فى غزة بمراحل.

ميليشيات الدعم السريع تنهب الممتلكات، وتغتصب النساء، وتقتل الرجال والشباب تحت بند الثورة والتغيير، بعد أن عادت هذه الميليشيات لسيرتها الأولى كعصابات مسلحة للنهب والقتل والتخريب والاغتصاب.

خطورة الاستيلاء على الفاشر أنها تعنى أن ميليشيات الدعم السريع باتت تسيطر بشكل شبه كامل على إقليم دارفور، وهذا هو مصدر الخطر الذى يتهدد الشعب السودانى ومستقبله، ووحدة دولته.

دخل السودان الآن نفق ليبيا (حكومة فى طرابلس، وأخرى فى بنغازى)، ونفق اليمن (حكومة فى عدن، وأخرى فى صنعاء)، والصومال (حكومة فى مقديشيو، وحكومة فى أرض الصومال).

الوضع خطير جدا، يهدد وحدة السودان ومستقبله، وتلك هى آفة بعض الدول والشعوب العربية حينما تثور، وتكون النتيجة أنها تجلب الأسوأ والأخطر، بما يؤكد فكرة وحقيقة المؤامرة، فلا يمكن أن يثور أى شعب بهدف تفتيت وحدة وطنه وإشعال حروب أهلية بين سكانه، لكنها خيوط المؤامرة التى يتم نسجها بسبب عدم وعى بعض الشعوب العربية، وانزلاقها إلى الهاوية.

قلبى وعقلى مع الشعب السودانى الشقيق فى محنته الصعبة ومستقبله الغامض.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات