اليوم ليس مثل كل يوم، إنه يوم السادس من أكتوبر العظيم، يوم النصر العظيم على العدو الإسرائيلى، هو اليوم الذى أثبت فيه الجيش المصرى أنه جيش لا ينكسر، وأن مصر كانت وستظل درع العرب والمسلمين إلى يوم الدين.
هو يوم مجيد من الأيام العظيمة الخالدة التى نجح فيها الجيش المصرى فى تغيير المعادلات العسكرية، ووضع أسسا جديدة فى المعارك والحروب، بعد أن نجح فى عبور أكبر مانع مائى طبيعى، وتدمير خط بارليف أقوى الحصون العسكرية.
كانت هزيمة 67 قاسية بكل معنى الكلمة، وأسوأ ما فيها أنها مكنت العدو الإسرائيلى من تحصين قواته بإقامة أكبر مانع صناعى فى الحروب الحديثة هو خط بارليف، فى حين هناك مانع طبيعى لا يقل أهمية وخطورة وهو قناة السويس، ليتوهم العدو الإسرائيلى أنه بات فى أمان تام، وان تحصيناته غير قابلة للاختراق، وأن أى محاولات للجيش المصرى سوف يكون محكوما عليها بالفشل الذريع.
كان العدو الصهيونى يهدد بتحويل قناة السويس إلى بحيرة من النار وتحويلها إلى مقبرة للجنود المصريين إذا حاولوا عبورها، متصورا أنه فى حالة نجاح عبور القناة لن يتمكن الجيش المصرى من اجتياز خط بارليف الحصين.
هكذا اعتقد قادة العدو الإسرائيلى، ونسوا أن الجيش المصرى به خير أجناد الأرض، وأن مصر هى التى هزمت الصليبيين عام 1187م فى موقعة حطين حينما قام صلاح الدين الأيوبى بتجهيز جيشه فى مصر وخرج منها لينهى أسطورة الصليبيين ويحرر القدس والمسجد الأقصي.
مصر أيضا هى التى هزمت التتار عام 1260م وبفارق نحو 73 عاما عن هزيمة الصليبيين، حينما خرج سيف الدين قطز من مصر بجيشه لينهى أسطورة التتار فى عين جالوت.
بعد نحو 713 عاما أعاد الجيش المصرى انتصاراته العظيمة حينما قام بتحويل المستحيل إلى واقع، وخالف كل التوقعات، والنظريات، والاستراتيجيات العسكرية، وقضى على أسطورة الجيش الذى لا يقهر كما كان يدعى الصليبيون والتتار قبل ذلك.
أعاد الجيش المصرى إلى العقل العربى ذاكرة الانتصارات العظيمة، وأكد أنه لا مستحيل مع الجيش المصرى، وأن مصر لا تنكسر أبدا، حتى إذا تعثرت بعض الوقت فإنها تقوم على الفور وتعود أقوى مما كانت عليه.
التعليقات