«إن آلاف الأيتام فى قطاع غزة يحومون بين الأنقاض والركام، ويأكلون الرمال ويشربون المياه الملوثة، وعلى هيئات الأمم المتحدة أن تفعل الصواب حتى لا ينتصر الشر فى العالم».
هذه الصرخة أطلقتها أنالينا بيربوك رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها الحالية أثناء الجلسة الافتتاحية فى الأسبوع الماضى، مؤكدة أن ما يحدث فى غزة أكبر دليل على فشل الأمم المتحدة بعد أن تركت المنظمة الدولية الأطفال، والعائلات، وموظفى الأمم المتحدة، والصحفيين يقتلون بالرصاص.
أنالينا بيربوك شغلت منصب وزيرة الخارجية الألمانية لنحو 4 سنوات خلال الفترة من ديسمبر 2021 إلى يونيو 2025، وهى الآن الرئيس الحالى للجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها الثمانين لتصبح خامس امرأة تتولى هذا المنصب فى تاريخ الأمم المتحدة.
كانت أنالينا بيربوك من الداعمين لإسرائيل وسياستها، لكن الحرب على غزة جعلتها تقوم بتغيير مواقفها منذ ديسمبر عام 2023 حينما نشرت مقالا مشتركا مع ديفيد كاميرون وزير الخارجية البريطانى حينذاك يدعوان فيه إلى وقف إطلاق النار فى غزة بشكل دائم.
منذ ذلك الحين أصبحت انالينا بيربوك من أقوى الأصوات الداعية لوقف إطلاق النار، ورفض الظلم التاريخى للشعب الفلسطينى، وتأييد حق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة ذات السيادة ضمن حدود معترف بها دوليا.
اهتزت قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة فى الجلسة الافتتاحية بالكلمات النارية التى خرجت لتندد بالعدوان الوحشى الإسرائيلى المستمر منذ أكثر من 700 يوم، مما زاد من معاناة أطفال غزة، وفقدانهم لكل الظروف المعيشية الإنسانية.
أعتقد أن حجم التغيير الهائل فى مواقف أنالينا بيربوك يؤكد تحرر ألمانيا وشعبها من عقدة، وأكاذيب إسرائيل، وسقوط الادعاءات الإسرائيلية الكاذبة التى كانت تحاصر بها العالم، خاصة ألمانيا بعد أن تفوق نيتانياهو على كل أساطير وأفعال هتلر الحقيقية والخيالية.
التعليقات