هل يبارك البابا صلب المسيح؟!

هل يبارك البابا صلب المسيح؟!

عبدالمحسن سلامة

أتفق مع ما جاء فى عمود الصديق الأستاذ محمد سلماوى بشأن رفض زيارة الرئيس الإسرائيلى إسحاق هرتسوج إلى الفاتيكان واستقبال بابا الفاتيكان له فى ظل ارتكاب الجيش الإسرائيلى لأبشع عمليات الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطينى وتشبيهه للرئيس الإسرائيلى بالزعيم النازى هتلر.

فعلاً شيء غريب أن ينسى البابا كل تعاليم المسيح ورسالته الداعية إلى الحب، والتسامح، ونشر قيم الخير، والعدالة، ورفض العنف، ويقوم باستقبال هتلر العصر فى الفاتيكان، بل وإن قادة إسرائيل وجيشها، تخطوا هتلر بكثير، فهم يقومون بعمليات إبادة جماعية للشعب الفلسطينى، ويستخدمون سلاح التجويع ضد الشعب الأعزل فى مشاهد تلطخ بالعار جبين الإنسانية، وتهدم كل المبادئ الحضارية، والأخلاقية، والدينية.

نيتانياهو هو هيردوس العصر كما أطلق عليه البابا تواضروس العظيم ذلك الملك الشرير الذى قام بقتل كل الأطفال بعد ولادة المسيح، فى محاولة لقتل المسيح، لكن إرادة الله كانت أقوى، ونجا المسيح، واكتملت الرسالة.

هو أيضا امتداد لـ «بيلاطس البنطى» الذى أمر بجلد المسيح وصلبه، فى محاولة فاشلة لوأد المسيحية وإنهاء وجودها إلى الأبد.

بغض النظر عن الفروق بين الرؤيتين الإسلامية والمسيحية لواقعة الصلب ونتائجها، فقد تطابقت الرؤيتان فى حدوث واقعة الصلب، وتوافر سبق الإصرار والترصد فى الواقعة، وإن اختلفت الرؤية الإسلامية بشأن نجاة المسيح بشخصه تكريمً وإعزازاً له، لكن واقعة الصلب قائمة وموجودة، ومؤكدة حيث قام بها بعض أشرار اليهود، فهل يبارك البابا صلب المسيح باستقباله الرئيس الإسرائيلى إسحاق هرتسوج فى الفاتيكان، أم تغلبت السياسة الأمريكية على أفعال البابا، وراح يقبل ما لم يقبله بابا الفاتيكان السابق بنديكتوس السادس عشر، الذى صلى من أجل غزة وطالب بوقف الحرب فيها وكان دائما ينحاز إلى الحق، والعدل، والإنسانية، ويرفض العنف وإهدار الدماء، وإذلال البشر، والإبادة بكل أشكالها.

صحيح أن البابا أكد أن حل الدولتين هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام وطالب بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، لكن المشكلة أن زعماء وقادة إسرائيل لايسمعون إلا ما يحلو لهم ويتخذون من هذه الزيارات وسائل دعائية للترويج لأفعالهم «الشائنة» والإرهابية.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات