الجامعات ليست «عشوائيات»!

الجامعات ليست «عشوائيات»!

عبدالمحسن سلامة

أتفق تماما مع الصديق العزيز الأستاذ فاروق جويدة فى رفض فكرة نقل بعض الجامعات خارج القاهرة، فالجامعات ليست عشوائيات يجب التخلص منها وإبعادها عن المناطق السكنية فى القاهرة أو غيرها من المحافظات.

الجامعات والمدارس أيضا جزء مهم من تخطيط أى حى سكنى فى أى مدينة جديدة أو قديمة، فلابد من وجود أماكن تعليمية داخل المدن الجديدة والقديمة على السواء، لارتباط التعليم بالبشر، وضرورة تسهيل وصول السكان إليه بسهولة ويسر دون مشقة أو صعوبات فى الانتقال والتكاليف.

هذا الكلام ينطبق على كل الجامعات المصرية والمدارس بلا استثناء، وليست القضية هنا تخص جامعة أو مدرسة بعينها.

صحيح بعض الجامعات أقامت فروعا جديدة لها مثلما فعلت جامعتا القاهرة وعين شمس، وربما غيرهما، لكن ليس معنى ذلك الاستغناء عن المقار القديمة أو إغلاقها.

المقار الجديدة أقيمت لاستيعاب التوسعات، والأعداد الزائدة من الطلاب بعد أن أصبحت المقار القديمة مكتظة بالطلاب.

سياسة التوسع فى الجامعات التى تنتهجها الدولة المصرية الآن سياسة رائعة، وأدت إلى مواكبة أعداد الجامعات سواء أكانت حكومية أو أهلية أو خاصة للزيادات الضخمة فى عدد السكان، ولولا تلك السياسة الرائعة لتحول الدخول إلى الجامعات إلى كابوس وحلم مستحيل للكثيرين.

من هنا فإن فكرة أو مقترح نقل أو إلغاء مقار الجامعات العريقة من أماكنها الحالية يتعارض مع فلسفة التوسع فى إقامة الجامعات وخطة الدولة فى هذا الإطار.

على الجانب الآخر، أتمنى أن تنتقل ثورة إنشاء الجامعات إلى المدارس، حيث لاتزال تعانى معظم المدارس وخاصة المدارس الحكومية من كثافات رهيبة وغير محتملة.

صحيح أن وزير التعليم، محمد عبد اللطيف، يقوم بجهد كبير فى هذا المجال، ونجح بأفكار جديدة ومبتكرة فى تقليل كثافات الفصول، وحل مشكلات نقص الأماكن، ونقص المدرسين، لكن لاتزال معركة التوسع فى المدارس طويلة وممتدة، ولابد من مساعدة وزارة التعليم فى خطتها فى هذا الإطار، لزيادة إنشاء المدارس، ونشرها فى كل مكان، بحيث تتماشى أيضا مع الزيادات الكبيرة فى أعداد التلاميذ، بما يؤدى إلى جودة تعليمية أعلى تكون هى البداية الصحية لأجيال جديدة من الخريجين على أعلى مستوى فى جميع المجالات والتخصصات.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات