المجزرة الجديدة

المجزرة الجديدة

عبدالمحسن سلامة

لم تكتف إسرائيل بما فعلته طوال 22 شهرا حتى الآن فى غزة قتلت خلالها نحو 60 ألف فلسطيني، وأصابت أكثر من 150 ألفا آخرين، لكنها تجهز الآن لمجزرة أكثر بشاعة ودموية على مرأى ومسمع دول العالم، وحماية «ترامبية» كاملة.

وافق المجلس الوزارى المصغر برئاسة بنيامين نيتانياهو على خطة رئيس الوزراء باحتلال كامل قطاع غزة احتلالا مباشرا رغم معارضة قيادة الجيش الإسرائيلى ذلك.

معارضة الجيش الإسرائيلى ليست نابعة من الخوف على الفلسطينيين لكنها نابعة من الخوف على الجنود الإسرائيليين، خاصة أن احتلال كامل قطاع غزة لن يحدث بين يوم وليلة، وربما يمتد الأمر إلى عامين كاملين إضافيين طبقا للتقارير الإسرائيلية فى هذا الإطار.

أعتقد أن موافقة المجلس الوزارى الإسرائيلى المصغر على خطة نيتانياهو تكشف خبايا خطة اليوم التالى للحرب على غزة التى طرحتها دوائر الدبلوماسية الدولية، ووسائل الإعلام العالمية حول اليوم التالى لانتهاء الحرب على غزة.

يريد نيتانياهو احتلال كامل لكى تتصرف فيها إسرائيل كما تشاء خاصة ما يتعلق بتهجير سكان القطاع، أو إبادتهم، تمهيدا لنشر المستوطنات فى القطاع واحتلاله للأبد.

احتلال غزة يعنى فعليا وفاة حل الدولتين طبقا للمفهوم الإسرائيلى وتأكيدا لرؤية اليمين الإرهابى المتطرف فى الحكومة الإسرائيلية بزعامة سموتريتش وبن غفير.

زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد وصف خطة نيتانياهو بـ «الكارثة»، مؤكدا أن هذه الخطة تتماشى مع أفكار سموتريتش وبن غفير، وطموحات رئيس الوزراء الإسرائيلى بالبقاء فى السلطة إلى الأبد.

لن يتوقف نيتانياهو عن خطته الدموية طالما استمرت الحماية الأمريكية الكاملة، والدعم «الترامبي» غير المسبوق، والمؤكد أن خطة احتلال غزة تمت الموافقة عليها من جانب الرئيس ترامب قبل تنفيذها، وربما يكون قد تم الاتفاق على ذلك أثناء زيارة نيتانياهو مؤخرا إلى واشنطن.

ترامب أعطى الضوء الأخضر إلى نيتانياهو ليعيث فسادا فى غزة، وربما أماكن أخري، والعالم يكتفى بالإدانات والبيانات.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات