وتيكوف والمخابرات الأمريكية!

وتيكوف والمخابرات الأمريكية!

عبدالمحسن سلامة

تابعت زيارة ستيف وتيكوف المبعوث الأمريكى إلى غزة على شاشات الفضائيات، وتابعت تصريحاته عقب الزيارة التى أشار فيها إلى أن تلك الزيارة جاءت بناء على توجيهات الرئيس دونالد ترامب، والتقى فيها السفير الأمريكى فى إسرائيل مايك هاكابى، وعددا من المسئولين الإسرائيليين لمناقشة الوضع الإنسانى فى غزة، مشيرا إلى أنه قضى أكثر من خمس ساعات داخل غزة لوضع الأساس للحقائق على الأرض، وتقييم الظروف، والاجتماع مع مؤسسة غزة الإنسانية ووكالات أخرى من أجل تزويد الرئيس ترامب بفهم واضح للوضع الإنسانى، والمساعدة فى صياغة خطة لتوصيل الغذاء والمساعدات الطبية إلى أهالى غزة.

فى الحقيقة إننى لم أجد مبررًا واضحا لتلك الزيارة لعدة أسباب أولها: أن الولايات المتحدة الأمريكية هى صاحبة أقوى جهاز مخابرات فى العالم، وهو الجهاز المختص بتوفير المعلومات للرئيس ترامب، وكل الإدارات المعينة الأمريكية الأخرى. ثانيا: كنت أتوقع أن تكون الزيارة لبلورة حل سياسى بعد ما يقرب من 22 شهرا من الإبادة وحرب التجويع، والضغط على إسرائيل لإنهاء هذه الحرب الكارثية. وتلك الاوضاع الإنسانية المأساوية لأهالى غزة والتى أقر بها الرئيس ترامب مؤخرا بحسب تصريحاته فى نهاية الأسبوع الماضى والتى تزامنت مع بدء زيارة وتيكوف للمنطقة.

المؤكد إنه لايمكن أن تؤدى زيارة وتيكوف إلى توفير بنية معلوماتية حقيقية، لأن الإدارة الاسرائيلية هى التى أشرفت، ونظمت، وتابعت الزيارة بسبب خطورة الأوضاع الأمنية فى غزة، وبالتالى لايمكن أن تصل المعلومات على حقيقتها إلى المبعوث الأمريكى لأن كل المعلومات التى وصلت إليه وعايشها، واطلع عليها هى معلومات معدة مسبقا، وتخدم الرواية الاسرائيلية فى عدم وجود مجاعة وسرقة حماس للاعانات، وغيرها من المعلومات المضللة والكاذبة.

أعتقد أن طائرة «درون» أمريكية واحدة تكفى لإستطلاع الأوضاع المأساوية فى غزة، وصور الأقمار الصناعية الأمريكية التى يتم التقاطها ليل نهار كفيلة بوضع الوقائع الصحيحة أمام الرئيس الأمريكى والتى هى فى الواقع أبشع من كل توقعاته لو أراد.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات