«جدلية» صلاة الفجر

«جدلية» صلاة الفجر

عبدالمحسن سلامة

للأسف الشديد يهوى بعض المشايخ إثارة الجدل و«البلبلة» فى قضايا مستقرة ومحسومة منذ فترة طويلة مثل ذلك الرأى الذى نشره أحد المشايخ فى إحدى الصحف اليومية يشير فيه إلى بطلان صلاة الفجر فى وقتها، وأن صلاة الفجر التى يؤديها مسلمو العالم خطأ لأنهم يؤدونها قبل ظهور ضوء النهار، مؤكدا أن صلاة الفجر التى يؤديها كل المسلمين قبل ضوء النهار هى صلاة باطلة، محذراً من الاستمرار فى ذلك.

قرأت المقال أكثر من مرة واستفزتنى كثيراً جملة جاءت فى سياق المقال يطالب فيها بضرورة إلقاء كلام الفقهاء والمشايخ فى أقرب سلة مهملات من أجل أن نتبع تخاريفه ومنهجه واختراعه، مدعياً أنه يتحمل مسئولية ذلك أمام الله.

العالم يتحدث عن مستقبل الذكاء الاصطناعى وضرورته ومستقبله، ومازال البعض منا يتحدث عن جدلية صلاة الفجر فى موعدها الحالي، فى حين تظهر داعية أخرى تتحدث عن إباحة الحشيش، وفض غشاء البكارة وإعادة ترقيعه فى كلام «مقزز» و«سخيف» يسهم فى تغييب العقل والوعي، مما أدى إلى إصدار وزير الأوقاف دكتور أسامة الأزهرى بيانا شديد اللهجة ضد صاحبة فتوى الحشيش أكد فيه أن الحشيش وجميع المخدرات محرمة شرعاً ليس لكونها تؤدى إلى تغييب العقل فقط بل لضررها البالغ على النفس البشرية.

أما ما يخص جدلية صلاة الفجر فقد أوضح لى فضيلة المفتى السابق د. شوقى علام أن كلام هذا الشيخ لا أساس له من الصحة، وما نحن عليه فى مصر والدول العربية والعالم هو الصحيح، وقد صدرت فتوى عام 2015 توضح حقيقة ذلك الأمر، وأن صلاة الفجر فى وقتها الذى نحن عليه الآن صحيحة تماماً.

أضاف د. شوقى علام أن مجمع البحوث الإسلامية عقد جلسة حول هذا الموضوع منذ 8 سنوات وانتهى فيها إلى صحة صلاة الفجر فى الوقت المحدد لها بإجماع الحاضرين، وكان من بينهم المفتون السابقون د. نصر فريد واصل، ود. على جمعة، ود. شوقى علام بالإضافة إلى الإمام الأكبر د. أحمد الطيب.

يبقى السؤال وربما يكون السؤال إجابة فى الوقت نفسه وهو :لماذا يظهر مثل هذا العبث والفتاوى الشاذة كل فترة فى وقت نحن أحوج فيه إلى إعلاء قيم العلم والعمل ونبذ الخلافات؟ والخزعبلات؟

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات