معاداة إسرائيل أم «السامية»؟

معاداة إسرائيل أم «السامية»؟

عبدالمحسن سلامة

«العالم الحر يكره إسرائيل»... تلك هى الحقيقة التى يجب أن تتوقف أمامها الحكومة الإسرائيلية إذا كانت ترغب فى العيش بسلام مستقبلاً فى المنطقة.

لايوجد شىء اسمه معاداة السامية، وإنما هناك حقيقة تكبر كل يوم وهى «كراهية إسرائيل».

حينما انطلقت المظاهرات فى الجامعات الأمريكية فى العام الماضى انطلقت من رفض المجازر الإسرائيلية فى غزة، وحينما تنطلق أعمال عنف ضد الإسرائيليين ومناصريهم فى أى مكان فى العالم فإنها تنطلق من «كراهية إسرائيل»، ورفضاً لكل أساليبها فى الإبادة والقتل الجماعى للفلسطينيين واغتصاب حقوقهم المشروعة فى إقامة دولتهم المستقلة.

أصوات عاقلة داخل المجتمع الإسرائيلى بدأت تدرك خطورة تلك الحقيقة، وهو ما عبر عنه إيهود أولمرت رئيس وزراء إسرائيل الأسبق حينما قال «لم أعد قادراً على الدفاع عن إسرائيل، وأن ما يحدث فى غزة جريمة حرب».

تصريحات أولمرت نشرتها صحيفة هآرتس الإسرائيلية تحت عنوان «كفى.. طفح الكيل.. إسرائيل ترتكب جرائم حرب» مشيراً إلى أن «العصابة الإجرامية» ـ بحسب تعبيره ـ التى يرأسها بنيامين نيتانياهو جاءت بسابقة لا مثيل لها فى تاريخ إسرائيل بعد أن تم تحويل قطاع غزة إلى منطقة كوارث إنسانية نتيجة قتل المدنيين بطريقة عشوائية ووحشية لاحدود لها.

المشكلة الحقيقية أن العصابة الإجرامية التى يرأسها نيتانياهو، كما وصفها أولمرت لاتريد الاعتراف بكراهية العالم الحر لها، وأن إسرائيل أصبحت دولة منبوذة شعبياً على مستوى أحرار العالم.

من الضرورى ترجمة كراهية الشعوب للدولة الإسرائيلية من جانب كل الحكومات لتتحول إسرائيل إلى دولة «منبوذة» كما كانت جنوب إفريقيا قبل سقوط الحكم العنصرى فيها.

أتمنى أن تفيق الإدارة الأمريكية وبدلاً من إسراع الرئيس الأمريكى ترامب بالدفاع عن العصابة الإجرامية فى إسرائيل والكلام حول معاداة السامية، فلابد من الاعتراف أن حكومة إسرائيل هى السبب فى كراهية شعوب العالم لها وأنها أصبحت دولة منبوذة شعبياً من كل شعوب العالم.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات